عندما انضم جوسيب فونت إلى علامة ديلبوزو منذ ستة أعوام -عقب وفاة مؤسِّسها خيسوس ديل بوزو عام 2011- ليتولى منصب المدير الإبداعي لها، كان هدفه تحويل الدار العريقة تلك إلى علامة عالمية فاخرة. لذلك عمل على توسيع قاعدة زبائن العلامة التي تتخذ من مدريد مقرَّاً لها عبر عرض مجموعاتها خلال أسبوع الموضة في نيويورك (قبل الانتقال إلى لندن من أجل موسم خريف 2018)، إلى جانب التعاون مع متاجر دولية للبيع بالتجزئة في إنجاز تصاميم فاخرة.
والآن يهدف المصمم إلى دفع دار الأزياء الراقية الجاهزة للوصول إلى أماكن أبعد على مستوى العالم عبر افتتاح أول متجرٍ مستقلٍّ لها في الشرق الأوسط. وهذا المتجر، الذي يقع في ملحق ردهة الأزياء الذي تم افتتاحه حديثاً في دبي مول، هو المتجر الثالث عالمياً لعلامة ديلبوزو (تُلفظ في الإسبانية: ديلبوثو)، بعدما كانت قد افتتحت متجرين لها في لندن ومدريد. وتعرض المساحة الضخمة البالغة 1479 متراً مربعاً -والتي صمَّمها فونت، الذي خضع بدوره لتدريبٍ معتمد في مجال الهندسة المعمارية- قطع الأزياء الراقية الجاهزة، وفساتين الزفاف، والإكسسوارات، والأحذية ذات المرجعية الفنيَّة، والتي ارتدتها جميعاً قائمةُ نساءٍ تضم الشهيرات من ريهانا إلى جوليان مور.
وهنا، يجري ar.vogue.me حواراً مع فونت قُبيل وصول ديلبوزو المنتظر بفارغ الصبر إلى الشرق الأوسط.
كيف تؤثر الهندسة المعمارية في تصاميمك؟
“تأثيرها جوهري؛ فهي تمثِّل ما أكون عليه كمصمم. لقد حدَّدت دراساتي الهندسية الطريقةَ التي أُصمِّم بها. هناك العديد من العناصر التي أُطبِّقها في مجموعاتي مستوحاةً من الهندسة المعمارية، مثل: أهمية الشكل والحجم، والعنصر الأكثر أهميةً على الإطلاق، ألا وهو: التوازن. الأمر برمته يدور حول التناسب والتناسق”.
هل شكَّلت فكرة إدخال منظورٍ جديد أو رؤيةٍ جديدة على دار أزياء تراثية تحديّاً بالنسبة لك؟
“عندما تمَّ تعييني بمنصب المدير الإبداعي في ديلبوزو، كان هدفي البدء في كتابة فصلٍ جديدٍ للعلامة بلغةٍ جديدة ورؤية عصرية وحديثة للدار، في حين حافظتُ على احترامي لإرثها. أردتُ الانتقال بعلامة ديلبوزو إلى العالمية”.
لما اخترت مدينة نيويورك لتكون أول مكانٍ تعرض فيه مجموعتك؟
“عندما قرَّرنا إقامة عرضنا في نيويورك، كنّا نؤمن بأنها الخطوة الصحيحة بما أنها نافذة إلى العالم أجمع. واليوم، لم يعد مهماً حقاً مكان إقامة العرض بفضل وسائل التواصل الاجتماعي – حيث يمكن للعالم أن يشاهد مجموعةً ما على الهواء مباشرةً من أيِّ مكانٍ على وجه الأرض. ومع ذلك، وكما تفعل كلُّ علامة تجارية، تطوَّرنا ونقلنا عرضنا إلى مدينة لندن لعرض مجموعة خريف 2018”.
لما تعتبر الحفاظ على الحِرَف اليدوية أمراً حاسماً؟
“إنه أحد الأمور فائقة الأهمية بالنسبة لي، فهو يستقر في جوهر ديلبوزو، بل وجزء من الثقافة والتراث الإسبانيين. وأنا أعتبر أنَّ جزءاً مهماً من مسؤوليتنا هو حماية إرث الحِرَف اليدوية”.
ما أوجه التصميم التي تستمتع بها أكثر؟
“أحبُّ البحث عن مصادر جديدة للإلهام. وأنا أزور دوماً معارض جديدة؛ وأقرأُ وأستكشف على انستقرام حيث أكتشف الفنَّانين الجُدد، مثلما جرى في مجموعتي الأحدث مع ماريا سڤاربوڤا، والتي كانت واحدة من أبرز مصادر إلهامي لربيع 2018”.
ما مزايا أن يكون مقرُّك في إسبانيا وليس في واحدة من عواصم الموضة؟
“إنها طريقة رائعة ليكون المرء خارج أوساط الموضة. فأنا لا أتأثر بما يحدث في هذا القطاع بشكلٍ مباشرٍ جداً، ما يمنحني المزيد من الحرية”.
من هم المصممون أو الفنَّانون الذين يحظون بإعجابك، من الماضي أو الحاضر، ولماذا؟
“يُلهمني الفنُّ بشدة، وأنا معجبٌ بكلٍّ من كريستوبال بالنسياغا وبيدرو رودريغيز، فهما مصمِّما أزياء راقية إسبانيان شهيران يمتازان بقيم جمالية قوية وطابع عصري بالنسبة لزمنهما”.
يُطلَب من المصممين الآن ابتكار مجموعاتٍ بسرعةٍ هائلة. هل تشعر بضغط بسبب ضرورة ابتكار شيءٍ جديدٍ على الدوام؟
“إنه أمرٌ مرهقٌ للغاية لأنك يجب أن تعمل على أربع مجموعاتٍ في الوقت ذاته، ولكن هذه هي آلية عمل الموضة في الوقت الحاضر وعلينا أن نُكيِّف عمليتنا الإبداعية وفقاً لما يريده الزبائن، وبالتالي يطلبه وكلاء التجزئة”.
صف لنا النساء اللواتي تصمِّم لهن.
“ليس لسيدة ديلبوزو عمرٌ أو جنسيةٌ أو مهنةٌ محددة. هي تتمتع بسلوكٍ معين، ليس تجاه الموضة فحسب بل أيضاً تجاه الحياة، فهي عصرية، وتسبق زمنها إلى حدٍّ ما، ومهتمة بالموضة للحصول على قطع فريدة. وهي تتأنق من أجل نفسها وليس من أجل الآخرين”.
مَن الشخصية التي ترغب برؤيتها ترتدي أحد تصاميمك؟
“لحُسن الحظ، ألبسنا عدداً من النساء الرائعات مثل كيت بلانشيت وجوليان مور. وهذا الأسبوع بالتحديد، أطلَّت سونام كابور في دبي بتصميم من مجموعة خريف 2018. ومع ذلك لم أفكر مطلقاً أنني سأُلبس رجلاً، ومؤخراً ألبستُ جاريد ليتو، الذي أرتدى تصميميّ كاب من مجموعة خريف 2018”.
ما هي أبرز المحطات في مسيرتك المهنية إلى الآن؟
“عندما تمَّ تعييني بمنصب المدير الإبداعي لعلامة ديلبوزو، كان أمراً يحمل تحدياتٍ بالنسبة لي. فعمر العلامة أربعون عاماً، وأردتُ بدء فصلٍ جديدٍ على مستوىً عالمي كما لو كنتُ أقدِّمُ علامةً جديدة إلى العالم في صناعةٍ تنافسية للغاية، ولكني شعرت بالفخر في الوقت عينه”.
تُوصَف علامتك بأنها علامة أزياء راقية جاهزة. هل يمكنك شرح هذا المصطلح؟
“بالنسبة لنا يعني أننا نصنع قطعاً لكلٍّ من النهار والليل ولكن باستعمال تقنيات نستمدُّها من الأزياء الراقية. إنه ما بين الأزياء الجاهزة والأزياء الراقية”.
هل من نصيحة تقدِّمها للمواهب الشابة الطموحة؟
أقول لهم: “أعملوا بجد وأخلصوا لأنفسكم”.