بعد خمسين عاماً من العمل في مجال الموضة وتكريمه بعدد لا يُحصى من الأوسمة، حصل رالف لورين تواً على أعلى وسام له حتى الآن. فقد أُعلن يوم الأربعاء قبل الماضي عن تكريم الملكة إليزابيث الثانية له بتقليده وسام الشرف برتبة قائد فرسان الإمبراطورية البريطانية ليصبح أول مصمم أزياء أمريكي تمنحه جلالتها رتبة فارس الشرفية لينضم بذلك إلى ركب الشخصيات الأمريكية البارزة التي حصلت على هذا التكريم، ومنهم الرؤساء دوايت أيزنهاور، ورونالد ريغان، وجورج بوش الأب؛ وعمدتا نيويورك السابقان مايكل بلومبيرغ، ورودولف جولياني؛ وأنجلينا جولي؛ وستيڤن سبيلبيرغ؛ وبيل وميليندا غيتس؛ وأنجيلا أهريندتس.
وليس ثمة رجل أفضل من لورين لينال هذا الشرف الرفيع، إذ لا يجسد عبر حياته ومسيرته في عالم الأزياء الحلمَ الأمريكي فحسب، بل وإحدى قصص النجاح العالمية. وقد وُلد المصمم عام 1939 بحي برونكس في نيويورك. ودرس أولاً إدارة الأعمال بكلية باروخ قبل أن ينضم إلى الجيش الأمريكي ويتجه بعدها إلى تأسيس شركته للأزياء عام 1967. وكان في بداية عمله يبيع أربطة العنق لمتاجر بلومينغديلز، ولكنه سرعان ما توسع في نشاطه ليشمل الأزياء الرجالية والتفصيل، ويصنع بعدها المجموعات النسائية. وفي عام 1972، أحدث ثورة فكرية في عالم الأزياء الكاجوال وروّج لقميصه البولو الذي ازدان بشعار على الجانب الأيسر أعلى الصدر. وعندما قدمه بـ17 لوناً مختلفاً، يمكن القول بأنه سجل عبر هذا الحدث تاريخاً جديداً في عالم الأزياء.
ولم يتوقف نشاطه عند هذا الحد، إذ أصبح بعدها بعشرات السنوات المورد الرسمي لأزياء المنتخبات الأولمبية الأمريكية، وبطولة أمريكا المفتوحة للتنس، وبطولات ويمبلدون. وقد ارتدت أزياءه نجمات السينما على السجادة الحمراء وبطلات أفلام مثل غاتسبي العظيم وآني هول. وأيضاً اختارته هيلاري كلينتون لتصميم أزيائها خلال حملتها الرئاسية عام 2016. وقد حضرت كلينتون وكوكبة من النجمات عرض مجموعته لخريف 2018 الذي أقامه بجوار نافورة بيثيسدا بحديقة سنترال بارك، واحتفى خلاله بذكرى تأسيس علامته. وجرى تكريمه في الشوارع ومنتزه التزلج، وفي الآونة الأخيرة عبر تعاون أنجزه مع علامة مستلزمات التزلج البريطانية بالاس. ولعل أكثر مَن احتفى به هو عالم الموضة ذاته؛ فخلال حفل توزيع جوائز مجلس مصممي الأزياء في أمريكا لعام 2018، كان لورين أول مَن ينال تكريماً من الأعضاء، حيث ألقى المصممان دونا كاران وألكسندر وانغ كلمة لبيان أثر علامة لورين على حياتهما وعملهما.
ويتمتع لورين بتاريخ حافل في المملكة المتحدة، فهو صديق للأمير تشارلز، وحضر العديد من المناسبات مع العائلة الملكية، وصمم أزياء لميغان ماركل، دوقة ساسكس، تألقت بها في عدة مناسبات. وفي وقت سابق من هذا العام، واصلت مؤسسة لورين جهودها الإنسانية في المملكة المتحدة بافتتاح مركز رالف لورين لأبحاث سرطان الثدي بمستشفى مارسدن الملكي بلندن.
ومن المتوقع أن يُقلد لورين هذا الوسام خلال احتفال يقام في السنة الجديدة. وعن هذا التكريم، صرح أنطوني فيليبسون، القنصل البريطاني العام في نيويورك والمفوض التجاري لصاحبة الجلالة بأمريكا الشمالية: “أهنأ بحرارة رالف لورين على هذه الجائزة التي تحتفي بجهوده وإنجازاته على مدى السنوات الخمسين الماضية. فقد لعب السيد لورين، عبر مسيرته المرموقة في مجال الأزياء، والتجارة، والأنشطة الإنسانية، دوراً رئيسياً في إقامة روابط ثقافية واقتصادية عبر المحيط الأطلنطي. وباعتباره مبتكراً وملهماً لعلامة رالف لورين عالمياً، يحتل السيد لورين صدارة صناعة الأزياء في العالم والأناقة الأمريكية لما يقرب من نصف قرن. وعلاوة على ذلك، أدت جهوده الإنسانية الضخمة، لا سيما في مجال الصحة العامة، وأبحاث السرطان، والعلاج في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، إلى منافع جمة استفاد منها المواطنون في جميع أنحاء العالم”.
شاهدي الآن: شارلوت تيلبري تبوح لنا بأسرارها للحصول على بشرة مشرقة
نُشر للمرة الأولى على Vogue.com