تابعوا ڤوغ العربية

تعرفوا على مليكة: ملكة الهيب هوب العربي

Malikah, Queen of Arab Hip-Hop

مليكة. تصوير حسن حجاج

كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها عرض مليكة منذ حوالي العامين تقريباً خلال حفلة لموسيقى الهيب هوب الرائعة في مستودع بسيط مظلم في حي القوز بدبي. حيث ظهرت مليكة حينها وقد كانت الفتاة الوحيدة في العرض بحضور ناريّ مؤثر. ارتدت الفنانة التي بدأت الغناء منذ 15 عاماً مضت مرتدية قناعاً على وجهها لتخفي هويتها بعيداً عن اعتراض المحافظين صدرية عسكرية ضخمة وقد سُحب شعرها للخلف على هيئة ضفيرة متأرجحة. تردد صدى كلمات أغنية مليكة الآسرة ومشاعرها الغاضبة التي تقول: “يا إمرأة عم بحكيكي كَوني مرأة متلك صار لازم نواجه، لازم نخططلك يا إمرأة اصرخي صرخة الحرية باسم المرأة” وظلّت في ذهني حتى بعد انتهاء العرض بفترة طويلة.

أغرمت مليكة بالأصل بموسيقى الراب في عمر الـ15 (وتعتبر الفنانة لورين هيل ملهمتها الغنائية). تُميّز مليكة (البالغة من العمر 30 عاماً) نفسها اليوم في نوعٍ موسيقيّ يهيمن عليه الذكور باعتبارها واحدة من مغنيات الراب العربيات الأكثر جرأة بين نظرائها من الفنانين المحليين المرموقين من أمثال ذا ريسيبي The Recipe وذا نارسيسيست The Narcyssist إضافة إلى قصي Qusai. تتحدث مليكة وتواجه عبر كلمات أغانيها قضايا عدم المساواة وأزمة الشعب الفلسطيني الدائمة وتهدف إلى تمكين دور المرأة في المجتمع.

ولدت مليكة قبل أن تصبح “ملكة الهيب هوب العربي” وتظهر لأداء أغانيها على المسرح الرئيسي لمهرجان جلاستنبرى الموسيقى وتفتتح حفل مغني الراب الشهير سنوب دوغ في أبوظبي (عام 2011) باسم لين فتوح لأم جزائرية وأب لبناني في مدينة مارسيليا الساحلية بفرنسا. نشأت مليكة الأخت الصغرى بين ثلاثة أطفال في بيروت التي مزقتها الحرب، وهي المدينة التي ألهمتها لكتابة أهم أغانيها الشخصية الرائعة والمثيرة للعواطف.

هذا وقد كان مما زاد في شعبية مليكة الكبيرة (التي امتدت إلى جميع أنحاء أوروبا والعالم العربي) هو إخلاصها وتفانيها في محاربة الصور النمطية السلبية التي تلتصق بالعرب في كثير من الأحيان. حيث بدأت حديثها بالقول: “لقد تمت قولبتنا ونشر أفكار مغلوطة عنا مثل أننا غوغائيين وإرهابيين وعدائيين، وكل تلك الصور زائفة وغير صحيحة في الحقيقة.” وتابعت قائلة: “إنني فخورة جداً بكوني فتاة عربية، وفخورة بثقافتنا وبسخائنا المعروف وترحيبنا الكبير بالغرباء والضيوف. وتؤلمني حقاً الطريقة التي يتم تصويرنا بها.” كما تحدثت عن الحافز الذي أقنعت به والديها التقليديين للغاية لتَقبُّل المهنة التي اختارتها فتقول: “أريد من النساء أن يكُنَّ على طبيعتهن ويعشن حياتهن بكل جوانبها على أكمل وجه ويشاركن فيما يحدث في بلادهن. لقد حكم الرجال العالم طوال تلك السنين، وربما لو كان لنا [نحن النساء] دور أكبر لكان العالم مكان أفضل الآن.”

ذاقت الفنانة الشابة أول طعم للنجاح في صيف 2006 عبر أغنية كتبتها باللغة العربية وسمتها “يا لبنان” (قصيدة تتحدث عن لبنان). ظهرت الأغنية خلال الحرب التي استمرت شهراً كاملاً في لبنان وعرفت باسم حرب تموز. تقول مليكة وهي تستعيد ذكريات القذيفة التي انفجرت بالقرب من بيتها وكيف اهتز منزلها من جراء ذلك وصور أشلاء جيرانها الذين ماتوا على بعد أقدام منها فقط: “لقد أثرت تلك الحرب في نفسي بشكل كبير.” وأضافت: “كان بلدي يُدمّر أمام عيني ولذلك كتبت أغنيتي عنها.” خطر لها بشكل تلقائي أثناء كتابة كلمات الأغنية أن تكتبها باللغة العربية. وعلى الرغم من أن معظم الشعب اللبناني يتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة وأن إرسال رسالة باللغة العالمية سيصل إلى جمهور أكبر بالتأكيد، فقد قطعت مليكة عهداً على نفسها منذ تلك اللحظة بأن لا تكتب إلا بلغتها الأم. تسأل مليكة: “لما عليَّ أن أتحدث باللغة الإنكليزية في الوقت الذي أمتلك فيه لغتي الرائعة الجميلة؟” استقرت لين فتوح التي عُرفت فيما مضى باسم الشهرة ليكس Lix على اسم مليكة والذي يعني باللغة العربية “الملكة”. تقول متحدثة عن تغيير اسم شهرتها “الملكة تمثل الناس وهذا ما أشعر أنني أقوم به حقاً، لذا فاسم مليكة يناسبني تماماً.”

سيتضمن العرض الأول لألبوم مليكة أرشيف Archive كافة أغانيها من العقد الماضي ومن المقرر إطلاقه الشهر المقبل.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع