تابعوا ڤوغ العربية

جوان سافيو تطلّ على الماضي عبر صور الرقص

Pina Bausch

بينا باوش في صورة مطبوعة رقمياً بحجم 64 سم x 64 سم من فيلم كاميرا قديمة (نيغاتيف) مأخوذٍ من أرشيف جوان سافيو. تم التقاط الصورة في مسرح أكاديمية بروكلين للموسيقى ضمن احتفال Next Wave Festival عام 1994. حقوق الصورة للفنانة جوان سافيو.

سيقيم رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي معرضاً بعنوان “الانسيابية: معرض استعادي لبورتريه الرقص والأداء 1986 – 2004” يوم 9 فبراير الجاري. حيث سيتضمن المعرض، الذي يوثِّق أعمال المصورة الفوتوغرافية الأمريكية الشهيرة جوان سافيو، صور بورتريه لراقصات معروفات يمتد عمرها إلى ما يزيد عن 20 عاماً. وخلال حديثها مع ڤوغ العربية حول الصور المختارة، تقول سافيو: “كان إيجاد الصور أمراً ممتعاً حقاً لأنني لم أكن في يومٍ من الأيام بارعةً بأرشفة السجلات والصور على الإطلاق. حيث قضيت الصيف الفائت كله في قبو منزلي بنيويورك وأنا أحدِّق في “نيغاتيف” الصور مستعينةً بعدسة مكبرة لهذا الغرض. وأدركت حينها بأنني لا أختار صوراً للمعرض وحسب، بل أشاهد سجل حياتي كاملاً أيضاً. وقد بدا الأمر وكأنه أفضل وقتٍ لأبدأ بتنظيم عملي من جديد”.

وتُنوِّه سافيو إلى أن كل الصور المعروضة قد التُقِطت بالكامل على فيلم الكاميرات القديمة، فتقول: “لقد تعلمت التصوير باستخدام أفلام “النيغاتيف”. حيث لا يمكنك تَوقع النتيجة أو الحصول عليها بشكلٍ فوري، فهي عملية بطيئة تحتاج إلى القليل من الصبر والتأمل، بدءاً من وضع الفيلم داخل الكاميرا، وشده جيداً، والضغط على زر التصوير، وحتى الحصول على الصورة النهائية بعد معالجتها في حوضٍ مليء بالمواد الكيميائية”. وتبرعت سافيو بالكثير من معداتها ذات النظام التناظري لمتحف هنديٍّ في ولاية مونتانا، حيث كان زميل سابقٌ لها يُعلِّم فيه فن التصوير. وتقول سافيو: “تلقيت صوراً التقطها الأطفال باستخدام كاميراتي. وما زلت أذكر رائحة تلك المعدات: فقد كان الجلد القديم والمعدن فيها عتيقاً، وناعماً، ومتقناً، وناقصاً بعض الشيء. هذا ويجب عليك عند استخدامها أن تعرفي كيف تستفيدي من الإضاءة خلال التصوير. كما كان بإمكاني سماع صوت أنفاسي عندما كانت تصل عيني إلى عدسة الكاميرا.

أنصح تلاميذي بألا يشتتوا انتباههم بحركة العالم من حولهم، وأن يُركِّزوا على أدق التفاصيل ويهتموا حتى بأبسط اللحظات، فذاك بالضبط هو مكمن السر”.

Trisha Brown

تريشا براون، صورة مطبوعة رقمياً بحجم 156 x 111.8 سم من فيلم كاميرا قديمة (نيغاتيف) مأخوذة من أرشيف جوان سافيو. تعرض الصورة رقصة بعنوان “إن لم يكن بإمكانك رؤيتي” عام 1994. حقوق الصورة للفنانة جوان سافيو

بعد أن عَمِلت في مجال التصوير الفوتوغرافي لما يزيد عن 30 عاماً، تُفسِّر سافيو ولعها بالحركات الانسيابية المرنة للراقصين والراقصات التي وثقتها بعدسة كاميرتها خلال حياتها المهنية. فقد التقطت في أول جلسة تصوير لحفلة رقص لها صورة بورتريه لأحد أهم مصممي الرقص في وقتنا الحاضر، وهو ميرسي كانينغهام. حيث كان مصمم الرقصات الأمريكي الراحل هذا من رواد الرقص المعاصر وبرز كمبتكر للحركات الراقصة المجردة. وتُشير سافيو خلال حديثها قائلةً: “شعرت برهبة كبيرة عندما كنت بجواره، حيث أدركت بأنني أتعامل مع شخصية أيقونية بارزة حقاً. وعندما كنت أنظر داخل العدسة، كان يُخيَّلُ إليَّ بأنني أرقص أيضاً، وأنني على قدرٍ عالٍ من الرشاقة التي لم أكن أتمتع بها في الحقيقة”.

وحينما كانت طفلة صغيرة، كانت والدةُ سافيو تعاقبها بسبب التحديق الشديد في الناس، حيث تقول: “أحب التحديق في وجوه الناس علاوة عن كوني فتاةً مشاكسةً للغاية. وبالتفكير في هذا المعرض، يرجع الكثير مما أنا عليه اليوم كسيدة بالغة إلى ما كنت عليه وأنا طفلة صغيرة، فما زلت أحتفظ بروحي المشاكسة تلك وحبي للتحديق في الوجوه حتى الآن. ولا زالت القدرة على مشاهدة الراقصين المذهلين هؤلاء الذين يمكنهم الطيران في الهواء والرقص بتلك الرشاقة تُشكِّل تجربة مذهلة بالنسبة لي”. هذا وسيُقدِّم المعرض أيضاً، بالتعاون مع شركة تريشا براون دانس لتعليم فنون الرقص، عرضاً حياً للرقص في حرم الجامعة.

Elizabeth Streb

إليزابيث ستريب، صورة مطبوعة رقمياً بحجم 64 سم x 64 سم من فيلم كاميرا قديمة (نيغاتيف) مأخوذة من أرشيف جوان سافيو. تم تصويرها لكتاب Dance Ink Photographs عام 1997. حقوق الصورة للفنانة جوان سافيو.

وُلِدت والدة سافيو، المنحدرة من أصولٍ لبنانية، في قرية أميون بلبنان. وبشوقٍ شديد للتواصل مع الشرق الأوسط، تصف غرابة المكان الذي نشأت فيه، فتقول: “كان شعري مجعّداً، وكانت بشرتي زيتونيةً أكثر مما هي عليه الآن، وقد اعتادت والدتي على طهي طعامٍ عربي شهِّيٍّ للغاية في المنزل”. وبدأت سافيو التدريس في قسم السينما والتلفزيون بجامعة نيويورك عام 1995. وعندما بدأت جامعة نيويورك مناقشة فكرة إنشاء حرم جامعيٍّ في منطقة الشرق الأوسط، حظيت بفرصةٍ للتقديم والمجيء إلى هنا. حيث تقوم سافيو بالتدريس كأستاذة للفنون في قسم السينما ووسائل الإعلام الحديثة في جامعة نيويورك أبوظبي منذ عام 2010. وتقول سافيو: “كنت أقوم بتدريس فصل في نيويورك وآخر في أبوظبي خلال العامين الأولين من عملي مع الجامعة. ثم انتقلت لأعمل بدوامٍ كاملٍ هنا. ولم أشعر بالندم إطلاقاً على ذلك”.

سينطلق معرض “الانسيابية: معرض استعادي لبورتريه الرقص والأداء 1986 – 2004” في 9 فبراير وسيستمر حتى 25 فبراير 2017 في صالة بروجيكت سبيس، بجامعة نيويورك أبوظبي في أبوظبي.

اضغطي هنا لتشاهدي الصور الأيقونية المذهلة التي التقطها هيرب ريتس في حقبة التسعينيات.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع