هو طائر فينيق نفض عنه ركام دمار انفجار مرفأ بيروت، هو المتسلّح بالأمل الذي رفرف بين أقمشة تناثرت بين هنا وهناك بين الجدران المتهاوية والزجاج المتناثر، هو الفنان المبدع الجبار الذي وإن لم يفارقه مشهد الدمار الهائل عاد إلى منصات العرض بمجموعةٍ متميزة تحكي قصة الصمود في إطار من الجمال والرفاهية
في لبنان وتحديداً في مدينة الشمس بعلبك العريقة تاريخاً ومكانةً في المجال السياحي، نشأ المصمم اللبناني العالمي زهير مراد. بدأ مراد رسم الفساتين صغيراً حين كان في العاشرة من عمره، هو دائماً الذي يؤكد أنه لا يذكر يومًا في حياته لم يحمل فيه قلمًا في يده!. في العام 1997، افتتح مراد أول مشغلٍ له في بيروت تلبية لعدد النساء المتنامي الراغبات في ارتداء تصاميمه.
وفي العام 2001، قدّم مراد ولأوّل مرّة باكورة أعماله فشارك في أسبوع الموضة في باريس وعرض مجموعة أزياء راقية. بفضل مشاركته هذه اكتسب المصمم الشاب شهرة إعلامية واسعة في العالم. في العام 2005، أطلق مراد أولى مجموعاته الجاهزة لأزياء السهرة. كانت مجموعة جميلة وبرّاقة وعصرية رغم بساطتها لبّت نساءً أحببن تصاميمه حدّ الإدمان.
استمر مراد يضخّ إبداعاً على منصات عرض الأزياء، فافتتح في العام 2006 أول متجرٍ له في عمارة Melrose في شارع إدريس بوسط بيروت وهي عمارة مصنفة ضمن قائمة التراث المعماري. افتتح بعد ذلك «ميزون كوتور» (دار الأزياء الراقية) الباريسية في قلب منطقة «Triangle D’Or» بشارع فرنسوا الأول عام ٢٠٠٧، وخصص الطابق الأرضي من صالة العرض الباريسية لمجموعات الأزياء الجاهزة بينما عرض في الطابق الأول تشكيلة الفساتين الراقية وفساتين الزفاف. كما ضمت الدار، ذات الطابع «الهوسماني»، استوديو للتصميم وورشة لصناعة كلا المجموعتين.
في العام 2010، انتقل مراد إلى مبنى جديد مؤلف من أحد عشر طابقًا في منطقة وسط بيروت النابضة بالحياة. لا يضمّ هذا المبنى الساحر مكاتب الشركة فقط إنما استوديو تصميم ومكاتب فريق المصممين وصنّاع الباترون والخياطين وخبراء التطريز. وبعد عام أطلق زهير مراد مجموعته الجاهزة لفساتين الزفاف والتي شملت قطعًا خالدة جسدت جميعها بمثالية الرومانسية والحس المرهف فعكست البصمة المميزة للعلامة.
في العام 2012، اختار المجلس الإشرافي التابع للاتحاد الفرنسي للأزياء الراقية والموضة مراد عضوًا ضيفًا في البرنامج الرسمي للأزياء الراقية.
في العام 2016، افتتحت علامة زهير مراد متجرًا خاصًا داخل فرع متجر هارڤي نيكلز الفاخر بالكويت.
وفي العام 2017 أراد المصمم اللبناني أن يضخ دماء جديدة في خط الأزياء الجاهزة والإكسسوارات، فأسس شركة في سويسرا تحت اسم «زهير مراد سويسرا» أصبحت فيما بعد المركز الرئيسي للتطوير الاستراتيجي والتجاري ومنصة توزيع عالمية لمجموعات الأزياء الجاهزة.
في العام 2017، تم افتتاح ركن خاص بمتجر ڤاكو الكائن بمركز زورلو في اسطنبول، وكانت دولة الإمارات في العام 2018 على موعد مع أول بوتيك في فاشون أڤينو في دبي مول.
سنوات طويلة وجهود مضنية أتت ثمارها نجاحاً باهراً وراكمت خبرات جمّة، دمّرتها الدقيقة السابعة بعد الساعة السادسة مساء ليصبح يوم الثلاثاء الرابع من أغسطس ٠٢٠٢ المحطة الفاصلة في حياة هذا المصمم الشغوف. في ذلك اليوم من العام الماضي انقلبت حياة مراد رأساً على عقب، إذ شهد هذا التاريخ بداية مرحلة جديدة وفصل جديد في حياته وحياة كل لبناني، حيث أصبحت الحياة اليومية على جميع المستويات صعبة بعد الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت. فمن الناحية المالية، عانى المصمم كغيره من اللبنانيين الأمرّين من القيود الاقتصادية المعقدة التي أبطأت عملية إعادة الإعمار. وعلى المستوى الشخصي لم تكن الأمور أسهل، وقد قال المصمم المبدع: «أبذل قصارى جهدي لجمع أجزاءٍ من حياتي الماضية من خلال إعادة إنشاء تلك الهالة الإيجابية والمُطمئِنة التي كنت أعمل فيها من قبل لكنها في الحقيقة ليست بالمهمة السهلة». ويتابع المصمم المفجوع بالمأساة التي حلّت به وبوطنه «نحن إحدى الشركات القليلة التي بدأت في إعادة الإعمار مرة أخرى لأننا نحتاج حقًا إلى العودة إلى مقرنا حيث كانت البداية والانطلاقة، لكن المنطقة التي تضررت جرّاء الانفجار ما زالت مدمرة والعديد من اللبنانيين لم يعودوا إلى منازلهم بسبب نقص الأموال. يخيم على منطقة المرفأ جو حزين ولا يمكن أن يتغير المشهد المؤلم ما لم تُكشف الحقيقة ذات يوم ويعاقب المسؤولون، وإلا لن تكون منطقة المرفأ قادرة على العودة إلى الحياة مرة أخرى».
مشغل المصمم قبل الانفجار
صور تظهر الدمار الهائل الذي تسبّب فيه الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت في مشغل المصمم اللبناني العالمي زهير مراد
صور تظهر الدمار الهائل الذي تسبّب فيه الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت في مشغل المصمم اللبناني العالمي زهير مراد
صور تظهر الدمار الهائل الذي تسبّب فيه الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت في مشغل المصمم اللبناني العالمي زهير مراد
حديث مراد عن الرابع من أغسطس المشؤوم شابته غصّة واضحة فقد قال: «كنت قد غادرت المكتب لتوّي وسمعت دوي الانفجار في طريق عودتي إلى المنزل. كانت المكالمة الأولى من حارس المبنى الذي أخبرني أن المبنى قد انهار. لم يكن بالإمكان الوصول إلى المبنى فترجلت من السيارة وشققت الطريق سيرًا على الأقدام، كانت أطول وأصعب رحلة في حياتي»، وتابع: «إذا كان لا بد لي من سرد الأشياء بالترتيب من حيث الأهمية، فكل ممتلكات المبنى بالنسبة لي مهمّة جداً لأنني اخترتها من رحلاتي المختلفة بالإضافة إلى الهدايا التي تلقيتها، لكن أرشيفات المجموعات هي التي جعلتني أشعر بالحزن الشديد. فهي أجزاء غير قابلة للاسترداد حتى لو اضطررت إلى إنشائها مرة أخرى، فلن تكون بنفس العاطفة والسعادة، إنه مثل إعادة تأهيل قطعة مكسورة دون أن أنسى ألبومات الرسومات التي أصبحت كتلة رماد أيضاً».
أكّد مراد أن لا شيء يمكن أن يعوض عن الخسائر بالقيم العاطفية أو تلك التي تعود لمهنة بأكملها. وقال :«الوقت كفيل أن ينسيك بعض التفاصيل، ولكن ستكون هناك دائمًا تلك المرارة لفقدان كل شيء والعودة إلى نقطة الصفر. إبداعات عشرين عاماً لا يمكن أن تتكرر. كانت مرآةً عني ودليلاً عن تاريخي وعن ماضيي ومهنتي ونضجي. إنها تعكس رحلة سنين ولن تكون قادرًا على سردها بعد الآن، وهذا يشبه إلغاء تاريخك الشخصي من الوجود».
