تابعوا ڤوغ العربية

رائد صناعة القبعات يروي قصص مثيرة جمعته بألمع الشخصيات من الأميرة ديانا إلى ريهانا

شرف صانع القبعات البريطاني الشهير ستيفن جونز بإبداع تصاميم أنيقة لقائمة طويلة من ألمع الشخصيات، من الأميرة ديانا إلى النجمة ريهانا، فيما انخرط في مشروعات تعاون خلالها مع عدد من كبرى دور الأزياء، فضلاً عن مشاركته في معارض أقيمت في أنحاء العالم

ستيفن جونز في متجره الأول بلندن عام 1980

اقتحم ستيفن جونز صناعة القبعات قبل 40 عاماً، وبمرور الوقت أضحى من أكثر صانعي القبعات إبداعاً وأغزرهم إنتاجاً في عالم الموضة. هل تشعر وكأنك دخلت هذا المجال بالأمس فقط؟ يجيب المبدع البالغ من العمر 62 عاماً قائلاً: “لا. بل أشعر بالتأكيد أنني خضتُ مسيرة طويلة في هذا العمل. ولكن مشاعر الإثارة والرعب التي انتابتني أثناء صنع القبعات لا زالت كما هي لم تتغير منذ أن بدأت”. ولكن لِمَ تشعر بالرعب؟ يوضح: “أنا أتعامل مع قطعة من الورق الأبيض، وأعمل في الغالب مع شخصية شهيرة عالمياً أو مصمم مرموق، وأجيد طرق صنع القبعات، ولكني لا أجيدها بوجه ما، لأن كل قبعة بذاتها بمثابة عرض افتتاحي”.

أدريانا ليما تعتمر إحدى قبعات ستيفن جونز في جلسة تصوير غلاف عدد نوفمبر 2019 من ڤوغ العربية

وإذا ما نظرنا إلى اضطلاعه بمسؤوليات علامته التي تحمل اسمه، وتولّيه مهام الإدارة الإبداعية لقسم القبعات في “كريستيان ديور” (بعد مرور 24 عاماً من التعاون بينهما، تم اختياره العام الماضي لهذا المنصب، ليكون بذلك أول صانع قبعات يشغل هذه الوظيفة)، فضلاً عن مشروعاته التعاونية مع عديد من المصممين، وتنفيذه لمشروعات مميّزة منها تصميم زينات الرأس بحفلات “ميت غالا” – يتضح لنا من ذلك كله أن جونز يقدم قرابة 1500 “عرض افتتاحي” سنوياً. وتبدو نجمات تلك العروض الافتتاحية مثل ضيفات حفلات عشاء من وحي الخيال: من الأميرات (مثل الأميرة ديانا، ودوقة ساسكس، ودوقة كامبريدج) إلى نجمات عالم الموسيقى مثل ريهانا، ومادونا، ورولينغ ستونز، ناهيكم عن “أرقى المصممين”، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر جون غاليانو، وجان بول غوتييه، وتييري موغلر.

تُرى، ما أعزّ اللحظات على قلب جونز الحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية (تكريماً لإسهاماته في صناعة الموضة) طوال مسيرته حتى الآن، وكيف يحتفل بمثل هذا الإنجاز؟ للإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها، توجهنا للقاء جونز في ورشته بحي كوڤنت غاردن اللندني.

