أثارت علامة إتش آند إم السويدية الشهيرة لبيع الملابس بالتجزئة غضباً عارماً بعد أن أطلقت ما تمَّ اعتباره حملة لا تراعي مشاعر الآخرين على الإنترنت يظهر فيها صبي أسود صغير يرتدي كنزة مكتوب عليها ’’ألطف قرد في الغابة‘‘. وقد سبَّبت الصورة جدلاً كبيراً حول العالم، مع توجُّه العديد من المشاهير إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن اهتمامهم.
المغني المعروف ذا ويكند، الذي تعاون مع علامة إتش آند إم في 2017، نشر تغريدة قال فيها إنه لن يعمل معها مرةً أخرى بعد أن شعر ’’بإهانة كبيرة‘‘.
woke up this morning shocked and embarrassed by this photo. i’m deeply offended and will not be working with @hm anymore… pic.twitter.com/P3023iYzAb
— Abel Tesfaye (@theweeknd) January 8, 2018
كما استعان مغني الراب جي-إيزي بانستقرام للتعبير عن شعوره بخيبة الأمل، حيث كتب: ’’بعد رؤية الصورة المزعجة البارحة، تبخر سريعاً حماسي لحملتنا العالمية، وقد قرَّرت في هذا الوقت إنهاء شراكتنا. سواء حدث سهواً عن غير عمد أم لا، إنه لأمرٌ محزنٌ حقاً أنَّه في عام 2018، شيءٌ عنصريٌّ للغاية ولا يراعي مشاعر الثقافات الأخرى يمكن أن يمرَّ أمام أعين الكثيرين (من طواقم تنسيق الأزياء والتصوير والإدارة الإبداعية والتسويق) ويتمَّ اعتباره مقبولاً‘‘.
كما اتجه أيضاً كلٌّ من الفنان شون ’’ديدي‘‘ كومز، ولاعب كرة السلة المحترف ليبرون جيمس، ولاعب كرة القدم في نادي مانشستر يونايتد روميلو لوكاكو إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن خيبة أملهم في حملة إتش آند إم، حيث قال كومز: ’’أضيفوا بعضاً من الاحترام إليها!‘‘، وأعاد نشر الصورة على حسابه على موقعي انستقرام وتويتر، وعدَّلها بحيث أصبح الشعار المكتوب على الكنزة: ’’ألطف ملكٍ في العالم‘‘.
https://twitter.com/Diddy/status/950474809653301258
وشارك جيمس أيضاً صورة معدَّلة مماثلة، بعد أن استبدل الشعار على الكنزة بعبارة: ’’الأسود جميل‘‘، وقد عبَّر عن خيبة أمله بسبِّب غلطة علامة إتش آند إم إذ كتب: ’’أرى ملكاً صغيراً!! حاكم العالم، قوة لا يُستهان بها ولا يمكن إنكارها!‘‘.
وبعد أن حذفت الصورة من موقعها الإلكتروني، نشرت علامة إتش آند إم اعتذاراً جاء فيه: ’’نتفق مع كل النقد الذي سبَّبه هذا الأمر – لقد فهمنا ذلك بشكل خاطئ ونقرُّ أنه، حتى وإن لم يكن مقصوداً، يجب القضاء على العنصرية السلبية أو العرضية حيثما كانت. هذه الحادثة عرضية في طبيعتها، ولكن هذا لا يعني أننا لا نأخذها بكلِّ جدية ممكنة أو حتى نفهم الانزعاج والضيق الذي سبَّبته‘‘.
وبعد تقييم الوضع، أزالت إتش آند إم الكنزة من قائمة البيع وصرَّحت أنَّ جميع القطع سيجري إعادة تصنيعها. إلا أنَّ ذلك لم يخفِّف من حدة الجدل القائم في كلِّ مكان، حيث اقتحم المحتجون في جنوب أفريقيا متاجر إتش آند إم في جوهانسبرغ. ووسط مخاوف تتعلق بسلامة الموظفين والزبائن تمَّ إغلاق المتاجر مؤقتاً. وقامت إتش آند إم بنشر تغريدة تحمَّلت فيها مسؤولية إثارة الغضب، وجاء فيها: ’’نؤكد أنَّ أفراد طاقم متجرنا لا علاقة لهم بسوء تقديرنا فيما يتعلق بإنتاج كنزة الأطفال والصورة تلك‘‘.
— H&M (@hm) January 13, 2018
وفي وقتٍ لاحق قالت والدة الطفل الذي عرض الكنزة، تيري مانغو، وهي كينية تعيش في السويد، إنها لم تفهم سبِّب الغضب، حيث كتبت في منشورٍ على مواقع التواصل الاجتماعي تمَّ حذفه في وقتٍ لاحق: ’’أنا أمه وهذه واحدة من مئات قطع الأزياء التي عرضها ابني… توقفوا عن العواء كالذئاب طوال الوقت، المسألة ليست بتلك الأهمية… تجاوزوا الأمر‘‘.
وهذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها علامة إتش آند إم نفسها متورطةً في المتاعب. ففي عام 2013 تعرضت علامة البيع بالتجزئة لاتهامات تتصل بظروف العمل السيئة في واحدة من منشآت التصنيع التي تمتلكها في بنغلاديش عندما التهمت النيران المبنى ما أدى إلى وفاة 1138 عاملاً، ومنذ ذلك الحين تعهدت الشركة بتحسين ظروف العمل.
بقلم مديحة شيخ وخولة غانم
موضوع متصل: مشجّعات كرة القدم يهتفن في مدرّجات الملاعب السعوديّة للمرّة الأولى