تألقت على غلاف عدد العيد السنوي الأول من مجلة ڤوغ العربية كلٌّ من العارضة الأسطورية الشهيرة إيمان والعارضة الشابة إيمان همَّام وهما ترتديان فستانين مزركشين بريش طائِر أَبِي سُعْن (فصيلة من اللقلق) اختيرا مباشرةً من منصة عرض مجموعة سان لوران لربيع 2018، بينما اعتمرتا غطاءين للرأس بلونين متعاكسين تم تنسيقهما للأعلى. وهذان التوربانان اللذان يتحدَّيان الجاذبية هما من ابتكار مشروع تجاري أفريقي صغير على الإنترنت يتخذ من بروكلين مقرَّاً له ويدعى “ذا راب لايف”. أُطلِقَت علامة ذا راب لايف التي أسَّستها نينا ستيلا في عام 2014، عندما أرادت ستيلا، التي كانت تعمل نادلةً، أكثر من مجرد الوشاح الشتوي الذي كانت تعتمره كغطاء للرأس. تقول رائدة الأعمال مستذكرةً لموقع ar.vogue.me: “انتقلتُ في بحثي عن أوشحة للرأس إلى الإنترنت مفترضةً أنني سأجد ما يكفي من المتاجر لأشتري منها، ولكني ولسوء الحظ لم أتمكن من إيجاد متجرٍ واحدٍ يثير الاهتمام. وبعدها راودتني فكرة حدسية وقلت لنفسي لماذا لا افتتح متجراً خاصاً بي؟”، وتضيف: “أردت أن يتسنَّى للنساء الأخريات الوصول عبر الإنترنت إلى أوشحة ملوَّنة يمكن شحنها إلى أي مكانٍ في العالم”.
ومع تخصُّصها في إنتاج أقمشة تمتاز بطبعات أفريقية تقليدية منفّذة يدوياً وأخرى معاصرة باستعمال أقمشة مستوردة من غانا والمغرب، لم يكن لستيلا أن تتوقع أنها ستقوم في يومٍ من الأيام بتنسيق إطلالة اثنتين من أبرز عارضات الأزياء لصالح غلافِ واحدة من أهم المجلات في عالم الموضة. في الواقع، عندما تواصلت ڤوغ العربية معها أول الأمر، ظنت أن ذلك مجرد مزحة، حتى أنها طلبت الحصول على وثيقة تبين جميع المعلومات المتعلقة بطاقم جلسة التصوير، ولكنها سعيدة للغاية بالنتائج. تقول: “كان التعاون حقاً هبة من الله، في الأول من يناير عقدت العزم على العمل على غلاف مجلة هامة، ثم في التاسع من فبراير كنتُ في موقع التصوير أقوم بتنسيق إطلالة كلٍّ من إيمان وإيمان (همّام). لقد كان الأمر برمته مثالياً للغاية”. ولدى قيامها بالعمل على القطعتين لعارضتي الأزياء السوبر، تقرُّ ستيلا بأنها أصغت إلى حدسها: “أغطية الرأس والتوربانات مثيرة للاهتمام من ناحية أن المرأة التي تعتمرها أو تقوم بتنسيقها تمتلك حرفياً مئات الخيارات. تُعلِّم علامة ذا راب لايف زبوناتها والداعمين لها التحلّي بروح الإبداع، وهذا ما فعلتُه، وصنعت شيئاً شعرت بأنه كان جميلاً”.
وتقول إن العمل في موقع التصوير من أجل أضخم عددٍ من المجلة إلى الآن كان تجربةً مفعمة بالحيوية: “استمتعت برؤية جانب من العمل لدى ابتكار غلاف ڤوغ. يبذل الجميع قصارى جهودهم، وما نحصل عليه غلافٌ ينبض بالجمال. لقد كانت تجربة مثيرة للدهشة بالنسبة لي وسَّعت عالمي ومداركي لما هو ممكن”.
وعلى مدى الأعوام القليلة الماضية، دأبت سيدات الأعمال الأفريقيات على تحدي عالم الموضة والجمال فيما يتعلق بالتمثيل والشمول، بمن فيهن إيمان التي أطلقت مجموعتها الخاصة من المكياج الشامل عام 1994 (والتي تمَّ أيضاً استعمالها في غلاف ڤوغ العربية). وستيلا، التي لم تكتشف أن علامتها التي تتخذ من بروكلين مقرَّاً لها قد ظهرت على ڤوغ العربية إلا عندما كانت تتصفَّح انستقرام، أعادت نشر صورة الغلاف على صفحتها الشخصية، وأرفقتها بالتعليق: “بما أن ارتداء أوشحة وأغطية للرأس أصبح أمراً أكثر شيوعاً، يسرُّنا للغاية أن نكون ذوي فائدة في تقديم خدمات بطريقة تنشر الجمال الأسود والبني. العالم بحاجة إلى المزيد من ذلك. أشكر فريق ڤوغ لدعوتنا. يا له من حلم”.
ومع اعتمار كلٍّ من إيسا راي ووبي غولدبيرغ وغيرهما لتصاميمها، تأمل ستيلا أن ترى يوماً ما المغنية بيورك تعتمر واحداً من أوشحتها الملوَّنة المطبوعة يدوياً، وهدفها الآخر هو أن تقدم أيضاً منصةً لجميع النساء ليشعرن بالانتماء والتمكين عبر حملاتها وتصاميمها المذهلة. تقول: “ذا راب لايف علامة تخدم المرأة التي تتحلّى بفضولٍ حيال ما يمكنها ابتكاره وما يمكن لها أن تغدو عليه. وإلى جانب رحلتها التي يحدوها الفضول، نقدم لها الدعم بأدوات ورسائل توسِّع من قدرتها على ابتكار أفضل صورة عن نفسها والتعبير عنها. أي امرأة منفتحة على الإبداع والتعبير هي امرأة قادرة على القيام بالكثير من الأمور. نحن بحاجة إلى المزيد من النساء المشابهات في العالم”.
إيمان وإيمان همّام تخوضان اختبار ڤوغ العربيّة معصوبتي العينين