لا تزال الملكة الفرعونية نفرتيتي، التي حكمت مصر القديمة إلى جانب زوجها الفرعون أخناتون منذ قرابة 3500 عامٍ مضت، إحدى الأيقونات التاريخية الأكثر شهرةً على مستوى الشرق الأوسط. وإذ كانت تُعرف بجمالها الباهر، فقد كانت هذه الملكة تتمتع بدور فاعل جداً في الأوساط السياسية للبلاد، مقدمةً بذلك للعالم أجمع درساً قديماً في تمكين المرأة. وإن كان الغموض لا يزال يلفُّ موت الملكة، إلا أنَّ أسطورة نفرتيتي قد اتخذت بُعداً جديداً في بداية القرن العشرين، عندما عثر فريق ألماني للتنقيب عن الآثار بقيادة عالم المصريات لودفيج بورشاردت على تمثال نصفي ملوّن منحوت من حجر الكلس للملكة في تل العمارنة بمصر، وذلك بين أطلال مشغل نحات البلاط الملكي تحتمس. وقد وصف بورشاردت هذا التمثال بقوله: ’’أكثر قطعةٍ فنية مصرية تنبض بالحياة‘‘.
وريهانا واحدة من مبدعين كثيرين -من مصممي الأزياء إلى نجوم صناعة الترفيه- ما زالوا يستقون الإلهام من تلك الشخصية التاريخية التي يعني اسمها: ’’امرأة جميلة قد أتت‘‘. وارتقت نجمة الترفيه ورائدة الأعمال هذه بإعجابها بالملكة الفرعونية تلك إلى مستوىً جديد عندما وشمت صورة لتمثال نفرتيتي على جسمها. ومن البديهي إذاً أن تكون ملكة الأزمنة الغابرة مصدر إلهام جلسة تصوير غلاف عدد نوڤمبر من ڤوغ العربية الذي تتصدره النجمة ريهانا.
وقد شعرت ريهانا، التي تنخرط إبداعياً بشدة في جميع مشاريعها -من ألبوماتها الموسيقية الحائزة على جوائز عديدة إلى مشاريعها التعاونية مع داريّ شوبارد وبوما- بالراحة مع المفهوم الفرعوني لجلسة التصوير، مبرهنةً مرةً أخرى أنها إحدى نجمات الموضة الأكثر جرأةً وإقداماً على المجازفة.
ولدى وصولها إلى جناحنا الفندقي في العاصمة البريطانية لندن للتحضير لجلسة التصوير، بدت النجمة مسترخيةً ورائعةً في سترتها الفضفاضة من ڤيتمان التي ارتدتها مع شورت وحذاء رياضي خفيف. وكان قسم من شعرها الأملس الطويل مغطىً بقبعة، بينما أظافرها مطلية باللون الأصفر، ما استحضر إلى الأذهان فستان غو بي اللافت الذي ارتدته في حفل ميت غالا عام 2015. وعندما اقتربت من الخزانة التي احتوت الأزياء المقرَّر أن ترتديها: فستان مطرَّز من ألكسندر مكوين مع كنزة ذات قبعة من برادا ومعطف من بالنسياغا، هتفت بشغف: ’’أعشقها‘‘. ولكن ماذا عن معطف غوتشي المَطَري الملون بطبعة أفعى البايثون؟ ’’إنه مثالي، أنا متحمسة لارتدائه، فأنا فتاةٌ تعشق الموضة‘‘، كان هذا ردها.
وفضلاً عن كونها شخصاً عصرياً للغاية، فقد اكتسحت أخبار ريهانا العالمَ بفضل حسّها القوي في مجال الأعمال عندما قامت بإطلاق خط مستحضرات التجميل الخاص بها تحت اسم فينتي بيوتي، حيث تحتفي المجموعة التي سُمِّيت تيمناً بكنيتها (روبن ريهانا فينتي) بالتنوع والقيم التي لطالما صرَّحت بها المغنية. ومنذ إطلاق أول أغنية منفردة لها ’’Pon de Replay‘‘ عام 2005، حطمت نجمة باربادوس الحسناء هذه العديد من الصور النمطية، مبرهنةً على أنَّه ليس من الضروري أن تكون جميع النجمات شقراوات ليكن فاتنات.
والآن يعد خط فينتي بيوتي هو من يسرق الأضواء لكونه شمولياً ويحتفي بجميع أنماط الجمال، وقالت مؤسسته: ’’أردت مستحضرات يمكن أن تقع في غرامها الفتيات من جميع ألوان البشرة‘‘، وأضافت: ’’في كلِّ منتجٍ بالمجموعة كنت أفكر أنه: ’لابد أن يكون هناك مستحضر للفتاة السمراء، ويجب أن يكون هناك مستحضر للفتاة ذات البشرة الفاتحة جداً‘‘. وتناسب المجموعة التي ضمت 91 منتجاً، بما فيها كريمات أساس ومصححات عيوب وملمعات شفاه، جميعَ ألوان البشرة، من السمراء إلى الشقراء، وقد نفدت كمياتها من الأسواق في لمح البصر.
وبالعودة إلى موقع التصوير، بدت المغنية وكأنها لا تُقهر، حيث وقفت بجانب تمثال نصفي معدني للملكة نفرتيتي أبدعه الفنان البريطاني داميان هيرست لمعرضه ’بينالي البندقية‘ الذي أقيم مؤخراً، واستعمل ملامح وجه ريهانا كمصدرٍ إلهامٍ لهذه المنحوتة. وللارتقاء بجلسة التصوير إلى مستوىً جديد، طلبت ريهانا قطعة قماشٍ بيضاء حيث أرادت أن تلف نفسها بها جزئياً مثل مومياء. وبدلاً من انتظار المساعدة، تستعمل الكاميرا الخاصة بهاتفها النقال كمرآةٍ لها بينما تمرح وتلقي النكات مع أفراد الفريق. وعندما تقرِّب عينيها من العدسات، تبدو شرسة ومستعدة لمواصلة هيمنتها على ثقافة البوب المعاصرة مع أدائها لأغنية ’’Consideration‘‘ من ألبومها الناجح Anti إنتاج عام 2016 وتقول كلمات الأغنية: ’’I got to do things my own way, darling‘‘ (أي: عليَّ أن أقوم بالأمور على طريقتي الخاصة يا عزيزي).
طاقم العمل:
تصفيف الشعر: يوسف ويليامز
المكياج: إسامايا فرنش
العناية بالأظافر: جيني لونغورث
مساعدة الأزياء: كيتلين جونز
مساعدة تصفيف الشعر: نافيا وايت
مساعد المكياج: بورش بون
الإنتاج: ماد بروداكشنز مع شكر خاص لفندق مي لندن أوتيل