تابعوا ڤوغ العربية

رامي قاضي مصمم أزياء لبناني يمتلك عقلية إبداعية أكسبته شهرة عالمية

بعدسة Nicholas Mastoras

لم يدخل المصمم رامي قاضي عالم الموضة بالصدفة، فالشغف بهذا المجال بدأ منذ سنوات الطفولة. ويقول قاضي: «منذ طفولتي، كنت أعلم دائمًا أنني أريد العمل في الموضة لأني كنت أهوى تجربة الألوان والأقمشة وحتى الأحذية. أحببت أن أكون مبدعًا وكنت أجد الموضة دائمًا مجالاً ملهمًا للتعبير عن الذات والإبداع». لم يلهمه أحد على وجه التحديد لاقتحام هذا العالم الوسيع، ولكنه كطفل كان يبحث دائمًا عن مصادر الإلهام والإبداع من اللوحات الفنية والألوان والطبيعة والأقمشة من حوله. وكانت هوايته المفضلة هي الأعمال اليدوية حتى أنه يصرح أنه لو لم يكن مصممًا، لود العمل في مجال مرتبط بالفن مثل عمل الخزف أو أي شيء فني ويدوي الصنع. ويقول: «كنت أقص وألصق مختلف الألوان والصور والأقمشة لعمل لوحات فنية للأفكار. ولكن كان لدي منظومة دعم رائعة تدفعني لتحقيق ما أصبو إليه، وأبرزها والدتي». ويضيف: «كمصمم أزياء لبناني لطالما أعجبني إيلي صعب، المصمم العظيم الذي أبرز المصممين اللبنانيين وقدراتهم وجعلهم معروفين على الساحة الدولية. وساهم في صنع اسم مرموق لجميع المصممين اللبنانيين عبر إظهار قدرتهم على الابتكار وبراعتهم الفنية للعالم».

بعدسة Nicholas Mastoras

أما المسيرة الفعلية لقاضي فبدأت عام ٢٠١١ حيث أطلق المصمم الشاب صالة عرض خاصة به، وافتتح أول أتيلييه له في قلب بيروت، ليغدو مكانًا يقدم من خلاله إبداعاته من الأزياء الراقية ويصنع قطعًا فريدة وملفتة.

في عام ٢٠١٤ حلّق قاضي في سماء عاصمة الرقي باريس فبدأ عرض مجموعاته خلال أسابيع الموضة الرسمية، ليقدم أول عرض أزياء للدار خلال أسبوع الموضة في باريس في يناير 2019.

من داره الخاصة للأزياء الراقية في مدينة بيروت اللبنانية إلى العالم، يصمم قاضي فساتين السهرة وفساتين الزفاف. واليوم، تلاقي أعماله إعجاب أشهر النجمات على السجادة الحمراء كمهرجان كان السينمائي أو مهرجان البندقية السينمائي.

اختير قاضي كسفير النوايا الحسنة للأزياء المستدامة في غرب آسيا ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة وعن هذا يقول: «الاستدامة هي جزء من هوية مشغلنا. وأبحث دائمًا عن سبل لتعزيز السلوكيات المسؤولة فيما يتعلق بعالم الموضة والأزياء، حيث أصبح الإنتاج المستدام موضوعًا متكررًا في كل مجموعاتي للأزياء، وهو ما يتجلى من خلال استعمال البلاستيك المعاد تدويره في الفساتين، وإعادة استخدام الأقمشة، واختيار الخامات التي تعتمد على مصادر تراعي الجوانب الأخلاقية».

بعدسة Nicholas Mastoras

لكل قطعة يصممها قاضي مصدر إلهام يطوره إلى رؤية للأزياء تضع أساس الاسكتش الذي يرسمه ويحدده ثم يتخيل القصة التي سترويها هذه القطعة ومن هنا يبدأ اختيار الألوان والتطريز والتصميم والأقمشة التي تناسب قصة كل قطعة. ويقول «أؤمن بأن الإلهام يمكن أن يأتي من أي شيء، حتى في أسوأ اللحظات. لن أقول إن هناك أماكن معينة تلهمني، فأنا أحاول البحث عن الإلهام حولي». وبعد الانتهاء من التصميم، يحوّل قاضي وفريق عمله الإبداع إلى حقيقة بعملية حرفية يدوية دقيقة وتعاونية. ويقول: «لا يوجد حدود للإبداع والبراعة الفنية. فأنا أجد دائمًا قصة أرويها عبر كل قطعة».

