جود بن حليم هي علامة مجوهرات لا بدَّ أن تعرفيها. أسَّست المصممةُ الشابة المقيمة في مصر علامتها التي تحمل اسمها عام 2011 عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها ليس إلَّا، وسرعان ما صنعت لنفسها اسماً ضمن مشهد التصميم المزدهر في البلد الذي يقع إلى الشرق من شمال أفريقيا عبر قطعها الفريدة التي تصنع يدوياً بعناية فائقة. وتوظِّف بن حليم فريقاً صغيراً من النساء المهمَّشات في مصر للمساعدة في إنتاج قطعها التقليدية والعصرية في آنٍ معاً، من الخواتم والأساور والقلائد وقلائد التشوكر. وتفخر العلامة بالتزامها بتمكين المرأة عبر توفير فرص عمل للنساء وتشكيل منصةٍ لتسليط الضوء على مواهبهن. واليوم تستغل علامة المجوهرات التي تتخذ من القاهرة مقرَّاً لها انتشارها على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تم إطلاقها مؤخراً على موقع ’ذوقي‘ Thouqi.com الذي يمثّل منصة جديدة للتجارة الإلكترونية ويقدم حصرياً منتجات ما يزيد عن ثمانين علامة شرق أوسطية. وفيما يلي، تتحدث المصممة الشابة إلى ڤوغ العربية حول شغفها ومصادر إلهامها وأسلوبها الخاص في الأناقة.
حول البدايات المبكرة لجود بن حليم:
تقول المصممة: ’’عشت طوال حياتي في مصر، وقد ترعرعت في بيئة مثالية تبعث على التميّز في مجال التصميم، حيث كانت والدتي تعمل في صناعة الموضة ووالدي مهندس معماري، ما يفسِّر سبب استقاء تصاميمي الإلهام من مزيجٍ من التراكيب الهندسية والموضة العصرية. ولطالما أحببت خلال نشأتي ابتكار الأشياء، لقد عشقت صنع القطع الفنية واليدوية، وعرفت على الدوام أنه سينتهي بي المطاف بمهنةٍ تغذي الجانب الإبداعي لديّ.
بدأتُ هذا العمل منذ سبع سنوات، في سنِّ السابعة عشرة. وأنا نصف ليبية ونصف سورية، لكنني ولدت وترعرعت في مصر. درستُ صناعة الأفلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وعلى الرغم من أنَّ الأفلام لا تربطها صلةٌ بتصميم المجوهرات، إلا أنَّ دراستها قد فتحت عينيّ على أيدولوجيات عديدة ترتبط بالنوع الاجتماعي وأصبحت بمثابة قوة ذهنية رئيسية خلف علامتي. لقد قادني الأمر إلى ابتكار قطع تشجِّع النساء على اعتناق شخصياتهن والتعبير عنها بقوة، كما ساعدني أيضاً على تطوير عينٍ ناقدة، حيث أستطيع رؤية أبعد من محض صورةٍ متحركة، وهذا يسمح لي بالتفكير لما هو أبعد من القيم الجمالية البسيطة لدى قيامي بالتصميم وكذلك الحفاظ دائماً على رسالة قوية ولكنها حاذقة في الوقت عينه في كل قطعة مجوهرات أبتكرها‘‘.
حول مراحل عملية التصميم التي تتبعها:
’’تلبي علامة مجوهراتي احتياجات المرأة القوية الحريصة على أنوثتها في ذات الوقت، وكذلك المحُبة للكلاسيكية ولكن بلمسة من الجرأة، والعصرية المشمولة بالأناقة. وتشكل مجوهراتي بوتقة تصهر التقاليد مع الروح العصرية، إذ تجمع بين خامات مختارة -الفضة الإسترلينية عيار 925، والنحاس الأصفر المطلي بالذهب- مع أحجار راتنجية ملونة مصنوعة يدوياً بخطوط عربية جميلة. ويمكنني وصف القيم الجمالية التي أتبعها في عملي على أنها مزيجٌ من الفن المعاصر والحرفية العربية الشرقية. إنها تجربة شابة وعصرية في دنيا المجوهرات المصرية التقليدية، وهذا حسب اعتقادي ما يمنح عملي تفرُّدَه.
لدي فريقٌ مؤلفٌ من خمس نساء يعملن في مشغلي. أشعر بالامتنان لنجاحي في توفير فرص أمام بعض النساء من أجل أن يعملن على تحقيق إمكاناتهن وكسر الحواجز الاجتماعية. ما يتغاضى عنه مجتمعنا في معظم الأوقات هو أن هؤلاء النساء لديهن قدرات إبداعية لتجسيد الإرث والثقافة المصريين. أشجع المزيد من الناس على تقدير العمل الشاق والمواهب المذهلة التي تمتلكها هؤلاء الحرفيات، وأن يسلِّطوا الضوء على الأعمال الحرفية التي تنقرض ببطء في عالمنا الذي تهيمن عليه التكنولوجيا‘‘.
حول أحدث مجموعةٍ لها، وتدعى ’ثائرة حضرية‘:
’’هناك دائماً نقطة بداية تلهم ابتكار أي مجموعة؛ مساحة أستمدُّ منها رؤيتي. وبالنسبة لمجموعتي الأحدث، ’ثائرة حضرية‘، كانت المدينةُ مصدرَ الإلهام أو ’المساحةَ‘ التي حركتني (على المستويين الشخصي والفني معاً). تميل الحياة في المدينة لأن تكون جارفة، في ظل نظام صارم يسعى إلى إخفاء شخصية الفرد. وتدور مجموعة ’ثائرة حضرية‘ حول التحرر من القيود والحدود التي تفرضها الحياة في المدينة، وهو أمرٌ يعنيني بشدة. أحبُّ الابتعاد عن المدينة بين الحين والآخر، فذلك يساعدني على معرفة نفسي من منظورٍ مختلف. أما من الناحية الجمالية، فقطع مجموعة ’ثائرة حضرية‘ مستمدة من المدينة والأبنية الحضرية والطرق المتعرجة وخطوط الأنابيب وناطحات السحاب والإسمنت المتصدع، وتقدم أنماطاً مكعبة ودائرية وأخرى مقطَّعة‘‘.
أستطيع القول أنَّ قطع طقم ’الخرسانة المتصدعة‘ قد برهنت أنها القطع المميزة في هذه المجموعة، وفي الوقت ذاته كانت التصاميم المفضلة لدي عندما كنت لا أزال في مرحلة التصميم‘‘.
حول أسلوبها الخاص في الأناقة
’’أحبُّ عادةً ارتداء الملابس المريحة، والألوان الترابية البسيطة هي ما يميز أسلوب أناقتي العصرية. وأكمل إطلالتي بارتداء قطعة المجوهرات اللافتة المثالية كإكسسوار. لا يمكنني مغادرة المنزل دون ارتداء قرطين! فهما يحلِّيان فوراً أيَّ زيٍّ‘‘.
حول ما تحضِّر له العلامة الآن:
’’سأقوم بإطلاق مجموعة جديدة قريباً، وستكون مختلفة عن أي شيءٍ ابتكرته في السابق، لذا أنا متحمسة جداً لذلك. أتمنى أن أواصل تنمية العلامة بحيث تستطيع المنافسة في الأسواق العالمية يوماً ما. وهذا ما أعمل على تحقيقه كلَّ يوم؛ وضع مصر على خريطة العالم في مجال الموضة والتصميم‘‘.
لولوة الأمين تبتكر أسلوباً فريداً سيجعلكِ تتابعين تصاميمها بشغف على مدار 14 يوماً.