كانت عطلة نهاية الأسبوع حافلة في مدينة الرياض، حيث استضافت العاصمة السعوديّة أكبر مهرجان للموسيقى الإلكترونيّة في المنطقة بحضور أكثر من 70 دي جي من جميع أنحاء العالم، ولم يقتصر الحضور على الموسيقيين وحسب بل شهد هذا المهرجان حضوراً لافتاً من عارضات الأزياء الشهيرات أمثال أليساندرا أمبروزيو وإلسا هوسك وإيمان همام وجوان سمول وجوردان دان وأخريات. حتى حقق هذا المهرجان رقماً قياسياً في يومه الأول بحضور أكثر من 130 ألف شخص، كما زادت الطاقة الاستيعابية للمكان بحلول يومه الثالث حتى يتسع لأكثر من 150 ألف شخص.
أثير جدلاً واسعاً عن هذا المهرجان في الشارع السعودي بين مؤيد ومعارض، وتصدّر الهاشتاق الخاص به موقع تويتر خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقد امتد هذا الجدل ألى النطاق العالمي حيث وجّه الحساب المعروف في مجال الأزياء على انستقرام @diet_prada اتهاماً للعارضات والشخصيات المؤثرة لقبولهم هذه الدعوة وكتب “ماذا يمكن أن يكون أسوأ من رحلة علامة ريفلون للشخصيات المؤثرة من البيض؟ أن تصرف شيكات ضخمة لصانعي المحتوى (أو الإعلانات) لتحسين صورة المملكة العربيّة السعوديّة، وهي دولة يُقال إنها سببت “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، وفقًا للأمم المتحدة. إذ أنه وفقاً لمصادر خاصة، تم صرف شيكات من ستة أرقام للبعض مقابل حضورهم ونشر صور مرفقة بخاصيّة مشاركة الموقع على حساباتهم في انستقرام”.
وذكر هذا الحساب في منشور انستقرام أن هذا المهرجان الذي يعد الأول والأضخم من نوعه في المنطقة يُعد “أغلى حملة قامت بها المملكة في سبيل تحسين صورتها لدى الغرب”. فيما كشف وفقاً لما نُشر في ستوري انستقرام الخاصّة بالعارضة تيدي كوينليفان أن عارضة الأزياء إيملي راتاجكوسكي قد رفضت الحضور إلى هذا المهرجان وذلك دعماً منها لحقوق النساء ومجتمع LGBTQ وحرية التعبير في الصحافة.
لم يقبل السعوديون هذا الهجوم وهبّوا للدفاع عن بلدهم في التعليقات حيث كتب المصمم السعودي حاتم العقيل في الدفاع عن السعوديّة قائلاً “هذه المعلومات غير صحيحة. من المهم أن تروا السعوديّة من وجهة نظر موضوعية. فالأمور ليست ببساطة الأبيض والأسود. اسألوا كل من زار السعوديّة وسيقول لكم أن الصور النمطيّة هي مجرد مبالغة”.
كتبت المدونة ورائدة الأعمال السعودية نجود الرميحي “من المؤسف أن نرى هذا المنشور يُبنى على جهل مطلق، وما يُرى في وسائل الإعلام. بينما تدفع السعودية عجلة التغيير لتصبح المكان الذي تتطلع إليه، نرى مثل هذا المنشور من شخص لم يتحدث في حياته إلى أي سعودي. بصراحة، نحن مستعدون لأن نعطيكم الحقائق التي لن تكشفها لكم وسائل الإعلام الغربيّة. الجميع كانوا سعداء للغاية، وكنا في غاية السعادة ونحن نري ضيوفنا السعودية على حقيقتها، لا كما ترونها في وسائل الأعلام”. فيما كتبت منسقة الأزياء السعوديّة “لم تكلفوا أنفسكم عناء التثقّف عن السعوديّة، لذلك بالتحديد يعد هذا المهرجان طريقة مثالية لجمع الناس مع بعضهم البعض دون تعصب”.
أثار هذا المنشور نقاشات عديدة بعد انتهاء مهرجان مدل بيست بأيامه الثلاثة، ووجد المتابعون السعوديون محتواه مثالاً على ازدواج المعايير في الغرب، إذ تُدان السعودية لإقامة المهرجانات الموسيقية على أرضها، في حين يُدعى عشاق الموسيقى من حول العالم لحضور مهرجان كوتشيلا الموسيقي السنوي في الولايات المتحدة.
ولم يكن السعوديون وحدهم من هبّ للدفاع عن المملكة. بس نشرت عارضة الأزياء والراقصة فيتوريا بريتو فيديو تعبر فيه عن سعادتها بحضور هذا المهرجان في ستوري انستقرام بعد أن تلقت هجوماً من متابعيها عبر الرسائل الخاصة. قالت في الفيديو “نعم أنا في الشرق الأوسط وأنا بخير، الناس هنا معطائين للغاية. أناشد كل المتابعين والمعجبين، وأقول لهم أننا محظوظون لأن نعيش في هذا العصر” وأضافت “هذه البلد لم يكن يسمع فيها صوت الموسيقى العالي كما في الولايات المتحدة أو تقام فيها الحفلات الصاخبة، وقد تمكنوا من ذلك الآن، وأنا هنا لأشهد ذلك، في أكبر مسرح يشيّد في العالم أجمع. لقد سئمت من رسائل الكراهية التي تصلني من أميركا، فأنتم لا تتيحون الفرصة للدول الأخرى، وتصدقون كل ما ترون في قناة فوكس على سبيل المثال. ابحثوا واعرفوا المزيد عن هذا البلد، وآمل أن تتاح لكم فرصة القدوم ومشاهدة السعوديّة بأنفسكم”.