إنجاز لافت جديد أضافته الكويتية فاطمة القادري، منسّقة الأغاني والمنتجة الموسيقية وفنانة العروض البصرية، إلى قائمة إنجازاتها الآخذة في الازدياد بعدما حصلت مؤخراً على لقب “نجمة حملة إعلانية”، إذ تمت الاستعانة بهذه الفنانة الموهوبة التي تتخذ من برلين مقراً لها لتتصدر حملة أكني ستوديوز لموسم ربيع 2017، إلى جانب مجموعة متنوعة من المواهب النسائية المبدعة من الشرق الأوسط. وقد التقَطت صور الحملة عدسةُ المصور الإيطالي المعروف باولو روفيرسي، وتُظهِر الصور لوحات شبيهة بصفائح البولارويد تم زيادة أبعادها بدرجة كبيرة.
وتقول القادري لڤوغ العربية: “الجزء الأكثر إثارةً هو أن يلتقطَ صوري باولو روفيرسي، لقد كنتُ معجبةً به منذ أن كنت مراهقةً، حيث كانت ملصقات أعماله لصالح دور أزياء مختلفة من التسعينيات تزيّن جميع جدران غرفة نومي. إنه شخص أسطوري، وأن يقوم بالتقاط صورٍ لي هو بالتأكيد إنجازٌ كبيرٌ في حياتي”.
وروفيرسي هو أحد أوائل المصورين الذين اعتمدوا صفائح البولارويد، وقام بتطبيق هذه التقنية في حملة العلامة السويدية. وتقول القادري: “كنتُ مندهشةً للغاية بتلك العملية المجهدة، حيث أعاد هذا المبدع ابتكار جزءٍ من كاميرا أكورديون تعود لبداية القرن العشرين، وحوَّلها إلى كاميرا بولارويد. وتم بالفعل استعمال الصورة الأولى التي التقطها، وهو أمر رائع لأنها كانت المفضلة لديّ”.
تدخل القادري طابعاً حيوياً غير متكلف إلى الحملة بفضل سحرها الذي يجمع بين سمات الذكورة والأنوثة، فيما يدمج أسلوبُها في الأزياء الملابس الرياضية مع طابع ذكوري. تقول: “نشأتُ في الكويت، وكان هناك هوس بالأنوثة، الأمر الذي وجدته حقاً خانقاً. أعتقدُ أنَّ ذلك هو ما شدَّني إلى الملابس الرجالية”. وتمتلئ خزانتها بالبذلات اللامعة، والسترات الرياضية الجميلة، والقمصان المجعَّدة، مع العلامات المفضلة لديها ومنها هود باي إير وتلفار، بينما يتشكّل مصدر فخر خزانتها من قطع أرشيفية من علامتي ميزون مارجيلا ويوجي ياماموتو، والتي تعود إلى أوائل الألفية الثانية.
وتنسب القادري الفضلَ إلى أمها —الفنانة والكاتبة الكويتية المعروفة عالمياً ثريا البقصمي— لكونها المصدر المؤثر الرئيسي في حياتها. وتقول القادري عن أمها: “كانت داعمةً لأبعد حد منذ اليوم الأول، فلم تحدَّ من حريتنا أو تقوم بممارسة الرقابة علينا أبداً”. ومنذ سن التاسعة، وضعت القادري نصب عينيها أن تصبح مؤلفة موسيقية. تقول ضاحكةً: “كنت مهووسةً ولديّ مهمة، وكنت أعزف على لوحة المفاتيح كل يوم وسجلّت عزفي ذاك على أشرطة كاسيت. لم أكن لأسمح لأي شيء أن يقف في طريقي”.
وعلى الرغم من أنها سبق لها دراسة اللغويات بجامعة نيويورك، تلقّت القادري دروساً في الموسيقى خلال حياتها الجامعية. وعن ذلك تقول: “بدأتُ تعلُّم كيفية الإنتاج الموسيقي على الحاسوب، الأمر الذي غيَّر كل شيء. لقد استغرقتُ وقتاً طويلاً لمعرفة كيف انتقل من الإنتاج الموسيقي بتقنية الأنالوج (التماثلية) إلى الإنتاج الرقمي، ولكنني مازلتُ أجد ذلك مخالفاً للتوقعات، فهذه الطريقة ليست سريعة مثل العزف على آلة موسيقية، إلا أنها ساعدتني حقاً، فهي أقرب طريقة لترجمة الأفكار الموسيقية التي تدور في ذهني إلى ما يمكن للآخرين سماعه”.
أنتجت القادري ألبومين منفردين، إحداهما بعنوان Brute والآخر يحمل العنوان Asiatisch، وهناك ألبوم ثالث قيد التحضير، وهي أيضاً عضوة ضمن مجموعة رائعة من المنتجين الموسيقيين تدعى “فيوتشر براون”. هذا فضلاً عن إنتاجها عددٍ من الألبومات الأخرى ومنها: Desert Strike وSpecific Xperience وWarn-U. كما أوكلت إليها علامة شانيل وآي-دي إنتاج أغنية مع المغنية الصينية لي يوشين من وحي عطر N°5 L’Eau للعلامة الفرنسية.
وتصف القادري الموسيقى التي تنتجها بأنها ضد التصنيف، حيث تقول: “التصنيف لا يجذبني على الإطلاق، فهو يبدو ضيقاً ومقيِّداً للغاية. والشيء الوحيد الذي يربط الموسيقى التي أنتجها مع بعضها البعض هو أنها إلكترونية وتمتاز ببعض التلاعب الرقمي”. وتشير إلى موسيقى فلكلورية من بلدها الأصلي الكويت كمصدر إلهام لها، فتقول: “على الرغم من أنه لا يمكنكم حقاً سماعها بوضوح في موسيقاي، ولكنها تلعب دوراً كبيراً فيها. الأنغام في الموسيقى الفلكلورية من الكويت والخليج هي مزيج من الإيقاعات الإيرانية والهندية وكذلك من إيقاعات القرن الإفريقي”.
وفي حين أنها لم تتوقع أن يتم اختيارها شخصياً لحملة أكني ستوديوز، تقول إنها ممتنة لاختيارها كامرأة شرق أوسطية قوية. وعن ذلك تقول: “أتمنى أن أكون قدوةً للفتيات في الكويت وفي جميع أنحاء العالم أيضاً”.