لم ينسى مراد الأشخاص الذين أبحروا معه للوصول إلى النجاح، ففي اليوم الثالث بعد الانفجار جمع عدداً كبيراً من الموظفين ليطمئنهم على استمرارية العمل وانتقال الدار إلى مكان مؤقت ومباشرة العمل رغم كل شيء.
تأثر مراد بكل الدعم المحلي والدولي والرسائل والمكالمات الهاتفية التي تلقاها من جميع أنحاء العالم. ولكن في مرحلة ما تدارك أنّ غليان هذا الدعم المعنوي سينحسر، ليجد نفسه وحيدًا أمام حمل ثقيل، ويكون أمام سلسلة قرارات صعبة ومعقدة. لم يستطع مراد أن يخفي تأثره بالرسائل التي وردته من المصممين اللبنانيين الذين يعرفهم أو لا يعرفهم، والذين أعرب كل منهم بطريقته الخاصة عن دعمه وحتى عرض بعضهم ورش العمل الخاصة بهم وهو ممتن لهم بصدق. ويتمّنى أن يردّ لهم الجميل في ظروف أخرى.
وأمام مسيرته المهنية التي بدا قادراً على إعادتها، عبّر مراد عن أسفه أمام مصائب الآخرين فأكبر مصيبة يمكن أن يتعرض لها الإنسان هي فقدان أحد أفراد أسرته وعبّر بحزن قائلاً: «يمكن استعادة كل شيء، يمكن إعادة بناء البلدان ولكن الأحباء لا يعودون، وهذا ما يجعلني حزينًا. تشردت عائلات كثيرة بسبب شر الإنسان وهي لا تستحق ما تختبره يوميًا».
النجمة المصرية يسرا
الفنانة العالمية جينيفر لوبيز
الممثلة سارة جيسيكا باركر مع المصمم اللبناني العالمي زهير مراد
الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم
مراد اليوم يشبه ما كان عليه بالأمس فبخلاف الانفجار، لم تكن الرحلة سهلة، خاصة خلال العامين الماضيين مع فيروس كورونا. فهو ما زال نفس الشخص غير أنّه أدرك أن الحياة قصيرة وتحمل الكثير من المفاجآت التي لا يمكن توقّعها. لم يفقد شغفه ولكنّه مع مرور السنين عرف أنّه يتقن فن اللامبلاة الذي لم يكن على يقين بوجوده في حياته. إلى جانب ذلك، أدرك أنه لا يستحق الخوض في التفاصيل التافهة التي لا تساعدنا، ويحاول الاستمتاع قدر المستطاع بهناء الحياة لأنّه لم يفعل هذا من قبل لكثرة انشغاله وانغماسه في عمله.
وبرأي مراد أنّ هذا الجرح عميق لدرجة أنّه سينزف باستمرار إلى اليوم الذي ستتحقّق فيه العدالة وقال: «المشاعر مختلطة حقًا لأنك من ناحية تدرك أن الحياة معلقة بخيط رفيع ومن ناحية أخرى تتمسك بها كثيرًا. يصبح كل شيء مصدراً للكرب، من فقدان الأصدقاء والأقارب، ونسأل أنفسنا كل يوم ونحاول القيام بالكثير من الأشياء في نفس الوقت حتى لا يفوتنا أي شيء ولكن بقلق دائم لأنه في أي وقت يمكن أن يتوقف كل شيء».
