تابعوا ڤوغ العربية

نساء سعوديات ملهمات.. خرجن إلى الضوء لتحقيق أهدافهن

بخطوات واثقة، تخطّين كل الحواجز، مشين طريق النجاح من أرض السعودية التي احتضنت طموحهن وأحلامهن إلى آفاق العالم وصولاً إلى الفضاء

من اليسار سعاد الحسيني الجفالي، مها الجفالي غندور ودانية غندور عليان. العباءات من BABUSHKA ؛ الأحذية من مقتنيات السيدات المشاركات

سعاد الحسيني الجفالي، مها الجفالي غندور ودانية غندور عليان، ثلاثة أجيال في خدمة الإنسانية عبر مركز «العون» لأصحاب الإعاقة الذهنية

نساء سعوديات ملهمات اخترن الابتعاد عن دائرة الظل والتهميش والخروج إلى الضوء لتحقيق أهدافهن، لحقن شغفاً انغرس في صدورهن منذ الطفولة فتركنه ينمو ويكبر ليتحول إلى شعلة متوهجة تنير الدرب لكثيرات سواهن. الطريق كان حافلاً بالعثرات بالنسبة لغالبيتهن، وبتحديات كان يمكن أن تعرقل المسار وتكسر الحلم، لكن إرادة النجاح كانت الأقوى والرغبة في إثبات قدرات المرأة وطاقاتها انتصرت في النهاية وكسرت  كل خوف وتردد.

من الجد المؤسس، إلى الزوجة فالإبنة والحفيدة انتقلت الشعلة واستمر مركز «العون» حضناً دافئاً لذوي الإعاقة الذهنية يطوّر مهاراتهم ويعدّهم لعملية الدمج في المجتمع مع تقديم كامل الدعم لأسرهم والتوعية على حقوقهم.

سعاد الحسيني الجفالي أو «تيتا سعاد» كما يحلو لأطفال المركز تسميتها عضو مؤسس وعضو مجلس الأمناء في مركز «العون» وعدد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية داخل المملكة وخارجها. نشأت في القدس الشريف على عمل الخير حيث ترعرعت في بيت يحث على العطاء، باكراً لعبت دوراً إنسانياً رائداً في توعية المجتمع على العمل الخيري مع التركيز على مجالات الصحة والتعليم ورعاية الأمومة والطفولة والأسر المتعففة ومحو الأمية ونقلت هذا الشغف إلى ابنتها وحفيدتها.

«أؤمن بأن العمل الخيري ليس صفة فطرية، بل مكتسبة تولد عبر غرس قيم الخير في الأبناء منذ الصغر، ومعايشتهم لما يرونه أمامهم» تقول سعاد.

مها الجفالي غندور مديرة مركز «العون» وعضو مجلس الأمناء المنتدب تعمل في عدد من المجالس المتميزة في القطاع التعليمي والطبي والاجتماعي، على الصعيدين المحلي والدولي، تؤكد كلام الوالدة قائلة «منذ صغري غرست في دواخلي أهمية العمل الإنساني عبر مرافقة والدتي للنشاطات الخيرية ثم تطوعت للعمل مع طفلين من ذوي الإعاقة الذهنية». عملت في البداية على استقطاب الأهل وتدريبهم على التعامل مع أبنائهم هؤلاء. عملها عطاء ينبع من القلب لا واجباً وقد قامت بتأليف كتاب هدفت من خلاله إلى إزالة فكرة صعوبة إنشاء مركز متخصص وهي ناشطة في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية وتعزيز حقهم في قيادة حياة كاملة. النقلة النوعية برأيها حدثت بانتقال المركز إلى مقره الحالي بعد سنوات عشر أولى مليئة بالتحديات.

تطوعت دانية غندور عليان للعمل طفلة في المركز وكانت تروي لزميلاتها عن صديقتها ذات الإعاقة الذهنية. مسيرتها التطوعيه دفعتها لتحديد مجال دراستها في علم النفس وتخصصت في الإعاقات الذهنية والتربية الخاصة الاجتماعية، واليوم بدأ ابنها المسيرة نفسها بالحضور إلى المركز.

بعدها انتقلت دانية للعمل المباشر، كعضو مجلس الأمناء ومديرة الأقسام العلاجية ومستشارة تعليم خاص، حضّرت خططاً جديدة لسد الفجوة الموجودة في مجال الترفيه في المركز وتطوير المهارات الفنية والرياضية.

«نجاح المركز تحقّق من خلال إيمان وعمل أسرة المرحوم أحمد الجفالي بأهمية نشر رسالة مركز «العون»، مع مساندة الموظفين والأهل والمتطوعين» تقول سعاد.

تطور المركز ليقدم الخدمة لما يزيد عن 5500 أسرة من حديثي ولادة حتى الشيخوخة. وبدأ تقبل المجتمع لذوي الإعاقة الذهنية في جميع النواحي بما فيها التوظيف وتمّ إيجاد فرص عمل لهم لضمان استقلالية معيشتهم. أما مها فتضيف: «واصلنا المسيرة في تدريبهم وتأهليهم ليصبحوا مناصرين ذاتيين مدافعين عن حقوقهم، وسفراء عن فئتهم». بالنسبة لدانية يضاف إلى إنجازات المركز نادي «ديرة أجدادي» الذي يركز على الحياة الاجتماعية للشباب والشابات فوق الثامنة عشرة. «عندما ننظر للخريجين تغالبنا دموع الفرح لأنهم في مقام أولادنا» يؤكدن بصوت واحد، ويتابعن: «نمضي قدماً في تأهليلهم لمراحل قادمة ما زلنا نفتح لها الأبواب ونعمل على دمجهم الشامل في المؤسسات التعليمية والمجتمع، ساعين لشملهم ضمن خطط التطور».

أمل الحربي كاتبة وناشطة توعوية في مجال الصحة النفسية

الكتابة عندها هوية وقدر «لا أذكر مَن كنتُ قبل الكتابة، تقول، انزلقت خارج الزمن بعد إصابتي بنوبة اكتئاب شرسة ولو لم أدخل في تلك العزلة لما علمت هويتي وقدرتي على الكتابة».

انتصرت أمل بالكتابة وتغيرت «فالكتابة لا يشبهها شيء وكأنك تستمد قوات خارقة، تخلق بها عالم افتراضي». امتنانها تحول إلى مسؤولية بإخبار الجميع عن طريق قد يسيره الإنسان ولا يعلم مخارجه وتحولت ناشطة توعوية في مجال الصحة النفسية. الطريق لم يكن سهلاً وعلى مدار أربع سنوات رُفضت روايتها ليأتي التعويض بعدها مشجّعاً. إلى جانبها وقفت أمها التي شهدت مخاض موهبتها فولادتها.

من أعمالها فيلم «ممسوس» الذي نال جائزة أفضل فيلم قصير في  مهرجان دبي السينمائي، مسرحية «الدائرة المستقيمة» التي عرضت في موسم جدة  و رواية  «فعلاً» التي حازت على جائزة الأدب في الجوائز الوطنية للثقافة السعودية وشكّلت مرحلة مفصلية في حياتها، لكن عنها تقول «أشعر أني مسجونه بسياج رواية «فعلاً» وأحاول جاهدة الآن القفز والهروب منها».

ترغب أمل في معرفة المزيد عن أزمة إنسان هذا القرن وككاتبة تحرص على أن تلمس وجدان أي كائن بلكنة عربية سعودية. تشعر أن الألم لغة البشر الموحدة وأن كسر الإطار الاجتماعي يُخرج هوية الشخص الحقيقية في زمن يسوده الزيف.

أفنان الجعدي، متميزة في فن الطهو تكافح مرضاً صعباً

من شغفها وحبّها لعملها واليقين أن ليس هناك مستحيل تستمد أفنان الجعدي الإلهام والطاقة والإصرار لتواجه مرضاً عصبياً صعباً وتكمل مسيرتها الناجحة في فن الطهو. تخصصت في إدارة الأعمال لكنها قررت أن تدرس فنون الطهي ووجدت في المطبخ ملاذها المريح. «أعيش في هذا العالم ومهمّتي الدمج بين تقنيات الحلويات الفرنسية والنكهات السعودية والعربية وابتكار أطباقٍ جديدة تمثّل هويتي وبلدي». تعشق الفنون على أنواعها و«كيكاتي هي لوحاتي الفنية» تؤكد.

شاركت أفنان في برنامج ماستر شيف، في تجربة جديدة رافقها الكثير من التحديات، عام 2008 تمّ تشخيصها بمرض التصلب المتعدد الذي يعيق عمل الجهاز العصبي المركزي.

«معاناتي وألمي أثرا على دراستي الجامعية، لكن بفضل ربّي، وبعزيمتي الصلبة تمكّنت من التعايش مع هذا المرض وتقبّلته بشكل كلّي» وكانت عائلتها مصدر إلهام صادق لها وداعمة لاختياراتها وتوجّهاتها.

الرحلة لم تكن وردية وبقي المرض في الظلمة لسنين طويلة، «كنت أخاف من كلام المجتمع، ولكننّي قررت تخطي الخوف وشاركت قصّتي، وتفاجأت بتفاعل الناس وأدركت حينها أنّه باستطاعتي أن أكون السبب الحقيقي في بث روح الأمل والتوعية وتثقيف من يعانون من هذا المرض».

