كان فستاناً كلاسيكياً دون أكمام مع تنورة ضخمة، عدا أن تلك التنورة المصنوعة من التول قسّمت إلى جزأي لتظهر كتنانير راقصات الباليه بالجزء العلوي، وتترك فجوة فارغة بين الجزأين لتظهر براعة ولمسة مرحة من ثنائي التصميم الهولندي ڤيكتور هورستنغ آند رولف سنورن لعام 2010 .
بعد أن عرف بمعارضه الدراميّة المصحوبه بحفلات تمد فيها السجادة الحمراء ويحضرها أبرز مشاهير العالم، ركز متحف متروبوليتان الأخير على القطع المبتكرة وأهميتها في عالم الموضة وأقيم تحت عنوان “Masterworks: Unpacking Fashion”.
يضم المعرض 60 قطعة فريدة منذ القرن الثامن عشر وحتى اليوم، من ضمنها فستان أخضر حريري من بالنسياغا لعام 1967، بدا متماسكاً بذيله الطويل وتصميمه الأنيق كما لو أنه مسحور. وقد وصفته الأمينه المساعدة لمعهد الأزياء التابع للمتحف جيسيكا ريغان بمثال حي لأعمال كريستوبال بالنسياغا، إذ يظهر تمكنه من التعامل مع الأقمشة.
كما كانت هناك معروضات أخرى تقف إحداها في مواجهة الأخرى، كفستان زاندرا رودي المقطّع من عام 1977الذي يظهر أسلوب البانك اللندني إلى جانب فستان الدبابيس من جياني فيرساتشي لعام 1994 الذي صنع مجدداً ليعرض في المتحف.
وبدعم من رئيس القيمين على معهد الأزياء آندرو بولتن، كُرّم هارولد كودا الأمين العام للمتحف الذي تقاعد من منصبه الذي شغله لمدة 15 عاماً في يناير2016. وقدّمت تصاميم مثل فستان الدبابيس من فيرزاتشي تبرّعاً من الدار على شرفه. واستقبل المتحف كذلك تبرعات كبذلة شانيل الكلاسيكية التي تبرعت بها آنا وينتور رئيسة تحرير مجلة ڤوغ الأمريكيّة التي وضع اسمها أعلى باب معهد الأزياء. ولكن أبرز الهدايا التي عرضت تكريماً لكودا كانت من صنع صانع القبعات البريطاني الشهير فيليب تريسي، وهي قبّعة أخذت شكل زهرة الأوركيد، اكتملت بألوان ساحرة حتى كانت كأحد لوحات جورجيا أوكييف.
مالذي يجعل الأزياء تحفاً فنية؟ اختارت ريغان أن تعرض قطعاً دراميّة منفردة كتصميم بالنسياغا أو فستان آيريس فان هربن المصنوع من الساتان والتول مع البلاستيك الأسود لعام 2012-13 .
وتوضّح ريغان اختياراتها بقولها: “بينما تنتقد الموضة على قصر عمرها؛ تظهر استجابتها السريعة للتغيير الذي يضمن أنه تعبير فوري لروح ذلك الوقت وانعكاس حيوي لظروف المجتمع والحضارة والسياسة وتحول المعايير الجماليّة.”
ومن بين التناقضات المتعمّدة كان تصميم حديث يظهر ضمن تصاميماً من القرن الثامن عشر، وهو فستان جون غاليانو الذي قدّمة لمجموعة ميزون مارجيلا آرتيزنال لخريف وشتاء 2016 بإلهام من مجموعة تخرّجه المسماة “Les Incroyables”. والهدف من ذلك دمج أزياء العصور المختلفة معاً وعرض الجذور التي تطوّر منها أسلوب غاليانو كذلك.
أو أن هناك اختلافاً درامياً كما ظهر في تصميم إيسي مياكي البلاستيكي من عام 1980-81 الذي نحت على هيئة جذع سيّدة. بينما قدّمت زميلتها المصممة اليابانيّة يوجي يماموتو تصميماً يشبه القفص صنع من الحرير الأسود لعام 2006-7.
وقد خدعت ببعض القطع المعروضة حيث أنني اعتقدت أن البذلة ذات الورك المحشي من القطع الكلاسيكيّة التي صنعت في خمسينيات القرن الماضي، ولكنها في الواقع مصنوعة في هذه الألفيّة من المصمم ديمنا فيساليا مصمم علامة فيتمو والمدير الإبداعي للدار التي أسسها كريستوبال بالنسياغا.
وربما يؤخذ خطئي هذا على محمل الجد من قبل المتحف، فكما يقول آندرو بولتن: “مهمتنا هي تقديم الأزياء كفنون حيّة، تساهم في تفسير التاريخ وتكون جزء حي من العمليّة التاريخية لتلهم الفنون اللاحقة.”
كان ذلك معرضاً متعمّقاً أكثر من العديد من المعارض الفقيرة فنيّاً، والتي تطلق على نفسها معارضاً لتاريخ الموضة حول العالم. قد يرى البعض طريقة العرض مملّة مقارنةً بالمعارض الدراميّة التي تقام في المتحف عادةً، ومع ذلك وجد المتحف لنتعلّم من الماضي وقد قدّمت ريغان خلال فترة رئاستها له عدد من المعلومات الهامة في إطار مبسّط.
”في معهد الأزياء التابع لمتحف متروبوليتان حتى الخامس من شهر فبراير 2017 (http://www.metmuseum.org/exhibitions/listings/2016/masterworks)