لا يكف قاضي عن العمل والتحدي ويقول: «كل موسم وكل مجموعة وكل تعاون هو بمثابة تحد جديد بالنسبة لي، حيث أريد دومًا التفوق على إنجازاتي السابقة من خلال تحقيق مستويات جديدة من الإبداع والبراعة الفنية». وهذا ما يجعل تصاميمه فريدة من نوعها إذ يقول: «أتخيل كل قطعة منها كتحفة فنية وعمل فني قائم بذاته يمكن أن تتوارثه الأجيال كإبداع فني ثمين». ويقول قاضي إن أكثر فستان أبدعه لعميلة لترتديه في إيبيزا كان فستانًا يضيء في الظلام بخامات عاكسة وريش مع عناصر تمثل الشاكرات (مفهوم في الثقافة الهندية).

بعدسة Nicholas Mastoras

جميع النجمات اللواتي ارتدين تصاميم رامي قاضي لهن مكانة مميزة في تاريخ الدار، ويقول: «من دواعي سروري دائمًا أن ترتدي الأسماء العربية والعالمية الشهيرة إبداعاتي. وأعتبر ميريام فارس تميمة حظ لي، لأن أجمل لحظة في مسيرتي هي من صنعتها ونعمل باستمرار معًا في كل ظهور لها». كما أنّه حريص على إعطاء كل امرأة ما تحب ويؤكد أن الفرق بين المستهلكات في منطقة الشرق والمستهلكات في الغرب يعتمد بشكل أساسي على التقاليد والثقافات المنتشرة بكل منطقة، والتي تفرض بدورها الاختلاف في ذوق الأزياء ومستوى الاحتشام في القطع التي ترتديها المستهلكات فيها.

في ٢٠٢١، احتفلت الدار بمرور 10 سنوات على تأسيس العلامة ويقول قاضي عن هذه المناسبة: «بعد عشر سنوات من العمل الجاد والابتكار، أشعر بالفخر بمدى النجاح الذي بلغته علامتنا، ولكن بمرور الوقت، تظهر مصادر جديدة للإلهام والإبداع، ما يدفعني إلى نقل علامة رامي قاضي إلى مجالات فنية جديدة». ويضيف: «أنا راض عن كل ما حققناه وكل ما صنعناه، ولكننا لن نتوقف عند هذا الحد، بل ستستمر مسيرة العلامة لبلوغ آفاق جديدة وخوض عوالم أخرى».

بعدسة Nicholas Mastoras

وبالفعل دخل قاضي في مستهل عام ٢٠٢٢ غمار الموضة الرقمية بإدخال مجموعاته الراقية في عالم الميتاڤيرس، وهي أول مجموعة يتم إطلاقها بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) بالمنطقة. لم يكن التعمق في عالم الميتاڤيرس بالمهمة السهلة، إذ الموضة الرقمية لا تزال مجالاً جديدًا نسبيًا ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبالرغم من التحديات نجح قاضي بهذه المهمة. وبالنسبة له سوف يشكل العالم الافتراضي جزءًا كبيرًا من مستقبلنا وعن المجموعة هذا يقول: «في إطار سعيي لفهم طريقة العقل الرقمي في تعريف جمالنا، مزجت علامة «رامي قاضي» بين العالمين الفعلي والرقمي من خلال استخدام خوارزميات الكمبيوتر. وقد قامت هذه الخوارزمية بحساب العناصر المميزة لإبداعات رامي قاضي لإنتاج مجموعة تتألف من 120 صورة غير مسبوقة ومبتكرة من الصور القائمة على الرموز غير القابلة للاستبدال، والتي شكلت بدورها الأساس الذي بنيت عليه مجموعة Lucid Algorithms الفعلية لربيع وصيف ٢٠٢٢». فتستهدف مجموعة للرموز غير القابلة للاستبدال عاشقات الفن والموضة المهتمات بأن يصبحن من هواة جمع التحف الفنية الخالدة. وهي أيضًا موجهة للعميلات اللواتي استثمرن في المشاركة في الرحلات الإبداعية المختلفة للدار. وعن امرأة «رامي قاضي» يقول: «جريئة، وعصرية، وحرة، وقوية، وواثقة من نفسها، وتقدر الأزياء الجديدة».

بعدسة Nicholas Mastoras

آخر عروض رامي قاضي كانت خلال أسبوع الموضة في أثينا حيث اختتمت العلامة الدورة الثلاثين لأسبوع المصممين الحصري كضيفة شرف في المدينة اليونانية. وقد أقيم هذا الحدث في زابيون ميغارون، أحد المواقع الأثرية الوطنية المحلية البارزة في الحضارة الإغريقية، يوم 13 أبريل، بعرض للأزياء الراقية شمل 43 فستانًا من مجموعة الأزياء الراقية من دار «رامي قاضي» لربيع وصيف 2022 التي تحمل عنوان Lucid Algorithms. كما قدم العرض تصاميم جديدة من الأزياء الراقية التي لم تظهر من قبل كقطع حصرية مخصصة مصنوعة يدويًا، تتبع موضوع الألوان الجريئة والإيقاعات المتناقضة. وقد كانت الدورة الثلاثين من أسبوع المصممين تدعم مركز الحقوق والمساواة بين الجنسين «DIOTIMA»، وركزت على التنوع والمساواة وتمكين المرأة والحب لأن الموضة هي حجر الزاوية في التعبير عن التنوع. وقد أفسحت مجموعة Lucid Algorithms مجالًا لنوع جديد تمامًا من التصاميم، حيث تفتح الألوان الجسور بين المواسم والعوالم والحقائق وتوسع من تفرد مفهوم البراعة أو savoir-faire.

بعيدًا عن التصميم يحاول قاضي الموازنة بين قضاء الوقت مع نفسه وأصدقائه وأسرته. يحب لبنان ويقول: «حبي لبلدي لا يتوقف أبدًا، مهما كانت الصعوبات التي تحملناها. خلال الأزمة الحالية في لبنان، والمستمرة منذ حوالي عامين، تعلمت المثابرة أكثر من أي وقت مضى في مواجهة جميع التحديات والعقبات. من خلال التمسك بلبنان وسحر الشعب اللبناني، صرت أجتهد أكثر من أجل رد الجميل لبلدي وشعبه والارتقاء بهما، فبدون دعمهما، لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه الآن». ويضيف: «بعد الانفجار، شعرنا جميعًا بجروح عميقة، ولا أعتقد أن أي شخص يمكن أن ينسى الألم الذي عانينا منه لرؤية شعبنا وبلدنا ينهاران أمام أعيننا. لكن هذه المأساة جعلتنا نريد أن نقاتل من أجل بلدنا أكثر وأن نساند بعضنا البعض لأن لبنان ومواطنيه يستحقان الأفضل».

يعمل قاضي حاليًا على تجهيز مجموعته القادمة للخريف والشتاء، كما يأمل تنفيذ المزيد من المشروعات في العالم الرقمي. وهو الذي ينصح مصممي المستقبل في سياق اليوم التكيف مع التغيرات السريعة في العالم والتي تركز بشكل أساسي على تحويل عالمنا إلى العالم الذي نستحق

 

اقرئي ايضاً : عدد يوليو وأغسطس 2022 من ڤوغ العربية يتغنّى باللون الوردي، ويحتفي بالعلاقات الممتدة لقرون بين الهند والشرق الأوسط، ويزدان غلافه بصورة ساواي بادماناب سينغ مهراجا جايبور

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع