من جيل إلى آخر تتوارث الإبداعات وينتقل الإرث بين آباء وأبناء يحرصون دائماً وأبداً على الحفاظ على نمط أي علامة راقية لتكون همزة وصل بين جيل مضى وحاضر يتطلّع إلى الحداثة من دون أن يتخلّى عن لمسة إبداع انتقلت من جيل إلى آخر
ستيفان وياسمين هيميرلي
تأسست دار Hemmerle للمجوهرات عام 1893 وحافظت مذاك التزامها بالجودة وحرصت على ابتكار روائع فنية خالدة ومتميزة من المجوهرات وقد توارثت أربعة أجيال من هذه العائلة إدارتها ويديرها حاليًا الجيل الرابع من العائلة.
تنتمي ياسمين هيميرلي إلى الجيل الرابع من عائلة هيميرلي وقد اعتادت منذ صغرها تقدير نزاهة وقيمة التصميم الجيد. تذكر ياسمين اهتمامها المبكر بالإبداع ودائماً ما تكرر أنها ورثته عن جدّها لوالدتها وجدّتها لوالدها. وقد تحدثت ياسمين عن جدتها قائلةً: «كانت امرأة قوية شاركتني حبها للمجوهرات وغرست في نفسي أهمية ارتدائها بطابع شخصي، وقد أهدتني هدية مهمة في صغري كانت مجموعة من المعادن الخام، شملت الفيروز والجمشت والكريستال الصخري والمالاكيت، والتي أذهلتني تمامًا كطفلة»، وتابعت: «لقد كانت أول مجموعة لي عزيزة على قلبي وما زالت وبداية عشقي الأبدي للأحجار والسحر الذي يغلفها». كانت رؤية هذه الجدة على حدّ قول ياسمين أثناء ارتدائها لملابسها بمثابة احتفالية وذكرى تعتز بها الحفيدة التي كانت تحب الدخول إلى غرفة ملابسها وتجربة جواهرها وأزيائها. بالإضافة إلى ذلك، كانت والدة ياسمين أيضاً عاشقة للمجوهرات وجامعة لها، وقد اعتادت مرافقة والدها إلى تجار المجوهرات والأحجار في باريس والخارج فتعرفت معه إلى كنوز وعجائب عالم المجوهرات. كانت ياسمين في أوائل العشرينيات من عمرها عندما تزينت بأول قطعة مجوهرات من Hemmerle، وكانت عبارة عن سوار Harmony من خشب الزيتون المرصع بالألماس. هذه القطعة صديقتها الصدوقة وقطعتها المفضلة، وتتزين بها كل يوم، وتطلق عليها سوار «المرأة المدهشة»، لأنّها تمنحها الشعور بالأمان ولعلّها الشرارة التي أشعلت في قلبها حبّ هذه الدار العريقة وشجعها لتنضم إلى عائلتها. ذكرت ياسمين أن للعمل الذي يجمع جيلين ميزات عدة تُعزا إلى اختلاف المعرفة والخبرة مما يساعد على امتزاج التقاليد والتراث مع الحداثة والعصرية. وقد شرحت بإسهاب فقالت: «حياتنا العملية والعائلية متشابكة جداً، لكن ثمة جانب إيجابي في العمل كعائلة يتمثل في قدرتنا على الحديث بلغةٍ مشتركة لا تحتاج إلى تفسير. بوسعنا التعلم من بعضنا، وكل منا يقدم إسهامًا مختلفًا. ويعتبر التفاعل والنقاش والمجتمع جزءًا مهمًا من قيمنا». وكشركة عائلية، تعتمد Hemmerle على عملية تصميم عنوانها التعاون والنقاش، فعند ابتكار جواهر جديدة، يسود جوّ من التبادل الديناميكي للحفاظ على خيط مترابط في التصميم عبر جميع الإبداعات. تجتمع العائلة أولًا لمناقشة فكرة ما، قبل أن يتولى أحد كبار الحرفيين تصنيع كل فكرة وآخر عملية الترصيع بالأحجار. فالدار كخلية نحلٍ يتعاون أفرادها ويتعلّم الواحد من الآخر. وهذا ما تفعله ياسمين فهي تتعلم من كل فرد في الدار لأنّ لكل واحد شيء مختلف ليقدمه، وهي ممتنة جدًا لكل من والدة ووالد زوجها سيلڤلي وستيفان. إذ كان لوالد زوجها أيضًا أثر هائل في حبها الشديد للمجوهرات والتصميم فقد كان ملهمًا حقيقيًا في حياتها، وعلمها الكثير بخصوص كيفية الابتكار، وكيف تكون مبدعة بحق من خلال تصميم المجوهرات.
