نحتفل هذا الشهر بعامنا السادس بغلاف مميّز تتصدّره واحدة من أحبّ العارضات الشهيرات في العالم العربي، وهي سيندي كروفورد. والتعاون مع أيقونة الموضة هذه أمر مثير للغاية وبرهان على التأثير العالمي الذي تحظى به ڤوغ العربية، كما يشير إلى خطوة أخرى نحو صناعة موضة ينبغي أن تكون أكثر تنوّعًا. وفي هذا السياق، نقدّم خلال شهر مارس الجاري عدة موضوعات تركِّز على نساء من مختلف الأجيال والأعراق وبمختلف أنواع الأجسام ومن خلفيات ثقافية مختلفة. وتروي كروفورد، البالغة من العمر 57 عامًا، للصحفية السورية الأمريكية هالة غوراني في حوار الغلاف (ص 152) قائلةً: «ما لا أريد القيام به هو تأييد تلك الرسالة التي تقول للمرأة في عُمْر معيّن: ’عليكِ التوقّف الآن‘. لِمَ هذا؟ لا أؤمن بوجود موسم للاختفاء عن الأنظار».
وعلى ذكر النظر، فإن هذا العدد المميّز جدًا يزخر بالفنون الرائعة والموضة التي تم إنتاجها في العالم العربي. ومن أحبّ جلسات التصوير إلى نفسي تلك التي تستعرضها صفحة 186 وتحتفي بالفنان البحريني الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، والذي التقيتُه قبل عدة سنوات عندما انتقلتُ إلى الشرق الأوسط للعمل لدى إحدى المطبوعات المتخصصة في التصميم. وكانت زيارة المركز الفني الخاص بالشيخ راشد الشهر الماضي، الذي يقع في منزل سبق له العيش فيه مع والدته وبناه حاكم البحرين لزوجته الشيخة عائشة بنت راشد آل خليفة، بمثابة دفعة حقيقية للإبداع. ولأنه محاط بلوحات الشيخ الخاصة عن الزهور، كان هذا المنزل نقطة البداية المثالية لموضوع تحريري يحتفل بهوس الموضة المحموم بالزهور.
وبينما يبدو هذا العدد مفعمًا بالإشراق والتفاؤل، فإنه يدعوكم أيضًا للتفكّر في موضوعين جسيمين حدثا قرب الديار. أولهما نستعرضه في صفحة 238، حيث نتناول بالتحليل علاقة المنطقة حاليًا ببرامج الواقع التي تصوِّر الحياة في الشرق الأوسط على أنها تتسم بالبهرجة والسطحية، واستجلاب القوالب الغربية التي لا تصوّر دائمًا واقع أغلب جوانب حياتنا. وفي هذا الإطار، تؤكد الاختصاصية النفسية الدكتورة ديانا شايب هوري قائلةً: «تركّز برامج عديدة على الثروة والسلطة والنجاح المرتبط بالممتلكات المادية والسلوك الاستهلاكي والتنافسية والغيرة والجمال… إن الترويج للنجاح والثروة على أنهما هدف ومفتاح للسعادة دون الحديث عن الصعوبات والتحديّات يمكن أن يكون مصدرًا للإحباط أكثر من التمكين والإلهام». وفي رأيي الشخصي، لا أعترض على هذه البرامج ومشاهدتها من وقت لآخر للترويح عن النفس، ولكن من المهم أيضًا فهم تأثيرها الحقيقي.
وثانيهما أن تركيا وسوريا ولبنان تعرضت في فبراير الماضي لزلزال مدمّر أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص فضلاً عن تشريد أعداد تفوق ذلك. وربما شاهدتم على حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي أننا نتبرع بكل أرباح بيع عدد فبراير من ڤوغ العربية في منافذ البيع إلى إحدى المنظمات التي تدعم الناجين من الزلازل المدمّرة. ولزيادة التوعية بهذه الكارثة وحثًّا لمجتمعنا بالكامل على دعم المتأثرين بها، فإننا ندعوكم لقراءة القصة المثيرة للمشاعر لثلاث أخوات شابات ظللن 18 ساعة تحت الأنقاض قبل إخراجهن باستعمال أحبال امتدت عبر فتحة ضيّقة للغاية. «لقد تعلمنا كيف نتمسك بالأمل وأن نمنحه كذلك لمَن لا يزالون بائسين»، هكذا أوضحت الأخوات جودي وجولي وسيدرة، واللواتي قمنا بتصويرهن في منطقة القبو حيث كان منزل عائلتهن مقامًا. وأضفن: «بعد هذه التجربة الصعبة، نرجو أن يحب الناس بعضهم بعضًا أكثر، وأن يتراحموا فيما بينهم. نريد لأصواتنا أن تصل إلى العالم».