رغم المأساة والظروف الصعبة، لم يتوقف مراد عن العمل وأطلق في السابع من يوليو من هذا الصيف مجموعة جديدة من الأزياء في مدرسة Lycée Louis-le-Grand، وهي إحدى المدارس الثانوية التاريخية المرموقة التي تقع في باريس. شكل زمن الوباء وظاھرة ارتداء الأقنعة، طوال أشھر خلت، مصدر إلھام لمراد لإطلاق مجموعة مستوحاة من طابع مدینة البندقیة، فاختار لمجموعة الأزیاء الراقیة لشتاء 2022 أن یعید إحیاء رونق الأرستقراطیة بروح شرقیة. ھنا، یبجّل مراد مدینة الدوقیة التي صمدت عاتیةً في القدم في وجه الغزوات والأوبئة، متسلحةً في كل حین بعشقھا لكل أشكال الرفاھیة والفنون والجمال.
بین الأزقة والسواقي، والكنائس والقصور الفاخرة على ضفاف المیاه، تتكشف ملامح إحدى حفلات البندقیة المعاصرة التي تصدح فیھا أنغام عازف الكمان الإیطالي باغانیني، مصحوبةً بالمشھد الأكثر شھرة ورومانسیة لزوارق الجندول العائمة. وليلاً، تكثر حكایات اللقاءات المحفوفة بالمخاطر ولحظات عناق العشاق في الممرات المظلمة. وعلى وقع حفیف الحریر والرداءات الفخمة الخارجة أحياناً من إحدى لوحات الرسام كارباتشیو، تضیع الھویة: ھنا، لا نكون من نحن علیھا بل من نرید أن نكون… فالأضواء تومض في شكل مختلف، منبثرة من النوافذ الزجاجیة الملونة وثریات المورانو التي صھرھا صانعو الزجاج بأسرار العلماء. وأيضاً تتجلى الزخارف التي تجسد أغصان الكرمة والبلورات والزجاج المتقزح بألوان خیالیة، والفساتین الضیقة بقصاتھا الحادة التي تزیدھا أنثویةً رداءات واسعة شفافة مصممة من أقمشة أشبه بالأحلام.
ظهرت قطع الجمبسوت الساحرة المزدانة بحبال من الكریستال، والفساتین الطویلة التي تستحضر أناقة المضیفات الأرستقراطیات، والإطلالات بالقفطان الذي یذكرنا بأمیرة شرقیة، وھو ملقى فوق تصمیم یكثر فیها الموسلین لیرمي بنا إلى عصر النھضة، ولكن بنفحة معاصرة. في اختصار، إنھا مھرجان الأكتاف المكشوفة والمنحنیات البارزة من خلال فتحات جریئة وقصات غیر متناسقة. كذلك، تحضر رموز الكرنفال الخالدة في الرداءات والقفازات الطویلة المصممة من التول المطرز، فیما أقمشة المخمل والشیفون والتفتا والحریر المضلع والأورجانزا المزین بخیوط معدنیة تعید إلى الواجھة الكلاسیكیات التي لا تفنى برؤیة جدیدة؛ أما اللوركس الفضي فیضفي لمسته المعاصرة من دون منازع. في مجموعته ھذه، یتخذ الزجاج المصھور أشكال تطریزات بألوان متفاوتة، وتتجسد روعة الأزیاء الراقیة بأسلوب الترقیع الذي لا ینفصل عن روح البندقیة. القصات مفتوحة عند العنق وغیر متناسقة عند فتحات الصدر، والأكمام تأتي إما منتفخة وإما منسدلة بوسعھا فوق الأكتاف، تماماً كالرداءات… كل ھذه التفاصیل تطبع المجموعة برفاھیة تقول الكثیر عن مدینة اتسمت بصمود نابع من أجوائھا الاحتفالیة، وقد نجحت في یوم من الأیام، وما زالت تنجح، بالتغلب على كل الصعاب، محصنةً بمواھبھا وتأنقھا وبراعتھا الثابتة العابرة للزمن. وعلى عكس ما كان يتوقّع مراد، جاءت مجموعته الجديدة لتترجم النشاط الذي تحلّى به فريق العمل من مختلف الأقسام والاجتماعات التي سبقت مرحلة التنفيذ وكل المراحل التي تخلّلت عملية التصميم. بفضل هذه التحضيرات شعر مراد بسعادة جعلته ينسى الظروف التي عصفت بحياته. لمدة أربعة أشهرعمل مراد على هذه المجموعة مع فريق عمل يقيم في بيروت وآخر في باريس تعامل معه من خلال تطبيق «زوم»، وكان بدوره يسافر من وإلى باريس لاتمام كل التجهيزات. وبالفعل وحسب قوله كان قرار تنظيم عرض أزياء مرّة أخرى في باريس إنجازًا عندما لم تجرؤ العديد من دور الأزياء على المغامرة هناك. مراد بعد العرض يقدر مجموعته من خلال عيون الصحافة والعميلات ورسائل التشجيع والمقالات وطلبات التصوير.