تؤمن أفنان بالقول: «لا تعطيني سمكة، ولكن علّمني كيف اصطاد»، لذا على صفحتها تعلّم أساسيات الطهو وتقنياته ليتمكّن أي شخص أن يتدرّج من هاوٍ في عالم الطبخ إلى محترف. برأيها الإنسان الناجح هو من يتسم بالشغف، الابتكار، الأصالة، الإصرار، التحدي، الموهبة، وحب المهنة.

شاليمار شربتلي فنانة تشكيلية عالمية صاحبة مفهوم «الموفينغ آرت»

منذ الطفولة ارتسمت ألوان الدنيا في عينيها وكوّنت عندها ثقافة بصرية جعلتها تقفز بسرعة إلى عالم النضج الإنساني. طفلة كانت شاليمار شربتلي تراقب أصابع والدتها تحمل الريشة، ومراهقة عرفت الشهرة على غلاف مجلة «صباح الخير» المصرية، لكنها لم تلعب وترها مطلقاً. «أنا رسامة والرسام يلعب على التاريخ» تقول. شهرة زوجها المخرج المصري خالد يوسف أضافت إلى شهرتها لا إلى فنّها كما تحب أن تذكر. صنفت بين أكثر 100 امرأة تأثيراً في الفنون والثقافة لكنها تعتبر «تقييمي كإنسان يأتي قبل أي تصنيف».

مقابل الاحتفاء الإعلامي الكبير واجهت تحديات كثيرة حين كان أصحاب الفن يُنعتون بالتفلت الديني والأخلاقي. «البشرية ارتسمت فعلياً منذ الأزل تقول ونحن نجمّل زمناً قبيحاً». زينت جدارياتها وسيارتها المرسومة شوارع مدينة جدة بالألوان وتفخر شاليمار بأنها رسمت لمؤسسة أندريا بوتشلي الخيرية على سيارة فيراري قديمة بيعت بسعر خيالي في مزاد علني افتتحته الملكة رانيا. رسمت يدوياً سيارة فورمولا اختارتها شركة  Boss لتدخل بها السباق، وقبلها رسمت على سيارة بورش عرضت على مدخل متحف اللوفر في سابقة هي الأولى من نوعها كما عرضت أعمالها فيه أربع مرات.

سفيرة النوايا الحسنة ومونتمارتر وصاحبة مفهوم «الموفينغ آرت» الذي ينقل المتحف إلى الشارع. تكريماً لفنها قدم لها الرسام خوان راميز ريشة سلفادور دالي لترسم بها ومعه أقامت معرضين. «من حق الرسام أن يضع عينه على العالمية تقول ولكنها لن تمنح له إذا كان لا يستحقها». حازت شاليمار على جائزة ماتيس وفي جامعة أوكسفورد علقت لوحة لها على مبنى يحمل توقيع زهى حديد ، لكن يبقى أحب أعمالها الى قلبها معرض أقامته في القاهرة حولت فيه قصائد الشاعر فاروق جويدة إلى لوحات.

سفانة دحلان، مؤسسة أول مكتب محاماة نسائي في المملكة

سفانة دحلان محامية متخصصة في القطاع التجاري والثقافي والإبداعي ومستشارة قانونية في حماية حقوق الملكية الفكرية وتسوية المنازعات وأول من اسّس مكتب محاماة نسائي في المملكة .

«منذ طفولتي تعلمت الموازنة بين النهج الاجتماعي المتشدِّد، والانفتاح الفكريِّ لعائلتي» تقول. بعد أن ألحقَتْها والدتها بمنهجٍ يجمع بين مدرسة خاصَّة عربية، وبرنامج بناء مهارات عالمي ساهم في تكوين هويتها الوطنية، والاحتفاظ بتفكيرها المنفتح.

حين تخرّجت لم يكن يُسمَح للمرأة بمزاولة القانون، ورُفضَتْ معادلة شهادتها، فحصلت على شهادة في الدراسات الإسلاميَّة، فماجستير في إدارة الأعمال والدبلوم التنفيذيِّ في القيادة العالميَّة والسياسة العامَّة وحالياً تنهي بحث الدكتوراه. بعد 13 عاماً من تخرجها حصلتْ على رخصة مزاولة مهنة القانون، «بعد أن برز اسمي كرائدة في المجال الاجتماعي والإبداعيّ والحقوقي» و اليوم هي متفائلة بالقادم من السنوات. عملت على دعم وتطوير القطاعات الإبداعية في المملكة. وازدهرت مبادراتها مثل شركة «تشكيل» لاحتضان رياديِّي الأعمال المبدعين، ومبادرة «مساحات كيان» الإبداعية المُشتركة، والمبادرة الوطنية السعودية للأبداع لنقل المعرفة بين مبدعين عالميين ومحليين ومشروع «ركاز المدينة» الثقافي الرائد الذي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

رنيم زكي فارسي، مستشارة وقيّمة فنية

رنيم زكي فارسي- موقع المجلس الفنس السعودي، معرض أسرار العضديات – تنسيق: فابيان دانيسي

قدمت رنيم بحثها حول تطوير الساحة الفنية وسوق الفن في المملكة كرسالة الماجستير في «إدارة الفنون» من معهد سوثبيز في لندن وشكل ذلك نقطة تحول في مسيرتها المهنية بعد أن أدركت الحاجة إلى الاستشارات الفنية التي تشكل همزة الوصل بين الهيئات الفنية والثقافية المختصة والفنان. أطلقت مؤسستها الخاصة فكانت من الأوائل الذين اتخذوا من التقييم الفني والاستشارات الفنية مهنة وعملوا على تطوير البنية التحتية للساحة الفنية وخدمة القطاع بمختلف جوانبه، من تنظيم المعارض والتقييم الفني لها وتقديم الاستشارات وإدارة المشاريع الفنية، إضافةً إلى تطوير وتنمية الفنانين، وإدارة المقتنيات للقطاعات الحكومية والخاصة، و تطويرالاستراتيجيات الفنية. هي عضو مؤسس للمجلس الفني السعودي وعضو في لجنة تقييم المعارض الفنية، ومستشارة في عدد من المبادرات والجهات الفنية المحلية والإقليمية. شاركت في تنظيم معارض للفن السعودي محليًا وإقليميًا وعالمياً سلطت من خلالها الضوء على عمقه وتنوعه وتاريخه.  ومن معارضها «صنع في مكة» الذي أقيم في لندن حول تأثير الروحانية على الفنانين،
و«صحراء اكس» الذي انتقل من صحراء العلا إلى صحراء كاليفورنيا، و«نور على نور» الذي يسرد نشأة فن الضوء .

مشاعل الشميمري، مهندسة طائرات وصواريخ ومركبات فضائية وكابتن طيران

طفلة كانت في رحلة إلى صحراء عنيزة في السعودية حين رفعت عينيها نحو الفضاء ورأت كثافة النجوم وغموضها، وقعت في حبها وجعلت مهمتها الذهاب إلى الفضاء «مزودة بحماسة للمعرفة وروح الاستكشاف» وكانت الوسيلة الوحيدة لذلك بناء الصواريخ وهذا ما دفعها للحصول على بكالوريوس في هندسة الطيران ومن ثم في الرياضيات التطبيقية. خلال دراستها الماجستير أجرت مشاعل بحثًا لصالح وكالة ناسا وأرادت أن تكون جزءًا من الجهود المبذولة لتصميم صاروخ نووي هدفه إيصال الإنسان إلى المريخ. عملت في إحدى الشركات الكبرى على 22 صاروخاً قبل أن تطلق شركتها الخاصة Mishaal Aerospace التي حملت اسمها أي المشاعل التي تضيء الطريق إلى إمكانية الوصول إلى الفضاء. وعنها تقول «شكلت لي إحدى أعظم التجارب للتعرف على اتساع وعمق قدراتي حتى في سن مبكرة جدًا». والشركة تعنى بتصنيع صواريخ لإرسال أقمار صناعية صغيرة الحجم إلى مدار الكرة الأرضية المنخفض.

تقول مشاعل: «أهم أهدافي أن أكون رائدة فضاء، أصل إلى القمر فالمريخ» ولكي تحقق هذا الحلم كان عليها دراسة هندسة الطيران وحيازة رخصة قيادة طائرة وأن تكون غواصاً، وقد اكتسبت هذه المهارات جميعها، إلى جانب كونها أستاذة في جامعة ميامي ومستشارة لإحدى الشركات الأميركية الكبرى المختصة في الدفاع والفضاء.

ترفض مشاعل مقولة العداء بين المرأة والعلوم «فالعلم هو أجمل مجال بغض النظر عن الجنس ومعظم النساء يتفوقن فيه بالفعل». «بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه المرء، فإن تقاليده وتاريخه وتراثه دائمًا في قلبه». تشارك ثقافتها مع جميع أصدقائها وتأمل أن تكون جزءًا من نمو وتطوير مجالها في السعودية وأن تلهم الشباب للبحث عن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

تصويرlina mo

تنسيق الأزياء rawan kattoa

إنتاج Basamat Arabia

أقرئي أيضاً: عارضة الأزياء صوفيا ريتشي تدعم العلامة المصرية الصاعدة “Aliel”

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع