كيف تبدو النساء الكويتيات؟ طُرح هذا السؤال باستمرار على المصوّرة الكويتيّة مها العساكر عند انتقالها إلى نيويورك في عام 2013، فتقول لڤوغ العربيّة من شقتها الواقعة في بروكلين: “دائماً ما تتكرر عليّ أسئلة مثل: هل ترتدين نفس الثياب هنا وهناك؟، وهل هناك قيود معيّنة؟، و”هل الكويت معاصرة؟”، وبعد عام وصلت المصوّرة إلى إجابة موحّدة لكل تلك الأسئلة، وعنها تقول: “كرهت تكرار الأجوبة مرة بعد الأخرى، فخطرت ببالي فكرة هذا المشروع الذي سيمكنني من أن أجيب على كل من يسألني عن نساء الكويت بطريقة بصريّة”.
يعرض هذا المشروع صور إحدى عشرة سيّدة كويتيّة بأعمار تتراوح بين 20 و45 عاماً، بمِهن وحالات اجتماعيّة مختلفة في غرف نومهن، تحت عنوان “نساء الكويت”. وعنه تقول مها العساكر: “اخترت غرفة النوم لأنها أكثر الأماكن خصوصية، وأردت أن أظهر هذا الجانب الصادق من السيدات”، وتضيف: “لا يدخل غرفة نومك إلا أفراد عائلتك أو أعز صديقاتك، هذه الغرفة الوحيدة في المنزل التي لا يشاركك فيها أحد، وتعبّر عنك بشكل خاص”.
بدأت العساكر هذا المشروع في أكتوبر 2015 أثناء زيارة خاصّة لبلدها الكويت، وقد ترددت السيدات قبل المشاركة فيه لأنه يظهر غرفة النوم، وتقول: “عرضت المشروع على صديقاتي والسيدات ضمن عائلتي للمشاركة في البداية، وعندما نشرت صور الكواليس على انستقرام مع شرح مبسّط عنها، وجدت بعض السيّدات اللواتي أثار المشروع فضولهن وأردن المشاركة فيه”، وتضيف موضّحة: “هذا المشروع هو تحقيق يعرّفني على نساء وطني، إذ كان لدي فضول لأن أعرف كيف يشعرن، وكيف يرين أنفسهن كنساء كويتيات، وماذا يعني ذلك لهن بالتحديد”.
ويناقش مشروع مها العساكر قضايا اجتماعيّة تمس هويّة السيدات، وعنه تقول: “أردت أن أوضّح كيف تعيش السيدات في الكويت،” وتضيف: “سترون نساءً مثلي لا يرتدين الحجاب، كما سترون سيدات يرتدين التوربان مع المكياج والكعب العالي، وأخريات بحجاب ومكياج أقل، وكذلك سيدات يرتدين الحجاب الكامل بالعباية، فنحن مختلفات”. وبعد كل جلسة، تحرص العساكر على أن تخوض نقاشاً عميقاً مع المشاركات، وتقول: “في كل مرة أنهي العمل في جلسة تصوير أشعر بفخرٍ كبير، فالسيدات اللواتي التقيتهن ذكيّات للغاية، ونابضات بالحياة”.
وقد عملت العساكر في السابق في مجال الهندسة الصناعيّة، قبل أن تنتقل مهنياً إلى القطاع المالي وتعمل في هيئة الاستثمار الكويتيّة، كما أنها حاصلة على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، وتقول: ” كان ذلك ممتعاً في البداية خلال مرحلة التعلّم، ولكنني أصبت بالملل بعد ذلك لأن العمليّة أصبحت بطيئة للغاية، لم أحب فكرة التواجد في الاجتماعات يوماً بعد الآخر”. وبعد أن أكملت تعليمها، كرّست العساكر وقتها الكامل للتصوير.
وأخذت مها العساكر قراراً مهماً بأن حوّلت شغفها للتصوير إلى مهنتها الأساسيّة، بعد أن أكملت برنامجاً في المركز الدولي للتصوير في نيويورك، واختارت صالة JHB هذه المصوّرة الصاعدة لتعرض مشروعها الأول تحت عنوان Undisclosed (أي” غير المعلن)، كما شاركت في معارض كثيرة للفنون من ضمنها معرض الفن على الورق في نيويورك، ومعرض ميامي بروجيكت في مدينة ميامي، بالإضافة إلى آرت ماركت في هامبتون. وفي 2016، شاركت المصورة الشابة في معارض محليّة منها معرض Abolish 153 في صالة JAMM Art بدبي، ومعرض Art Night Out في منصة الفن المعاصر (CAP) في الكويت.
وتعمل مها العساكر حاليّاً كمصوّرة حرّة في نيويورك، فتقول: “لازلت في مرحلة التعلّم، وهذه المدينة مليئة بالإلهام والفنون والطاقة. أحاول أن أستوعب ما حولي بينما أتواجد هنا. ويعد معرض “نساء الكويت” مشروعاً خاص جداً كما أنه ساعدني على فهم ذاتي”.
شاهدوا كيف تواجه نساء القاهرة ظاهرة التحرش في الشوارع برقص الباليه.