جايلز ديكون مع أحد تصاميمه المعروضة في الرياض، حقوق الصورة لـ Fashion Plate
لم تكن بداية المصمم البريطاني جايلز ديكون في عالم الموضة واضحة بالنسبة له، إذ راودته الرغبة في الابتكار منذ سن مبكرة، فوقف حائراً أماما المجالات الفنية المتنوعة. وقال خلال لقائي الأخير معه أثناء زيارته الأولى للرياض لعرض مجموعة الأزياء الراقية “لم أكن أعلم إن كنت سأسلك مجال التصميم الغرافيكي أم الرسم التصويري في ذلك الوقت” وقد وضحت الأمور بالنسبة للمصمم عندما أنشأ مدونة للموضة “أحببت هذا المجال جداً وقررت أن أكمل مسيرتي المهنية فيه.”
عمل المصمم جايلز ديكون في بداياته مع عدد كبير من المصممين، فخلال إقامته في باريس عمل مع جان شارل دو كاستيلباجاك لمدة عامين، وبعد عودته إلى لندن انضم إلى دار بوتيغا فينيتا حتى عام 2001. ثم انضم إلى فريق غوتشي تحت إدارة توم فورد، وهذا ما ساهم في شحذ مواهبه الإبداعيّة وتطوير تقنياته في الخياطة والتصميم، “تعلمت الكثير من تجاربي في العمل في مجال الموضة، ومن أبسط الأمور التي تعلّمتها هي أن أعمل جاهداً، وأن أعامل الناس بأسلوب حسن وأكون صادقاً في رؤيتي الإبداعيّة، فأقدّم ما أرغب في تقديمه دون أن أتبع صيحات معيّنة.” وأضاف: “خصوصيّة إبداعك هي ما يميّز تصاميمك ويجعلها مختلفة.” أما بالنسبة للإلهام فيبحث ديكون عنه في كل مكان وكل وقت “هذه الرحلة [إلى السعوديّة] ألهمتني جداً، كما أجد إلهامي في الناس وفي الفنون والموسيقا وكتب السير الذاتية وكل شيء فعلاً، أعتقد أنه شعور داخلي يدفعك لأن ترى الإلهام في كل مكان.” لم أستطع أن أتخطى ذكره لزيارته السعوديّة ضمن ما ألهمه مؤخراً فكان عليّ أن أسأله إن كان سيتبع الاتجاه السائد في عالم الموضة حالياً ويقدّم مجموعة من العبايات كما فعلت دولتشي آند غابانا وتوري بورش وغيرهم، فأجابني بابتسامه: “هذا احتمال وارد جداً، ستكون مجموعة مثيرة للاهتمام.”
جايلز ديكون يستمتع بالتقاليد السعودية خلال زيارته للرياض.
عمل جايلز ديكون في مجال الأزياء الجاهزة طوال مسيرته في عالم الموضة، ولكنه قرر أن يحوّل تركيزه لتصميم الأزياء الراقية في السنوات الأخيرة، ليتبع خطى المصمم الفرنسي جان بول غوتييه الذي أوقف إنتاج مجموعات الأزياء الجاهزة في عام 2014، فيقول: “شعرت أن مجال الأزياء الجاهزة أصبح مزدحماً، وجميع من فيه يتنافسون على نفس المتاجر التي تعرض تصاميمهم في مساحات صغيرة، كما أن الموضوع أصبح مربكاً أكثر؛ مع المجموعات الرجالية التي تعرض ضمن العروض النسائية والعكس،” وأضاف: “كنت أصمم قطعاً للأزياء الراقية تعرض في الولايات المتحدة وغيرها، وكانت هذه القطع تلقى رواجاً واسعاً،” ومع الفوضى العارمة التي تكتسح عالم الموضة – كما وصفها ديكون- وجد أن من الأفضل له الانسحاب والتركيز على الجانب الإبداعي في تصاميمه، “تصميم الأزياء الراقية أكثر إمتاعاً من الأزياء الجاهزة بكثير، لأن كل قطعة منفردة بحد ذاتها ومتميزة بأسلوبها الخاص، وهذا ما يعجبني؛ على عكس مجموعات الأزياء الجاهزة التي تجبرك على الحفاظ على تناغم القطع مع بعضها.”
تميّزت تصاميم جايلز المعروضة في مقر شركة Fashion Plate في الرياض بالفخامة والرقي، وهذا ما يتناسب مع ذوق السيدات في الشرق الأوسط “مما وجدت من خلال زياراتي السابقة لدبي وأبوظبي، أن السيدات في الشرق الأوسط يملن للألوان والتطريزات الملفتة ويتمتعن بالأناقة كما يحرصن على التفرد.” وقد حرص جايلز على عامل التفرّد في تصاميمه المقدّمة للسيدات في المنطقة؛ فكل تصميم موجود لا تباع منه سوى قطعة واحدة فقط.
كيت بلانشيت ترتدي تصميم جايلز ديكون في مهرجان كان السينمائي عام 2015 . بعدسة: جيمس مكاولي
ظهرت تصاميم جايلز في العديد من إطلالات النجمات على السجادة الحمراء، نذكر منها إطلالة سارة جيسيكا باركر في حفل Met Gala 2013، إذ حاكت بإطلالتها أسلوب البانك بأن نسّقت فستانها الذي يحمل توقيع المصمم المذكور مع قبّعة فيليب تريسي المستوحاة من تسريحة الموهوك، بالإضافة لإطلالة سولانج نولز الجريئة في نفس الحفل لعام 2015، ولكن عندما سألته عن أجمل من ارتدت تصاميمه في نظره كانت إجابته: “علي أن أختار كيت بلانشيت في مهرجان كان السينمائي” أما بالنسبة للنجمة التي يرغب في أن يضع بصمته على إطلالتها فكانت “روني مارا ستكون خياراً مثيراً للاهتمام.” وعلى الرغم من ذلك، لم يذكر جايلز اسم ملهمته وقال: “لا أصمم لسيدة بعينها، أجد ذلك مخيفاً نوعاً ما، بل أصمم للسيدات اللواتي يبحثن عن القطع المميزة ويردن أن يلفتن الأنظار ويقدّرن جودة القطع واحترافيّة صنعها، لا للشخصية الخجولة والمنطوية أو ما نطلق عليها اسم wallflower في بريطانيا.”
شاهدي أجمل الفساتين التي عرضها جايلز ديكون ضمن مجموعة الأزياء الراقية في الرياض مؤخراً وشاركينا رأيك بها على تويتر . @VogueAlarabiya