ريهانا خلال حفل ميت غالا 2018

ما سر افتتانك بالقبعات حتى بعدما أمضيت 40 عاماً في صنعها؟

أنا صانع قبعات، وما يفتنني هو مظهر الناس ودور القبعة في الارتقاء به. إن ذلك يتعلق حقاً بالناس وكيف يشعرون حين يعتمرونها فتتوهج وجوههم بها. لقد درست في جامعة “سنترال سانت مارتينز” تصميم الأزياء وليس تصميم القبعات، ولهذا أتعاون غالباً مع المصممين. أذكر أني سألت جون غاليانو ذات يوم لِمَ يهتم كثيراً بالقبعات فقال لي: ’إنه سؤال مضحك من شخص مثلك. فالجسم يصبح مثيراً للاهتمام فعلياً عند خط العنق. تماماً مثل أطراف الأكمام، عندها يصبح شكل الذراع ممتعاً للغاية. فهي مناطق تعبيرية في الجسم‘. وعندما أرسم قبعة، دائماً ما أرسم العمود الفقري والوجه أولاً، خلافاً لكثير من صانعي القبعات الذين يفكرون في القبعة فقط، ولكن مستوى الظهر وشكل الجسم وخط الكتفين هي العوامل التي تجعل القبعة تتألق على الجسم”.

من مجموعة ستيفن جونز لخريف وشتاء 2020

ومسلك الناس يتغيّر تماماً حين يعتمرون القبعات

“أجل، كثيراً ما أوصي الناس بالتدرّب قبل الخروج إلى الشارع – عن طريقة تحديد المظهر الذي ينشدونه، وتقييم مدى تناغم القبعة مع إطلالاتهم بعد اعتمارها. إنه أمر في غاية الأهمية”.

إطلالة من عرض أزياء كريستيان ديور الراقية لربيع وصيف 2004

من بين عشرات الآلاف من القبعات التي صنعتها، هل ثمة قبعة بعينها تتذكر مراحل صنعها بكل تفاصيلها؟

“أعتقد أن أكثر قبعة واجهت صعوبة في صنعها كانت تلك التي اعتمرتها إيرين أوكونور في عرض المجموعة المصرية من ’كريستيان ديور‘ لربيع وصيف 2004. فقد أعددتُ نسخة الورق المقوّى على مقاسها، ولكن القبعة نفسها لم تكن جاهزة سوى قبل العرض بساعتين، وكانت إيرين ترتدي الإطلالة الافتتاحية. وكانت القبعة (واللحية المستعارة) مصنوعة من البلاستيك الناعم المطعّم بالمعدن، وهو ما جعلها ثقيلة للغاية”.

جانيل موناي

من دار “ديور” و”مارك جيكوبس” إلى النجوم الصاعدين مثل غريس ويلز بونر وماتي بوڤان، كيف تلبي التطلعات الجمالية لمَن تتعاون معهم على اختلاف أذواقهم؟

“أنفُذ إلى داخل عقول ألمع المصممين في العالم؛ ولا أحد تقريباً لديه مثل تلك الفرصة. ولولا ذلك لما استطعت القيام بعملي، لذا، أدعهم أولاً يعلمون أنهم يجب أن يسمحوا لي بالدخول. والعمل مع مصمم مثل ماتي بوڤان، على سبيل المثال، يأسرني لأنني لديّ فكرة عن ما أعتقد أنه جميل وهو لديه فكرة أخرى مغايرة. فتحدث بيننا مفاوضات إلى أن نصل إلى حل وسط بين فكرتي وفكرته عن الجمال. ومن المفيد أن أشعر بالتحدي – فنحن من جيلين مختلفين وليس لديّ أولاد لأتعلم منهم الكثير”.

“شكل الجسم وخط الكتفين من أهم العوامل التي تجعل القبعة تتألق على الجسم”

هل ثمة شخصية بعينها تحترم ذوقها في القبعات بشدة؟

“الملكة بالطبع. حين أقمت معرضي في متحف ڤيكتوريا وألبرت بعنوان ’القبعات: مختارات من ستيفن جونز” عام 2009، طلبت من جلالتها أن تقرضني أحد أوشحة هيرميس التي تمتلكها وقبعة من مجموعة والدتها (اختارت القبعة التي اعتمرتها والدتها في عيد ميلادها المئة). وجاء وشاح الملكة داخل صندوق جميل – وكانت لحظة رائعة بالنسبة لي. والملكة هي الوحيدة التي تستطيع ربط وشاح هيرميس حول رأسها وعقده بشكل مثالي تحت ذقنها. لقد أخذت أتدرب على هذه الربطة طيلة أشهر وكأني راقصة الباليه دارسي باسل. إذ يجب حين تربطين وشاحاً أن يبدو عفوياً تماماً، وإلا سيكون مظهره مروعاً”.

