كان خوض غمار صناعة الأزياء حلماً يراود المصمم اللبناني سعيد قبيسي منذ الطفولة، “كان والدي يمتلك متجراً لفساتين السهرات، وكنت أقدّم النصائح لزبونات المتجر خلال أوقات فراغي في أيّام المراهقة.” هذه هي الخطوات الأولى لهذا المصمم الموهوب، وقد انطلق منها ليؤسس علامة أزياء تحمل اسمه في عام 2002، ويقدّم عبرها مجموعات من فساتين السهرات وأزياء العروس.
قدّم سعيد قبيسي مجموعة الأزياء الراقية لخريف 2017، بإلهامٍ من أسطورة مدينة أتلانتس الغارقة في أعماق المحيط الأطلسي البارد، فتزيّنت تفاصيلها بالتطريزات التي صوّرت حكايا خياليّة تتغنى بها حوريات البحر، وظهر بعضها مشابهاً لحراشف الأسماك، بينما جاء البعض الآخر بشكل النجوم والمخلوقات البحريّة. وانتهت هذه اللوحة التي رسمها المصمم من خلال مجموعته الخريفيّة بالألوان التي تدّرجت لتحكي مراحل مختلفة في أسطورة الجزيرة المفقودة، بدايةً من لون الشمس والرمال الذهبيّة، وألوان الأمواج القاتمة التي أغرقت هذه الجزيرة في أعماق المحيط، وانتهاءً بشروق الشمس من جديد، لتتحوّل الألوان الداكنة إلى درجاتٍ مشرقة وتزدان تفاصيلها باللؤلؤ والكريستال البرّاق، ويقول قبيسي واصفاً مجموعته الخريفيّة: “يروي كل فستان في هذه المجموعة قصّة تكتمل في النهاية بفستان العروس الأبيض، الذي يصوّر جوهرها ويعطيها الاسم الذي استحقّته “همسات البحر”.
في السطور التالية حوار المصمم مع ڤوغ العربيّة، واضغطي هنا لتطّلعي على تفاصيل هذه المجموعة كاملة.
صف السيّدة التي ترتدي تصاميم سعيد قبيسي؟
هي سيّدة واثقة، تحب الاعتناء بنفسها، كما أنها أنثى حساسة. تسعى لإظهار ما تحبّه من تفاصيل جسمها بدلاً من أن تبذل جهدها لإخفاء أجزاء أخرى، كما أنها لا تخشى من أن تضع بصمتها حيثما ذهبت، ولا يمكن أن تعبر دون أن تكون محط الأنظار.
ماهي بصمتك التي يمكن أن نشاهدها في جميع تصاميمك؟
الفساتين ذات الألوان البنية الخفيفة، والياقات العالية، والتلاعب بالأحجام، بالإضافة إلى لمساتٍ من اللون الذهبي والعاجي.
ماهو أكبر انجازاتك في هذا المجال؟
سأحقق أكبر إنجازاتي في المستقبل، وسأعلن عنه قريباً.
ماذا يخبئ المستقبل لصناعة الأزياء الراقية، برأيك؟
أرى أن هذه الصناعة غير خاضعة لصيحات الموضة، بل تحوي إبداعات خالدة صنعت على أيدي حرفيين مهرة، توحّد عالميّ الموضة والخيال، ولم تُصنع بالضرورة ليتم استهلاكها. ومع ذلك أجد أن هذا الفن يواجه خطر الاندثار وهو بحاجة لأن يعاد إنعاشه من جديد.
تنتشر المجموعات عالميّاً، وينسى أمرها في اليوم التالي بفضل التغطيات الإعلاميّة السريعة. كما أن زيادة السرعة الاستهلاكيّة من التحديات التي تواجه صناعة الأزياء الراقية، لأن عمق التفاصيل في هذه القطع لا يمكن أن يعطى حقّه من التقدير على الفور. من جهةٍ أخرى أرى أن مفهوم “صيحات الموضة” يفقد أهميّته في الفترة الأخيرة، لتحل محلّة فكرة “الأسلوب الشخصي”، التي باتت تلقى زخماً كبيراً بفضل الإنترنت.
حدّثنا عن آخر كتاب قرأته.
أتمنى لو كان لدي مزيد من الوقت للقراءة، تصفّحت مؤخراً كتاب Rest للكاتب أليكس سو-جونغ كيم بانغ، وهو عن إنجاز قدر أكبر من الأعمال في وقتٍ أقل. ففي حياتنا يمكن أن نعرّف الراحة بغياب العمل، لكن في هذا الكتاب يوضّح الكاتب مفهوم “أنشطة الراحة”، مما يعني القيام بالنشاطات الفعّالة في أوقات الراحة. إذ أن غياب هذه الأوقات يحدّ من قدرتنا على الإبداع واستعادة النشاط. لذلك سأعمل على إضافة أوقات الراحة إلى جدول أعمالي.
ما نوع الموسيقى التي تستمع إليها أثناء العمل؟
تعدّ الموسيقى جزءاً من الروتين اليومي داخل الأتلييه، فهي لا تتوقف طوال اليوم. نبدأها في الصباح الباكر مع أغاني فيروز، ثم ننتقل إلى موسيقى عصر الباروك التي في اعتقادي تساهم في تنشّيط الجانب الإبداعي في الدماغ، كما أستمتع بالاستماع إلى الموسيقى التقليديّة من كافة أنحاء العالم.
بعد الظهيرة تبدأ فقرة ما يطلبه المستمعون بأغان من موسيقى الجاز والروك الهادئ من اختيار فريق العمل.
صف البقعة المفضّلة لديك للعمل داخل الأتلييه الخاص بك؟
هي بلا شك غرفة الأستوديو، حيث تحيطني لوحات الإلهام وعيّنات الأقمشة والألوان والاكسسوارات، بالإضافة إلى فريق متفانٍ من المنسّقين.
من هو مصوّر الأزياء المفضّل لديك؟
أرى أن لدى كلّ مصوّر أو مصوّرة نظرة خاصّة فيما يخص العلامة وتاريخها، لذلك يصعب علىّ أن أحدد الأفضل بينهم. ومع ذلك، أجد العديد من المصوّرين العرب انطلقوا بموهبتهم إلى العالميّة، وأميل إلى تشجيعهم بأن أولي إليهم مشاريعي.
أين تذهب بحثاً عن الإلهام في بيروت؟
بصراحة، الأتلييه الخاص بي.
أين ترى علامة سعيد قبيسي خلال الخمس سنوات المقبلة؟
تخضع وتيرة عالم الموضة لتغيّرات إجبارية، إذ يرغب العملاء بالوصول إلى المجموعات الجديدة بشكلٍ فوري، وضمن نطاق أسعارٍ يمكنهم تحمّلها. وعلينا أن نتكيّف مع هذه السرعة كما تكيّفنا مع الانفتاح الإعلامي. فنحن نرغب في أن نكون أقرب إلى زبوناتنا، ونلبّي احتياج السيّدة الراقية بسرعة كافيه دون أن نفقد لمستنا الخاصة، لذلك، نأمل أن نفتتح متاجر خاصة بعلامة سعيد قبيسي في أكبر 5 مدن عالميّة خلال السنوات المقبلة.
للحصول على أحد هذه الفساتين الخلابة، يمكنكم التواصل مع علامة سعيد قبيسي على عنوان البريد الإلكتروني التالي: contact@saiid-kobeisy.com