رغم حجمها الضئيل وقامتها القصيرة، بما لا يتعدّى 151 سنتيمتراً، نجحت المصممة الفرنسية الشابة مارين سير، بفضل موهبتها الفذة، في إبهار أنظار الجميع، ما أغدق عليها قائمة كبيرة من الطلبات لشراء أولى مجموعاتها. وقد صرحت المصممة الشابة لڤوغ العربية قائلةً إنها أثناء عرضها لمجموعتها “دعوة إلى الحب الثائر” -والتي أهّلتها لبلوغ نهائيات جائزة لوي ڤويتون مويه هينيسي (LVMH) للمصممين الشباب في مارس الماضي- تلقت عدداً كبيراً للغاية من الطلبات لشراء قطع المجموعة، لدرجة إنها ستضطر إلى عدم تلبية تلك الطلبات حفاظاً على الجودة. وجدير بالذكر أن من بين المشاركين في التصفيات النهائية لهذه الجائزة المرموقة إلى جانب سير يشارك كل من: السوري نبيل النيال (نبيل نيال)، ويون أهن (أمبوش)، وكوزابورو أكاساكا (كوزابورو)، وسيسيلي روستد باهنسن (سيسيلي باهنسن)، ومولي غودارد، وماريا كازاكوڤا (جانكوي)، وأنتونين ترون (أتلين).
وتضيف سير، بلغة إنجليزية سليمة لا تخلو من لَكنة فرنسية خفيفة، قائلةً: “إنها المجموعة الأولى لي، لذا فإنه من المدهش أن تحظى بكل هذا الاهتمام”. وتذكر المصممة الصاعدة أن اتجاهها لمجال الأزياء لم يكن متوقعاً، وربما كان ذلك هو السبب في الروح الجمالية المنعشة التي تتمتع بها مجموعتها، والتي يمكن وصفها بمزيج من الملابس الرياضية والفساتين العربية، مع دفقات قوية من الألوان. وقد نشأت سير في كنف عائلة بعيدة عن الفن، في إقليم كوريز في وسط غرب فرنسا. وتهوى المصممة لعب التنس، وتؤكد: “أمارسُ هذه اللعبة كثيراً”. وعن اتجاهها لعالم الأزياء تصرح قائلةً: “حاولتُ أن أخفف من وطأة ميل مظهري إلى الأسلوب الرجالي البعيد عن الأنوثة بارتداء فساتين جدتي وأمي الكلاسيكية. وكان لزاماً عليّ دائماً، بسبب قصر قامتي، أن أقصّ سراويلي، وربما كان ذلك السببُ الذي دفعني إلى تغيير مسار حياتي واقتحام مجال الأزياء”. وسعياً وراء هذه الغاية، درست سير في مدرسة للفنون قبل أن تنتقل إلى مارسيليا وتلتحق بمدرسة للأزياء (ودرست لاحقاً في مدرسة الفنون المرموقة لا كومبر في بلجيكا). وتوضح بأن تجربتها في مرسيليا هي التي أتاحت لها حرية استكشاف رؤيتها الفريدة. وتقول: “بدأتُ أتعرف إلى عالم الأزياء في أحد أحياء شمال مارسيليا، والتي لا تُقارن بباريس”، وتضيف: “لم يكن هناك اهتمام بمجال الموضة، ولكنني التقيتُ هناك بأناس رائعين فتحوا أبواب مداركي على أمور جديدة – وليس على الموضة فحسب. وفي بروكسل، التقيتُ بكثير من الأوروبيين من أصول عربية. ومجموعتي تهدف إلى التأكيد على تواجدهم. ثمة تأثيرات أخرى، ولكنني أنظرُ إلى هذه المجموعة من ناحية جماليات الحياة اليومية المعاصرة. وليس الهدف أن آتي بالماضي إلى الحاضر، بل أهدف إلى فهم الماضي للتأثير في المستقبل”. وبفضل التدريب الداخلي الذي حصلت عليه المصممة في دار بالينسياغا تحت إشراف ديمنا فازاليا، وفي ديور تحت إشراف راف سيمونز، وفي ميزون مارتن مارجيلا تحت إشراف ماثيو بلازي، وفي ألكسندر مكوين تحت إشراف سارة بورتون، تقول: “تعلمتُ كيف أنفذُ فكرة، وأصممُ مجموعة، وكيف أبيعها”.
وعندما شاهدتُ مجموعة سير، سألتُها إن كانت قلقةً من أن يتهمها أحد باستغلال شكل الهلال (إذ يعتبره كثير من الناس رمزاً للإسلام) وتحويله إلى شعار رياضي -كما تستخدم نايكي وأديداس شعاريهما على عصابات الرأس وتتباهيان بهما على ملابسهما- أجابت قائلة: “نعم، كنتُ قلقةً. ولكن وجوده يهدف لبثّ إيحاء جميل ويكشف عن نية تصميم مجموعة تشير إلى المستقبل، حيث يمكن أن نكون جميعاً سوياً. وقد سألتُ كثيراً من الناس –بمن فيهم العرب– عن شعورهم تجاه ذلك، وقد أعجبهم. ثم كان لقائي بالملهمة دينا الجهني عبد العزيز، رئيسة تحرير ڤوغ العربية، التي أخبرتني إنه يعجبها وأنها تفهم معناه، وكان ذلك الرأي فائق الأهمية بالنسبة لي. وأنا لا أذكر ذلك اللقاء هنا لأنني أتحدثُ الآن إلى ڤوغ العربية، لا، بل أذكرُ ذلك بسبب جذورها العربية”.
ولاحقاً، ستشارك المصممة الشابة في منافسات مهرجان هييريس الدولي للأزياء والتصوير الفوتوغرافي هذا الشهر قبل تقديم عرضها النهائي أمام لجنة جائزة لوي ڤويتون مويه هينيسي للمصممين الشباب في يونيو المقبل.
شاهدي كامل مجموعة مارين سير لموسم خريف 2017 هنا. ستتوافر قطع المجموعة للبيع في جميع متاجر دوڤر ستريت ماركت اعتباراً من سبتمبر المقبل.
التالي: تَصَفَحي عدد أبريل الحافل من ڤوغ العربية بعنوان “القوة أنتِ”