ديانا، أميرة ويلز، تعتمر إحدى قبعات ستيفن جونز عام 1982

اعتدت التردد على نادي بليتز الأسطوري في الثمانينيات بصحبة نجوم مثل بوي جورج. تُرى، كيف تلعب الموسيقى دوراً في أعمالك؟

“أصبحت الشخصيات التي تربطني بهم علاقة عمل طويلة، مثل كايلي مينوغ، أصدقاءً لي وأتعلم منهم الكثير. إنه تعاون كامل بيننا لأن لديّ فكرة، بينما مصمم موقع التصوير وخبير التجميل لديهما فكرة أخرى، وحتى مصمميّ الإضاءة والرقصات. على سبيل المثال، كيتي بيري ترقص دائماً، لذا فإن أي شيء أصنعه لها يجب أن يكون خفيفاً إلى حد ما؛ ويمكن للراقصات في الخلفية اعتمار شيء أكبر. إن المغنيات اللواتي أعمل معهن يرسمن حياتهن، ويلعبن أدوارهن الحقيقية بدلاً من تمثيل أدوار أخرى”.

ريهانا نجمة أخرى تتعاون معك وظهرت بتصاميمك، كما شاركت أنت في مجموعتها “ساڤاج وفنتي” لربيع وصيف 2020.

“قابلت ريهانا في كواليس عرض ’ديور‘ منذ سنوات عديدة عقب ظهورها لأول مرة على غلاف ڤوغ الأمريكية – وقالت عنها آنا وينتور إنها يجب أن تذهب إلى باريس لتتعلم المزيد عن هذه الصناعة. وحين رأيتها تقبل نحوي، وكنت أعلم مَن هي رغم أنها لم تكن مشهورة جداً آنذاك. قلت لها: ’يجب أن أقول إنكِ تعتمرين إحدى قبعاتي. اسمي…‘، وقبل أن أتم كلماتي ذكرت هي اسمي. وسألتها كيف عرفتني، فأجابت بأن سبب ذلك هو عشقها للموضة (والتسوق)، وأخبرتني بأنها اشترت القبعة من سوق دوڤر ستريت”.

كيف تحتفل بمرور أربعين عاماً على انطلاق مسيرتك المهنية؟

“أعتزم إقامة عرض لمجموعة خريف وشتاء 2020 داخل المتجر –معظم الناس لا يعلمون أنني أقدم مجموعتين كل عام– وأريد أن يجربها كل الحضور ويلتقطون معها الكثير من صور السيلفي. وقد اخترت قبعة من كل عِقد وأعدتُ صنعها، ولكني أقدّم مزيجاً مختلفاً قليلاً لأني في حالة مزاجية مختلفة – فهي مصنوعة من مختلف الأقمشة على يد مختلف الناس. وتتضمن قبعة صنعتها أساساً عام 1980 ولكني لم أتقنها إلا حين صنعتها للمرة الرابعة، لذا فقد أطلقنا عليها اسم ’آت لاست‘ (أي: أخيراً)؛ وقبعة ’جياكوميتي فيدورا‘ التي صنعتها لكلود مونتانا عام 1997؛ وقبعة بيضاوية ذات حافة اسمها ’كاران داش‘ من مجموعة جون غاليانو لعام 2007؛ وقبعة من مجموعتي لعام 2017 اسمها ’إنجل أور ديڤل‘ كانت في الأصل من مجموعة باسم ’شيد‘ (أي ظل)، ولكنها لا تلقي ظلالاً – بل تتعلق بالجانب النوراني والمظلم في شخصية كل إنسان”.

اقرؤوا أيضاً: لهذه الأسباب لن يقدم رامي العلي مجموعة أزيائه الراقية في يوليو المقبل 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع