ستجدون من استديوهات التصميم لدى تشكيل في دبي مشغل مصممة المجوهرات زليخة بنيمان، بينما تشرق الشمس وتعمل الأشجار على حماية منطقة عملها كالمظلة لتنتج أجمل قطع المجوهرات الثمينة، وتقول لمجلة ڤوغ العربيّة: “أرفض العمل في أي مكان غير مكاني تحت هذه الشجرة، هذا شرط صعب ولكن أجد أن هذه الشجرة تلهمني بتساقط أوراقها على مكتبي في هذا الوقت من العام، أو عندما تغطيها الزهور بالكامل في فصل الربيع”.
ولدت زليخة في لندن من أم لبنانية وأب أمريكي، وقد يكون اسمها قد مر على آذانكم في فترة سابقة إذ أنها شقيقة المغني الشهير مايكا. نشأت زليخة في لندن وبعد أن أكملت دراسة الثانويّة العامة انتقلت إلى بكين لتتعلم لغة الماندرين الصينيّة وتدرس الطريقة الفرنسيّة القديمة في قص الباترونات، والخياطة والثنيات وحتى فن المشدات.
انتقلت بعد ذلك إلى لندن لتكمل تعليمها في تصميم المجوهرات في كلية سانت مارتن، وقد فهمت هذا المجال بشكل أكبر بعد أن عملت لدى صائغين محترفين في لندن أمثال هانا مارتن وآليس سيكوليني، وعملت مع كريستيان لوبوتان على تصميم قلائد أحمر الشفاه لمجموعة المكياج التي أطلقها. ودفعتها روح التفاؤل والحماس المنتشرة في دبي على أن تشد الرحال من جديد لتنتقل إلى إمارات العربيّة المتحدة وتنشئ علامة مجوهرات تحمل اسمها.
وتصف بنيمان مجوهراتها التي من المقرر أن تصدر قريباً بقولها: “معاصرة، جريئة، رقيقة، وقويّة”، ولمجموعتها الأولى اختارت بنيمان اسم Hereafter وقد أخذت الفكرة من الحكايات والتمائم لتصوّر مجموعتها قائلة: “بدأت الفكرة من رحلتي إلى نيبال، حيث فتنت بطريقة تداخل المجوهرات في الطقوس الشعائريّة، فهناك أخذتني المجوهرات لبعد آخر، وأدركت فجأة تأثيرها العميق على الناس والمجتمع”.
جاءت كل قطعة من هذه المجموعة مبهرة بحد ذاتها، حيث صنعت من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، وأضيفت لها ألياف الذهب والحرير، كما ضم كل تصميم عدة أشكال، منها خواتم تفتح وتغلق لتشكّل قلائد ناعمة، وعقود يمكن أن يتضاعف حجمها لتكشف عن مجموعة من الألوان والزخارف المفصّلة، وتقول زليخة: “أحب أن أكشف الطبيعة الثانويّة للمجوهرات، فخذي الحرز أو التميمة على سبيل المثال، هي قطعة شخصيّة جداً ولكنها ظاهرة لجميع الناس”.
أما عن أسلوبها في التصميم فتقول زليخة: “أميل نحو الانسجام والتوازن، وسأقضي في التصميم فترة طويلة حتى أصل لما يرضيني، كما أني أحب البساطة” قد يكون ذلك مفاجئ إذ جاءت تصاميمها متشابكة وبتفاصيل ميكانيكيّة معقّدة تتطلب حركات مزدوجة فتقول: “من المفارقات أن تصاميمي تبدو معقّدة، ولكن إن نظرت لكل قطعة بمفردها فستجدينها بسيطة للغاية وضروريّة كذلك”.
تعتزم بنيمان على إنشاء علامة ناجحة وتعتمد على أصدقائها في المنطقة في تقديم العون “أنا محظوظة كوني محاطة بالعديد من الأشخاص الأنيقين، وأفكر بهم بينما أعمل على التصاميم، فإن صنعت شيئاً لا يناسب من هم حولي، يستحيل أن أقوم بتقديمه ضمن المجموعة”.