لا توجد امرأة معينة يصمم لها مراد، لكنه يتطلّع أن ترتدي الكثير من الشخصيات من أزيائه الراقية، وعلّق: «كل امرأة لديها أسلوب فريد سيجعل القطعة فريدة من نوعها». ولأنّ مراد مصمم بارع، ذاع صيته في العالم أجمع هو الذي اكتسب الكثير من عائلته وأكثر ما يؤمن فيه وتوارثه عنها هو أنّ كل شخص لديه ما يستحقه في الحياة وأنه لا ينبغي أبدًا أن يحسد الآخرين لأن ما يملكه فريد ، لهذا السبب يعتبر مراد الحسد أمر خطير جداً ويبعد الشخص عن هدفه الأساسي بينما ينشغل في التركيز على حياة الآخرين وتمضي الحياة دون الوصول إلى مبتغاه الحقيقي ويعيش في يأس دائم. «اللحظة الحالية هي نافذة تطلّ على مستقبلي، وتشرق أشعتّها على لوحة مشاريعي المستقبلية»، هذا ما قاله عن مشاريعه المستقبلية. ولأنّ مراد إرث عظيم في عالم الموضة كان لا بدّ من سؤاله عن نصيحته لشباب اليوم فقال: «لهؤلاء المصممين الشباب الذين بدأوا العمل، أنصحهم باتباع شغفهم وخاصة عدم التفكير في المال عند بداية المشوار»، وأضاف: «يجب أن يعبّروا عن أسلوبهم بوضوح، والتركيز على المسار الذي يريدون اتباعه. ثم يأتي النجاح من خلال المثابرة، فالشغف والمثابرة هما الصفتان اللتان تضمنان الإلهام والشجاعة وتعبّد لهم الطريق للوصول إلى النجاح».وأكّد أنّ الموهبة ضرورية، ولكن أيضًا الثقافة والمعرفة العامة والفضول الفكري والاهتمام بالتفاصيل والكمال وقبل كل شيء أن تكون العين قادرة على التقاط الجمال بجميع أشكاله وتفسيره بطريقة فريدة بالنسبة للمصمم. يؤمن مراد بوجود صلة مباشرة بين المعاناة والحزن والإبداع، فهو يعتقد أن الإبداع هو خير طريقة للتعبير عن الألم والمعاناة. وقد استشهد هنا بإبداع فنانين تجرعوا الألم كـ«ڤان غوغ» الذي سكب ألمه لوحات خالدة تضج إبداعاً وجمالاً ليعيد التوازن إلى مختلف نواحي حياته وأكد في معرض كلامه أن الحزن لا يوّلد اليأس إلا عندما يكون الشخص مستعدًا له، فالشخص الحساس والهش يعجز في حالات الحزن الشديد عن إرساء نوع من التوازن في حياته فيغرق في دوامة اليأس.
في النهاية أبى مراد أن يركّز على الجانب المظلم الذي يخيّم على الجو العام في لبنان وقال: «الوضع الحالي في البلاد ليس مشجعًا حقًا، لذا علينا العمل للبقاء والاستمرار. آمل أن يجلب عام 2022 بصيصاً من الأمل ينعكس بالتالي على مشاريعنا المستقبلية»، وختم «لا يمكن لأحد أن يتنبّأ بمستقبل هذا البلد الذي يعاني من اضطراب أبدي، أنا هنا في الوقت الحالي وسأبقى هنا».
الموضوع نشر للمرة الأولى على صفحات المجلة عدد شهر سبتمبر 2021