نُشر هذا الحوار على صفحات عدد أكتوبر 2017 من ڤوغ العربية، بقلم كاتي تروتر.
في هذا الحوار، يتحدث بونغ غيريرو –مُؤسس فاشن فورورد، وصاحب الرؤية المستقبلية السبّاقة والشخصية المستقلة، والذي يضطلع بالعديد من المهام- عن ماضي صناعة الموضة ومستقبلها في الإمارات، وأسباب حماسه الدائم لدعم المواهب المحلية.
يبدأ فاشن فورورد، المنصة الإقليمية الناجحة والرائدة في إبراز المواهب الصاعدة، موسمه العاشر هذا الشهر. فهل تزداد درجة الثقة في نجاحه مع انطلاقه هذا الموسم؟
رقم عشرة هو إنجاز في حد ذاته. وأعتقد أن قدرتي على الاستمرار والنمو هو إنجاز كبير، ليس لي فحسب، بل ولجميع أعضاء فريق فاشن فورورد في المقام الأول، والذين أفخر بهم للغاية. ولكن علينا ألا ننسى أننا منصة ناشئة، وليس لدينا حتى الآن النطاق الكامل ونظام الدعم المتكامل الذي تتمتع به الأسواق الناضجة.
قولك ’’حتى الآن‘‘ مثير للاهتمام، ذلك لأن مجال التصميم في الشرق الأوسط أصبح بلا شك وإلى حد ما مجالاً رائعاً. فما مدى اهتمام السوق العالمية بذلك من وجهة نظرك؟
هناك قدر هائل من الاهتمام العالمي بالمواهب المتنوعة في الشرق الأوسط؛ وأعلم ذلك. وقد قال لي أحدهم مؤخراً إن ’’الاحتشام أصبح المظهر الاعتيادي الجديد‘‘؛ وهي صيحة ولدت بطريقة ما في هذه المنطقة.
هل إقامة هذا الحدث أصبحت أكثر سهولة عن ذي قبل؟
الأمر ليس سهلاً أبداً! بعض جوانبه تزداد سهولة، أجل، ولكننا غيّرنا مقارنا ثلاث مرات منذ أن بدأنا قبل خمس سنوات. وبمناسبة بلوغنا الموسم العاشر، انتقلنا تواً إلى قلب حي دبي للتصميم. وهي خطوة تأتي معها تحديّات –وصيغ وترتيبات جديدة– ولكنها تضمن دوام التجدد كما تثير مزيداً من الاهتمام.
هل هناك شخصية معينة علينا متابعتها هذا الموسم؟
من دواعي سرورنا أننا ضمننا حضور المصمم السوري نبيل النيال، الذي كان واحداً من ثمانِ مواهب جديدة رُشحت لنهائي جائزة مصممي الأزياء الشباب المقدمة من ’إل ڤي إم إتش‘ هذا العام. وأنا شخصياً متحمس للغاية لاستضافة المصممات كارولين لانغ ولارا خوري من لبنان، ومشاعل الراجحي من السعودية. ولدينا أيضاً المصمم المصري مهند كوجاك، أحد المتسابقين في البرنامج التلفزيوني بروجكت رانواي الشرق الأوسط. نعم بالتأكيد، لدينا العديد من المواهب الرائعة والأسماء التي يجب متابعتها!
إذا عدنا إلى الماضي، ما اللحظات الفارقة في مسيرتك؟
خلال السنوات الماضية، دَعونا شخصيات رائعة للحديث وعقد حوارات عن الموضة، وكانت فرصة للتعلم من أقطاب هذه الصناعة. وعلى المستوى الشخصي، كان الاستماع إلى حديث فيرن ماليس -التي يعود لها الفضل في تحويل أسبوع الموضة في نيويورك إلى واحد من الأسابيع الأربعة الكبرى في عواصم الموضة- له صدى بالغ في نفسي. فقد تحدثت بصراحة وصدق عن النجاحات والإخفاقات التي واجهتها في قيادة هذه المنصة، وسيظل ما ذكرته راسخاً في عقلي.
يعد التواضع مهماً في هذه الصناعة، ومن البديهي أن الذين يعملون بجد ويقدرون الناس من حولهم يجنون ثمار ذلك على المدى الطويل. فما رأيك؟
أدركت مبكراً أنه من المهم التعرف إلى آراء الناس من حولنا وحكمهم على الأمور، ولاسيما إذا كنا شركة ناشئة. ومن المهم بالطبع استيعاب جميع الآراء، ولكن دون أن يعني ذلك التخلي عن رؤيتك الخاصة، ولكني لم أتمكن حتى الآن من فهم أولئك الذين لا يستمتعون بالتعلم من الآخرين.
بوصفك أحد رواد التنمية في سوق الموضة، ما الخطوات القادمة في مجال تعزيز الابتكار الرقمي في المنطقة؟
أصبحت هواتفنا في الواقع امتداداً لسواعدنا وعقولنا، لذا لا مفر من دعم الجانب الرقمي. وإذا كانت التجارة الإلكترونية لا تزال أبطأ كثيراً من التجارة المادية، إلا أنها تتزايد في منطقتنا مع إطلاق موقعيّ ذا موديست وأُناس. وباعتبارنا منصة للموضة، يواصل حدث فاشن فورورد تكييف المحتوى ليناسب الفضاء الرقمي الذي لا يتوقف عن التطور، نتنميته كذلك.
توفر مجالاً واسعاً لظهور المصممين والتعرّف إليهم عبر منصتك. كيف يمكننا إلى جانب ذلك مساعدة المصممين الشباب في المنطقة على النجاح من منظور عالمي؟
التعليم أمر جوهري. لذا أنا من المتحمسين لافتتاح جامعة دبي للابتكار والتصميم. وأعتقد أنها ستؤثر تأثيراً كبيراً على الصناعة. فمدينة دبي وغيرها من مدن الشرق الأوسط تمتلك قوة هائلة فيما يتعلق باستهلاك السلع الفاخرة، ومن المهم جداً تقديم مزيد من الدعم للمواهب المحلية عبر التعليم، والسياسة، والاستثمار. ولدينا إيمان كبير بأصحاب المواهب التي نمتلكها في مجال الموضة بالمنطقة، ونرى أن بعضهم سوف يواصل مسيرته لكي يتحول إلى علامة عالمية ناجحة. ومن دواعي الفخر أن نكون جزءاً من رحلتهم في هذا المجال.
تنطلق فعاليات فاشن فورورد في حي دبي للتصميم بدءاً من يوم 26 أكتوبر وتستمر حتى يوم 28 أكتوبر. للمزيد من المعلومات، تفضلوا بزيارة موقع فاشن فورورد على هذا الرابط Fashionforward.ae