منذ ظهورها كأول عارضة أزياء محجبة خلال أسبوع الموضة في نيويورك، شاركت آدن في حملات دعائية لصالح كلٍّ من نايكي وفنتي بيوتي، وهنا تروي لـڤوغ العربية تفاصيل تجربتها.
“بدأتُ ارتداء الحجاب لتقليد أمي، فلطالما اعتبرتها قدوتي وأردت أن أكون مثلها. وكان أمراً مميزاً جداً أن اشترك في ذلك مع أكثر امرأةٍ أحبُّها وأحترمها. إلا أنه لم يكن أمراً سهلاً على الدوام – فعندما بدأت بارتدائه في المدرسة، تعرّضت للمضايقة في أغلب الأوقات. كانت تلك سنوات قاسية. أعتقد أنه من المهم التذكير بأن ارتداء الحجاب قرار تتخذه المرأة بنفسها. ولا يجعلها أفضل من أي امرأة مسلمة أخرى أو أسوأ منها.
وبالنسبة لي، يمثِّل الحجاب رمزاً للاحتشام ويمنحني إحساساً بالقوة. ولكن يضحكني حقاً عندما تقلق المحجبات مع ذلك حيال شعرهن – أن يعاني شعركِ من مشاكل تحت الوشاح يجعلكِ تمريّن بيومٍ سيءٍ كمحجبة أيضاً! أعتقد أن الناس أحياناً لا يستوعبون هذا دائماً. أنا سمراء، ومسلمة، وأمريكية من أصول صومالية، ولاجئة، وامرأة… من المهم ألّا أنسى أبداً المكان الذي أتيت منه، وأن أضع نصب عيني دوماً المكان الذي أسير نحوه. بدأت مسيرتي المهنية للتو – ولا يزال أمامي الكثير جداً من الإنجازات التي أرغب بتحقيقها. وأحد الأهداف التي وضعتها لحياتي هو العمل مع اليونيسف، لذا عندما أصبحت سفيرةً [لها] في العام الماضي وعدتُ إلى مخيم اللاجئين في كينيا حيث ولدتُ، عدتُ إلى نقطة البداية. وسمحت لي مهنتي كعارضة أزياء بنشر رسالة تقبُّل الآخرين ومنح الأمل للأطفال في مخيم اللاجئين الذي سبق وعشتُ فيه. ولأنني سبق وتلقيت الخدمات التي تقدمها اليونيسف، فأنا أعي أن ما تقوم به المنظمة قد يعني الفرق بين الحياة والموت. العمل مع اليونيسف ودعم مهامها العالمية هي أولى أولوياتي، لكني أرغب أيضاً في مواصلة عرض الأزياء.
نُشِر للمرة الأولى على صفحات عدد أبريل 2019 من ڤوغ العربية.
وأنا محظوظة بأن العلامات تدرك جيداً القيود التي تحدُّ من نطاق خزانة أزيائي وكذلك توقعاتي، ومحظوظة كذلك بأن أفراد أطقم العمل يبذلون أقصى ما بوسعهم لضمان راحتي. لم أواجه أي تحديات تجعلني أشكك بمكانة الحجاب في دنيا الموضة الراقية. وفي حين كانت الصناعة داعمة [لي]، واجهتُ أموراً سلبية على وسائل التواصل الاجتماعي. المجهول يرعب الناس. عندما لا يمتلكون ثقافةً حول موضوعٍ ما، يميلون إلى الاعتماد على الصور النمطية السائدة في تشكيل آرائهم. حاولت أن أصبح أقل حساسيةً تجاه النقد. لم أدّعِ يوماً أنني الفتاة المسلمة المثالية؛ أحاول فقط أن أصل لأفضل ما يمكن أن أكون عليه. وما يحفِّزني هو التزامي تجاه الناس حول العالم ممن لم يشعروا من قبل بأنهم مُمثَّلون [كما ينبغي]. أعتقد أنه من واجبنا ومسؤوليتنا عدم انتظار الدعوة للمشاركة في النقاش الدائر، بل أن نستهلَّ نحن هذا النقاش. قلتُ منذ اليوم الأول: ’لا تغيِّري نفسكِ، بل غيِّري اللعبة‘”.
رئيس التحرير: مانويل أرنو
تصوير: تكسيما يستي
العارضة: حليمة آدن من وكالة آي إم جي
تنسيق الأزياء: كيتي تروتر
ماكياج: كريم رحمان