وقد تحدث ستيفان هيميرلي عن زوجة ابنه وأبدى رأيه بعملها فقال: «أنا فخور جدًا بمساهمة ابني كريستيان وزوجته في استمرار نشاط العائلة. لقد كانت رحلة ممتعة حقًا أن نجرب الاستماع إلى رأيهما في الدار من منظورهما الخاص، وكذلك الأمر بالنسبة للعمل معًا. أنا ممتن للغاية لأن مستقبل دارنا في يد الجيل الرابع، ذلك الجيل الذي يعيش الحاضر، ويحتضن العالم بأسره، ويعبر عن ذلك عبر المجوهرات».
لطالما كانت عائلة هيميرلي مولعة بالثقافات والحضارات الأخرى، ما يجعل النقاش بين أفراد الدار أكثر حيوية وتفاعلاً، هذا الأمر ساعد ياسمين فهي مصرية وفخورة بثقافة بلدها وتشعر بامتنان بالغ لقدرتها على الاحتفاء بها في Hemmerle منذ أن انضمت هي وزوجها كريستيان إلى الشركة رسميًا عام 2006، وقد قالت: «تسري المجوهرات في عروقي منذ العصور الفرعونية القديمة حين كانت النساء يتزينّ دائمًا بالمجوهرات كجزء من الثقافة اليومية»، وتضيف: «من وجهة نظري، هذا اللقاء للقيم والأفكار الثقافية هو الذي يمنح أعمالنا رؤيتها الأصيلة. إن جزءًا كبيرًا من ثقافتي الشرق أوسطية تتمثل في أهمية الأسرة والقيم التي تنبع من وجود أسرة ممتدة وقوية، مثل تكريم أسلافنا والولاء لهم؛ وهي جميعًا جزءًا من قيمنا في «Hemmerle. ويمكن للمرء أن يلمس ولع ياسمين بالحضارة المصرية ففي أحد المشروعات الأخيرة، بعنوان Treasures» «Revived الذي نُظِم احتفالًا بعيد ميلاد هيميرلي الـ125، احتلت مصر مركز الصدارة فاحتفت من خلال 24 إبداعٍاً فريداً بحضارة البلاد، وجسدت 16 قطعة منها الآثار المصرية القديمة التي تم البحث عنها وجمعها على مدار العقد الماضي.
جورج وجينيفر شقرا
كرس المصمم اللبناني جورج شقرا، أفكاره لعالم الموضة فابتكر مزيجًا من التصاميم الحديثة باستخدام تقنيات متقنة في الأقمشة. وقد بدأ عمله في بيروت التي مزقتها الحرب، بعد تخرجه في الجامعة بكندا، بمشغل صغير أقامه في غرفة المعيشة بمنزله حيث أخذ يرسم «الاسكتشات» ويخيط أزياءه بنفسه. وفي خريف 2002، ومن أجل أسبوع الموضة للأزياء الراقية في باريس، وسع شقرا من نطاق عمل ورشته لتصل أعماله إلى عاصمة النور حيث عرض لأول مرة باكورة مجموعاته. وفي فبراير 2009، أطلق خطًا للأزياء الجاهزة الفاخرة باسم Edition by Georges Chakra وعرض قطعه في نيويورك على هامش أسبوع مرسيديس بنز للموضة الرسمي. وكانت هذه المجموعة، التي جسدت ثقة المرأة ورقيها وتألقها، امتدادًا لأزيائه الراقية. ورّث شقرا حبّه للأزياء لابنته جينيفر التي لطالما كانت مهتمة بالموضة والتصميم فهي نشأت وأختها دوروثي في عالم الموضة حيث كانتا تتجولان في مشغل والداهما، وتمتّعان نظرهما بالأقمشة وألوانها المتناسقة، وتجلسان على ماكينة خياطة مرّت عليها أنامل محترفة لتنفيذ تصاميم بمهارة كبيرة. في خلال هذا العام، قالت الفتاتان كلمتهما الأولى في عالم الموضة حين أطلقتا خط أزياء زفاف جديد وهو خط معاصر تناول التفاوت والتناغم بين الجنسين، وإيجاد توازن ناعم بين الإثنين.
استفادت جينيفر من عصارة تجربة والدها الكبيرة واستوحت من شغفه بالعمل، وكونها ابنة مصمم شهير يلقي على عاتقها مسؤولية كبيرة لمتابعة هذا الإرث الكبير. تقول جينيفر إنّ القهوة الصباحية هي الفترة الأنسب لمناقشة الأفكار والمشاريع والاتجاهات والتصاميم مع فريق العمل فمن المهم بالنسبة لها العمل كفريق متناغم، وتحرص دائماً على إرسال التصاميم لوالدها بغية الحصول على موافقته قبل الشروع في تنفيذها. جينيفر معجبة إلى حد كبير بطريقة عمل والدها وقد عبّرت عن إعجابها قائلةً: «يعجبني كيف يبرز والدي محاسن جسد المرأة دون ابتذال وكيف يُحسّن مكامن جمالها، وإخفاء مكامن ضعفها، هذا إلى جانب اللمسة الهادئة في تصاميمه».
لم تسعى جينيفر إلى تغيير أسلوبها لمواكبة العصر أو الاتجاهات الجديدة، إنما لتكتشف ما تحبّه ووتبلور رؤيتها في التصميم، وهي نجحت في ذلك فالفضل يعود إلى الدورات التي تلقّتها في جامعة Parsons School of Design في نيويورك بالإضافة إلى الأشخاص الذين قابلتهم هناك الأمر الذي وسّع فهمها لماهية الموضة والأسس العالمية التي تتمتّع بها. لم يبخل المصمم العالمي جورج أبو شقرا يوماً على جينيفر بالنصائح المهمة في هذا المجال، وعن أهم النصائح التي قدّمها لها قالت: «لطالما ردّد على مسمعي استمتعي بنجاحك دون الاكتفاء به وضعي دائماً أهدافاً كبيرة وصعبة التحقيق واسعي إلى خلق دينامية تساعدك على تحقيقها،» وتابعت: «أحفظ كلامه حين يقول لي تحدّي نفسك وليس الآخرين لتحسني من قدراتك وتصقلي موهبتك».
لا تسعى جينيفر للخروج من عباءة والدها وعملها هو استمرارية غير منقطعة لهذه الدار العريقة، وهي تحرص على تقديم شرح منطقي للفكرة التي تقترحها حتى لا يصبح الجدل عقيماً بينها وبين والدها وهذه هي الطريقة الأمثل التي تتعامل بها مع وجهات النظر المتضاربة التي تنشب بين الحين والآخر مع والدها. في عملهما يحتاجان جورج وابنته إلى جو لطيف ويحاولان قدر الإمكان فصل حياتهما العملية عن حياتهما الشخصية. علاقة الأب والابنة هادئة وأحياناً تكون محمومة وسرعان ما يتجاوزان هذا من خلال التحدث عن قصص مضحكة وعشوائية أو كتابة الوصفات من حين إلى آخر على حد تعبيرها. حلم هذه المصممة الشابة ليس مرتبطاً بشهرة والدها فهي تؤكد أنّها لا تفكّر في شهرته إنّما تفضّل التفكير فيما تعلّمته من رحلته وكيف يمكنها متابعة هذه التجربة الرائدة. وعن العالمية التي هي مراد كل مصمم قالت: «أشعرأن تحقيق ذاتي وأحلامي أهم من السعي إلى الشهرة والعالمية، بنظري الاعتراف بالإنجازات الشخصية وإحداث الفرق هي الأهداف الحقيقية التي أسعى لتحقيقها سواء كانت في الموضة أم لا». جورج شقرا فخور جداً فيما آلت إليه الأمور مع جينيفر وهو ما زال يذكر إلى يومنا هذا عندما عادت طفلته من المدرسة وقالت له بأنّها تريد أن تصبح مصممة أزياء وجاء ردّه
بـ «لا»، وعن السبب لرفضه قال: «أردتها أن تقع في حب الموضة بمفردها». يعتقد شقرا أنّه من المثير جداً أن يعمل مع ابنته وأن يحاول فهم الاتجاهات الجديدة من وجهة نظرها. وجورج شقرا اسم بارز في عالم الأزياء وله بصمته الخاصة أكّد لنا أنّ ليس هناك فائدة من الاحتفاظ بأسرار مهنته أو حجبها عن ابنته لأنّ ذلك لا يندرج تحت خانة المساعدة لها. يعترف شقرا أنّه إن حصل وانتقد عملها يكون نقده دائماً بناءً وهو يعتمد أسلوباً خاصاً معها إذ لا يقدّم لها كل الإجابات دفعة واحدة، بل يحثها لتجد الاتجاه الصحيح حتى تتمكّن من اكتشاف ذلك بمفردها ويعطيها ملاحظاته دون أي مجاملة كي تصلّح من أخطائها وكي يعزز من ثقتها بنفسها لتكون محصّنة بشكل كافي لمواجهة العالم الخارجي.
جورج وجاد حبيقة
لطالما كان جورج حبيقة معجباً بالتدرّجات المتنوّعة التي تلوّن البحر المتوسط، والتي زرعت روحيّة الخياطة الراقية في وجدانه ودفعته في العام 1995 إلى الانطلاق رسمياً في مسيرته المهنية في عالم الأزياء. إلى جانب موهبته، حظي جورج بدعم والدته وبعض معارفه من الخياطين فانكبّ على تصميم فساتين باكورة عروضه ليقدّمها في مدينة بيروت ولتكون شاهدةً على ولادة اسم جورج حبيقة؛ اسمٌ نمى سريعاً وتوسّع ليكتسب شهرةً ترسخّت في مختلف أنحاء العالم حين غامر في العام 2001 وقدّم مجموعة أزياء في عاصمة الموضة باريس. استمر اسم جورج حبيقة يحلّق عالياً لا سيما بعد أن حقّقت دار أزيائه رسالتها في مجال الأناقة الأنثويّة عبر ابتكار عالم خاص في مجال الموضة يضمّ مجموعات الخياطة الراقية، أزياء الزفاف، والأزياء الجاهزة. وفي العام 2010، لبّى المصمم طلب الصحافة الأوروبيّة، والمشاهير العالميين، والزبائن وافتتح صالة عرض خاصة في قلب العاصمة الفرنسيّة وتحديداً في شارع رويال الفاخر، ومنذ يناير 2017، انتُخب المصمم جورج حبيقةعضو ضيف في نقابة الخياطة الراقية الفرنسيّة. وإذ بشغف الموضة ينتقل وراثياً من الأب إلى الابن، فها هو جاد حبيقة ابن المصمم جورج حبيقة منبهراً بعالم الموضة وهو لم يتخطّى بعد الخامسة من عمره وقد ترجم انبهاره هذا حين ابتكر تصميماً لمعلمته المفضّلة. لم يكن هذا التصميم عمله الوحيد في عالم الأزياء فقد وجد في شغفه حافزاً لينغمس في هذا المجال مستوحياً من رؤية والده في مجال الموضة وعروض الأزياء. لطالما كان والده مثله الأعلى، فجاد معجب برؤية وعمل ومهارات والده التقنية في تنفيذ الأفكار في مجال الموضة، وهو يجد في العمل معه متعةً خالصة لا سيما وأنه يفتح له المجال للنقاش وعرض الأفكار على مدار الساعة، وقد قال: «النقاش مستمر فيما بيننا على مدار اليوم. إننا نحاول إقناع بعضنا البعض لنتوصّل إلى إتفاق معيّن»، وأضاف: «القرار النهائي يعود دائماً إلى والدي، إلا أنه كريم معي بدرجةٍ تتخطى توقعاتي، فهو يفتح لي المجال لأكوّن قراري الخاص ويسألني عن رأيي في كل الأمور وأنا أقدّر هذا كثيراً»، وتابع: «إنها حياتنا، بدون مزاح، وهذا ما يُفسّر التجدد المستمر الذي تتميّز به دار جورج حبيقة، وبحثها الدائم عن امرأة جديدة. فأنا أؤمن بضرورة أن يعمل جميع المصمّمين بهذه الطريقة». يؤكد جاد أنّ العمل بوجود والده أمر صعب في بعض الأحيان وسلس في أحيان أخرى لكنّه يتفهّم وجهة نظره ويتقبّل الرؤية التي رسمها لعلامته الخاصة. والأهم من ذلك كلّه تعلّم ألا يأخذ الأمور على محمل الجد وألا يحوّل الاختلافات في الرأي إلى مشاكل شخصية، وقد قال: «علاقتي بوالدي تذهب أبعد من عالم الموضة، والأزياء، والأسماء»، وأضاف: «بعيداً عن الموضة، والدي هو صديقي المفضّل. نحن نتبادل الأسرار فيما بيننا، وهو شخصيّة استثنائيّة بالنسبة لي، وأب حنون ومتفهّم يقول لي بأنه يحبّني دون قيود أو شروط». رغم شهرة والده لا يجد جاد نفسه مشهوراً في أيّ حال. من المؤكّد أن اسم والده فتح أمامه أبواباً كثيرة، وهو دائم الامتنان لهذا، ولكن بالنسبة له الأمر يتعلّق بالأزياء أكثر مما يتعلّق بشخصه، وقد علّق شارحاً: «لا أحب أن أبني أمجادي على اسم والدي»، وإثباتاً منه لكلامه قال: «طلب منّي أن أرافقه خلال تحيّة الجمهور في نهاية عرضه الأخير الذي قدّمه في باريس لكنني رفضت ذلك. فهذه علامته الخاصة وأنا أحبها أن تحافظ على هويتها في هذا المجال».
قد يُقال إنّ أفضل ما حصل عليه جاد من والده هو العالميّة التي قُدّمت إليه إذ شرّع له الأبواب على مصراعيها، ولكنّ لجاد رأي مختلف في هذا الخصوص، ففي الحقيقة الأمور ليست على هذا النحو وقد قال شارحاً: «النجاح في هذا المجال يحتاج إلى المثابرة، والعمل الشاق، والكثير من الشغف، لتحقيق الأحلام. الشهرة والمال قد يزولا بسهولة، وحده العمل الجاد يحافظ عليهما». يخطط جاد لافتتاح علامته الخاصة، فبرأيه هذه هي الطريقة الوحيدة ليثبت شخصيته الخاصة في مجال الأزياء من دون أن يتخلّى عن رؤية والده لأنّه يعتقد أنه من المهم الحفاظ على تاريخ الدار ومفهومها للأزياء. يحلم جاد بابتكار علامة تجعل الناس يرون الجمال في ما هو غير مألوف، لأنّه عاش دائماً في أجواء عالم الموضة التي تفتقر إلى الأمان وتدفع إلى تدمير الذات وتعتمد على المظاهر على حد تعبيره، ويتمنّى أن تتمكّن علامته من فتح المجال أمام الناس ليعبروا عن أنفسهم بالأسلوب الذي يريدونه مع احترام كل اختلاف في مجال اللون، والثقافة، والجنس. يجد المصمم الأب أنّه لا يملك ما يكفي من الكلمات للتعبير عن مدى فخره بما يتمتع به ابنه من إبداع وكفاءة يؤهلانه لأن يكون من أبرز مصممي الأزياء في العالم. وعن موضوع الصراع بين الأجيال المختلفة قال جورج: «النقاش مثمر فيما بيننا ولاينتج عن صراع في وجهات النظر ولكن عن تبادل في الآراء والأفكار» وتابع: «يتمتع جاد بمهارات استثنائيّة ويُبهرني بأسلوبه العصري ذات الطابع الخارج عن المألوف، ولا أسرار بيني وبينه، فكلّ أبواب عالمي مشرّعة له ليستفيد من تجاربي كأب وكمصمم. أعشق كل ابتكار يقدّمه، وأحرص على احترام عمله والمحافظة عليه».
الموضوع نشر للمرة الأولى على صفحات عدد أكتوبر 2021