تابعوا ڤوغ العربية

مصمم الأزياء الراقية الكويتي يوسف الجسمي في أول حوارٍ له على الإطلاق

بإذن من يوسف الجسمي

نُشِرَ هذا المقال للمرة الأولى على صفحات عدد فبراير 2018 من ڤوغ العربية.

“لنجرب هذا مرةً أخرى”، بهذه الكلمات همست ماريا كاري في الميكروفون قبل أن تبدأ بغناء المقاطع الأولى من أغنيتها “ڤيجن أوف لوڤ” [رؤية عن الحب] التي تعود لعام 1990. وفي بثٍّ مباشرٍ من ساحة تايمز سكوير قارسة البرودة بمدينة نيويورك، قدَّمت النجمة الأمريكية السوبر عرضاً بديلاً عشيّة احتفالات رأس السنة، فمنذ سنةٍ بالضبط، وخلال العرض ذاته، أدى خلَّلٌ تقنيٌّ في سماعة الأذن إلى نتائج كارثية. ولكن من أجل عرضها البديل في 31 ديسمبر من العام التالي، بدت النجمة متزنة ومسترخية في فستان ذيل سمكة مزخرف بالكريستال احتضن قوامها بشكل جذاب ولامس الأرض برفق. وفي أعين المشاهدين البالغ عددهم 15,7 ملايين مشاهد، بدت متلألئةً وبرَّاقةً كبياض الثلج. ومع انقضاء الدقائق الأخيرة من عام 2017، رسمت كاري معالم آخر رؤية أثيرية نشهدها من واحدة من أشد السنوات كلاحةً في تاريخ أمريكا الحديث.

بإذن من يوسف الجسمي

“صراحةً، أعتقد السبب وراء حب النجمات على مختلف الأصعدة المحلية والعربية والعالمية لارتداء أزياء علامتي أنها تجعلهن يتألقن في المناسبات التي يشاركن فيها؛ ففساتيني تفرض التألق بامتياز”، هكذا استهل مصمم الأزياء الكويتي صاحب علامة الأزياء التي تحمل اسمه، الملهم يوسف الجسمي، حديثه، وأردف: “ماريا كاري من النجمات العالميات المفضلات لديّ. وأنا سعيد بأنها ذكرت اسمي في العديد من المقابلات التلفزيونية وأشادت بتصاميمي”. ومن الوارد جداً أن يحوِّل مديحُ شخصية شهيرة من بين نجمات الصف الأول هذا المصمم إلى نجمٍ معروفٍ بين ليلةٍ وضحاها، والجسمي يدرك ذلك تماماً. ولم تكن أول نجمة عالمية ترتدي أحد تصاميمه علانيةً إلا بيونسيه؛ ففي أواخر 2015 طلب فريقها منه أن يصمِّم لها بذلة بودي سوت سوداء تزدان بترصيع كريستالات سواروفسكي. وبعد مضي أكثر من عام، جنى المصمم ثمار جهوده التي بذلها مع اختيار بيونسيه ارتداء البذلة في فيديو كليب أغنية “سوري” [آسفة] الذي حصد عدداً مهولاً من المشاهدات وصل إلى 250 مليون مشاهدة. يقول المصمم: “أن تحظى قطع مجموعتي بالاختيار والتفضيل من النصف الآخر من العالم، رغم وجود العديد من دور الأزياء العالمية العريقة المتاحة حالياً، فهذا شيء لا يستهان به”.

بإذن من يوسف الجسمي

وما يثير الفضول لدى إمعان النظر في صور النجمات اللواتي ارتدين فساتين من تصميم يوسف الجسمي -مثل ليدي غاغا، ونوال، وجيه لو، وزندايا، وتايلور سويفت، وماريا كاري- أن ما يلفت النظر حقاً ليس الإطلالات المنحنية التي تأخذ شكل الساعة الرملية، ولا ما يظهر من الجسم، بل الإحساس بالتحرُّر الذي يعلو وجوه هؤلاء النساء. إذ ترفع سويفت، وهي ترتدي بذلة بودي سوت مهدَّبة قرمزية اللون، الميكروفون فوق رأسها تعبيراً عن الانتصار، وشفتاها مضمومتان وذقنها يشير إلى السماء بتحدٍّ واضح. وهناك سيندي كروفورد وهي ترتدي قفطاناً ذهبياً مشرقاً، تنظر عيناها بتوقٍ نحو أفقٍ غير مرئي. وعلى السجادة الحمراء، تظهر كريسي تيغان الحامل متألقةً بفستان أبيض طويل مع كاب رقيق يبدو وكأنه التقط النُدَف الأولى للثلج، وتنظر مباشرةً إلى الكاميرات بثقةٍ قلَّ نظيرها. في حين تغني سيارا بكل حماس النشيدَ الوطني لبلدها وقبضتاها متشابكتان وهي ترتدي فستاناً راقياً عاجي اللون على ملعب كرة قدم قبيل مباريات البطولة. وبثوبها المشكوك بالخرز الذي يجرُّ على الأرض مع الكاب تبدو كتمثالٍ منتصب، ومع ذلك تعلو وجهها أحاسيس تشي بالألم والفخر والنصر.

بإذن من يوسف الجسمي

يقول الجسمي: “الفستان الذي يميّز يوسف الجسمي هو ذلك الذي ينسج وينفذ ليعطي المرأة الثقة الكاملة في الهيمنة (على نظرات حضور الحفل الذي تشارك فيه)”. ولكن، وعلى الرغم من موهبته الفذَّة، إلَّا أن هناك نوعاً من الخجل يهيمن على تصرفات الجسمي عندما يختتم أحد عروضه النادرة على منصة العروض، كما فعل خلال فعاليات فاشن فورورد بدبي في أكتوبر 2015، حيث جالت عيناه كستنائيتا اللون بين الحشود، وبدا عليه الارتباك تحت الأضواء، كما لو أنه غير واثق مما يعنيه كل ذلك المديح والإطراء. ويتجنب الجسمي إجراء حوارات؛ في الواقع هذا أول حوارٍ يجريه، فهو يفضل أن تتركز الأنظار على زبوناته من ألمع النجمات.

Rex

يوضح المصمم ذو الـ28 ربيعاً أنه في واقع الأمر لم يكن يتوقع خلال مراحل حياته دخول عالم الأزياء، بل حصل ذلك بالصدفة نوعاً ما، يقول: “في عام 2007، كانت أختي العزيزة سارة مهتمة بعالم الموضة والأزياء وكانت تستعد لعمل أول مجموعة خاصة بالعلامة الخاصة بها، وكنت أذهب للمشغل الخاص بها أحياناً وإذ بي ذات يوم رأيت قطعة قماش زائدة باللون الذهبي البراق فقمت بلفها وتدبيسها على إحدى المانيكانات. وبعد يوم، تلقيت اتصالاً من المحل يفيد بأن القطعة بيعت، وقد كان عليها إقبال كبير من الزبائن المارة”. والآن الأزياء المرنة التي تشبه بشرة أخرى ترتديها زبوناته يتم صنعها بكلِّ فخرٍ في الكويت، في الأتلييه الخاص بالمصمم. “أقوم أنا شخصياً برسم خطوط الفستان وتحديد أماكن الشك والتطريز”، هكذا صرّح الجسمي بعد أن كشف لنا عدم تلقيه أي تعليم رسمي في مجال تصميم الأزياء. أسرته -وخصوصاً أختاه سارة ولمى- قدمت له الدعم والتشجيع على الدوام، وعن ذلك قال: “والدتي دعمتني مادياً في بدايتي، فقد كانت تخصِّص لي مبلغاً مادياً لأبني نفسي خطوة بخطوة”، كما أنَّ والده أيضاً، وهو تاجر، كان يشجعه بدوره ويقدم له نصائح تتعلق بالشق الخاص بالتجارة. والآن بعد مضي عشرة أعوام على افتتاحه دار الأزياء الخاصة به، يشرف الجسمي على ما يقارب 150 موظفاً يقومون بمختلف المهام، من الخياطة والشك والتطريز والنسج إلى المحاسبة والإدارة.

بيونسيه ترتدي أحد تصاميم يوسف الجسمي في فيديو كليب أغنية “سوري”

وتباع الخطوط المتعددة التي تقدمها علامته في أكثر من 10 دول، وهي تضم: الأزياء الراقية وفساتين الزفاف والملابس الجاهزة. وفي الوقت الراهن، يبدو أنَّ دور الأزياء تبتعد في تصاميمها عن الشكل الأنثوي، إذ تستقي الأزياء اليوم إلهامها من إطلالات الشارع على نحو متزايد؛ فهي ذكورية ويتم تنسيقها باحتشام. ومع ذلك تزدهر تصاميم يوسف الجسمي، ويعتقد المصمم أنَّ الفضل في نجاح تصاميمه يعود إلى أنها جميعاً تعكس روحاً أنثوية واحدة. يقول المصمم: “أعتقد أن تصاميمي جميعها تعكس الروح ذاتها والذوق والشخصية ذاتها، واختيارهن لي يجعل بينهن قاسماً مشتركاً أكثر منه فرقاً بالذوق، ولا أخفي عليك أن الشعور جميل حين تشعر باجتماع مختلف الأذواق من مختلف دول العالم على تصاميمك الخاصة”. وكما تقول كاري في أغنيتها، فإنَّ هذه الفساتين موجهة إلى أولئك اللواتي يطاردن “رؤية عن الحب”.

يواصل مصممو الأزياء العرب هيمنتهم على إطلالات النجمات

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع