تابعوا ڤوغ العربية

عارضات عربيات يتخطّين الحواجز لتغيير وجه عالم الموضة

نعمت علوي بك في صورة نُشرت على صفحات ڤوغ عام 1929، مرتديةً فستاناً مزيناً بالمرايا بينما تغطي رأسها بغطاء من تصميم لوسيان ليلونغ

نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2018 من ڤوغ العربية.

كانت نعمت علوي بك، الحسناء التركية ذات الأصول الشركسية ونجمة المجتمع المخملي آنذاك، أول عارضة شرقية تظهر على صفحات مجلة ڤوغ الأمريكية، عام 1929. وقفت نعمت، التي تزوجت مصرياً واسع الثراء وأحد أقطاب هيئة السكك الحديدية، أمام عدسات المصوّرين لي ميلر ومان راي. وقد أثارت ملامحها المتناسقة الإعجاب حتى إنها وُصفت بـ”الوجه الفرعوني الذي يماثل وجوه التماثيل المصرية الملكية”. ولكن، لم يُقدّر لنعمت التي لُقّبت بـ”الشركسية الجميلة” أن تستمر طويلاً في هذا المجال؛ إذ أقدمت على الانتحار عندما علمت بخيانة زوجها لها. ولم تكن هذه المأساة أو الفضيحة التي أودت بحياة أول عارضة شرقية بدايةً مشجعة للاستعانة بمزيد من العارضات الشرقيات. لذا مرّ أكثر من ثلاثين عاماً دون أن تظهر عارضة عربية من جديد على صفحات ڤوغ.

وبالطبع، لا يمكن اعتبار عائشة الغزاوي بنهيمة عارضةَ أزياء بأي حال؛ فقد كانت زوجة سفير المغرب لدى الأمم المتحدة. وبسبب ظهورها المتكرر في أرقى المناسبات بنيويورك، لفتت سريعاً أنظار محررة الموضة الشهيرة ديانا ڤريلاند، والتي أرسلت ريتشارد أڤيدون لتصويرها. وأبرزت الصورُ الجانبية التي التُقِطَت للغزاوي: عينيها اللوزيتين الواسعتين، والمؤطرتين بقوسين من الحواجب الكثيفة والمشذبة بعناية. أما أسلوب أزيائها فيمكن أن نصفه اليوم بـ”المحافظ”، ولكنه بالغ الفخامة؛ فلم تُظهر الصور شعرها، حيث اعتمرت عمامة أخفت خصلاته. وكان عنقها مغطى بالأقمشة الموشاة وبسلاسل لؤلؤية. وتتذكر عائشة جلسة التصوير تلك وتقول: “عملت كل شيء بنفسي”. ولكنها استعانت في رسم عينيها المزيّنتين بالكُحل الدخاني بخبرات صالون كاريتا في باريس. ونمّ أسلوبها في اختيار الأزياء عن طبيعتها إلى حد كبير؛ فقد ارتدت قفاطين مغربية صُنعت خصيصاً من أجلها، مع فساتين من ديور، وبذلات من سان لوران كانت وما تزال حتى اليوم خيارها الثاني في حياتها العادية. وحين شاهد بابلو بيكاسو صور أڤيدون أعجب بها أيما إعجاب، ولم يتردد في الاتصال برئيس التحرير آنذاك، ألكسندر ليبرمان، ليطلب منه التعرف إلى عائشة، فقد انتابته رغبة أن يرسمها بفرشاته. وللأسف، لم يتسن له ذلك، فلم يتمكنا من الذهاب إلى جزيرة إسكيا في إيطاليا، المكان الذي أراد أن يرسمها فيه بعدما اُستدعي زوجها للتحدث نيابةً عن الدول العربية خلال حرب عام 1967. ولكن ظل أثر جمال وجهها “الغريب” ماثلاً في الأذهان. وسرعان ما اتصلت بها مجلة هاوس آند غاردن لنشر موضوع عنها في صدر المجلة، وكان ذلك جديراً بأن يفتح الباب على مصراعيه أمام العارضات العربيات، إلا أن ما حدث في الواقع أن البقاع العربية والمغربية هي التي شهدت ازدهاراً لا عارضات هذا العهد.

 عائشة الغزاوي بنهيمة على صفحات مجلة ڤوغ الأمريكية، عام 1969

عائشة الغزاوي بنهيمة على صفحات مجلة ڤوغ الأمريكية، عام 1969

عُرف عن ديانا ڤريلاند بذخها الشديد في الإنفاق على تكاليف جلسات التصوير التي تجريها في البلدان البعيدة، والتي أجرت بعضها في العالم العربي. ويستفيض المصور فرانكو روبارتيللي في وصف التفويض المُطلق الذي منحته إياه لتنفيذ جلسات التصوير الإبداعية مع العارضة ڤيروشكا التي أظهرتها كملكة للنور في ليبيا. وتظل صورةُ تاليتا غيتي -الممثلة والعارضة التي اشتهرت بجمالها الغجري الأصيل، والتي التقطها لها باتريك ليتشفيلد على سطح بيتها في مراكش- الصورةَ الأكثر شهرة وتميُّزاً لهذه الشابة الثرية البائسة. ومؤخراً، نشرت ڤوغ الباريسية 62 صفحة حفلت بصور لأزياء تم التقاطها في مراكش لجلسة تصوير حملت عنوان “ڤوغ آه بورتيه” عام 2010. وقد ظهرت في هذه الصور مناظر طبيعية خلابة مثلت إغراءً كبيراً لهواة السفر والرحلات. وبالنسبة للمشاهدين من أبناء الغرب، فإن السماء الناصعة والبيوت المبنية بالطين التي تُخفي في أفنيتها جدراناً رائعة مغطاة بالفسيفساء تعطي إحساساً “مترفاً” بالسفر إلى الوراء والعودة إلى الماضي. ويبدو أن القوقازيين الأثرياء في العالم العربي يمكن أن يعود بهم الحنين إلى حب لون بشرة الشعوب التي استعمرتهم ويستخدمون أموالهم في تقليد أساليبهم، إلا أنهم فيما بين أنفسهم يحبون ارتداء الأزياء المحلية.

 ڤيروشكا في صحراء ليبيا بعدسة فرانكو روبارتيللي، عام 1967

ڤيروشكا في صحراء ليبيا بعدسة فرانكو روبارتيللي، عام 1967

 ڤيروشكا في صحراء ليبيا بعدسة فرانكو روبارتيللي، عام 1967

لكن أين العارضات العربيات؟ في الثمانينيات، تم اكتشاف العارضة الفرنسية من أصل جزائري فريدة خلفة وتعاون معها المصممان جان بول غوتييه وعز الدين عليّة، والمصور جان بول غود. وسطع نجمها سريعاً واستطاعت أن تحصل على لقب أول عارضة “أمازيغية” في عالم الموضة. ونافستها في هذا النجاح في ذلك الوقت التونسية عفاف جنيفان التي تنقلت بسهولة بين عملها كعارضة ومقدمة برامج تلفزيونية في بلدها الثاني إيطاليا. ولكننا لم نسمع حتى الآن عن عارضة من منطقة الخليج. يتذكر المصور الفرنسي جان بابتيست موندينو جلسة التصوير الشهيرة تلك والتي أجراها في التسعينيات وحملت عنوان “أنوثة و(بلا) حجاب”. ففي هذه الصور، ظهرت مجموعة من النساء يخفين وجوههن بالبراقع ويتشحن جميعاً بالسواد بينما يحملن حقائب يد فاخرة. ولكنه يقول: “لا يمكنني بأي حال تنفيذ مثل هذه الجلسة الآن. فأنا لا أرغب في استفزاز مشاعر الآخرين”.

 فريدة خلفة بعدسة جان بول غود في باريس، عام 1983

فريدة خلفة بعدسة جان بول غود في باريس، عام 1983

تتذكر المنتجة التونسية درة بوشوشة، والدة كنزة الفراتي: “عرضوا عليّ العمل كعارضة ولكني لم أفعل”. وتتوقف برهة عن الحديث دون أن تذكر السبب، بل وتغيّر الموضوع للحديث عن ابنتها. “عندما عُرض على كنزة أن تعمل كعارضة، واجهت معارضة من نساء العائلة. تساءلنا فيما بيننا: ’إنها ذكية للغاية، ما الذي يدفعها للعمل كعارضة؟‘”. وسرعان ما تحولت فراتي إلى رائدة بين نساء جيلها عندما أصبحت أول عارضة عربية تظهر على غلاف المجلة الأمريكية المتخصصة في بذلات السباحة سبورتس إلوستريتيد، سنة 2011. وتقول الفراتي: “غالباً ما يصاحب النجاح الذي تحققيه بوصفكِ “أول” امرأة ردود أفعال سلبية”. وتوضح: “عندما تم اختياري للظهور في هذا العدد، لم أكن أدرك ما سأواجهه على الصعيدين المهني والشخصي. لقد أصبحت هذه المجلة واجهة للثقافة الأمريكية؛ ولم أكن أعلم حجم شهرتها عالمياً. في البداية، لم أكن أرى نفسي رائدة، ولم أفكر أيضاً في أن مظهري سيكون مثيراً للجدل. فأنا على أي حال ظهرت من قبل في حملات دعائية كانت أكثر إظهاراً للمفاتن”. سرعان ما علمت فراتي أن ظهورها هذا أضحى حدثاً فريداً سواء في الغرب أو الشرق الأوسط. وتعقب قائلةً: “امرأة عربية مسلمة يمكن أن يُحتفى بها بسبب جسمها الرياضي وهويتها التي تتحدى الأفكار النمطية الغربية عن المرأة العربية وما يجب أو لا يجب أن تكون عليه. كما تتحدى أيضاً الأفكار النمطية السائدة في بلدي تونس والشرق الأوسط التي تهدف إلى وضع حدود أمام المرأة وإعاقتها عن إبراز شخصيتها أو الشخصية التي يجب أن تكون عليها والتعبير عن نفسها”. وتذكر أن المجلة صدرت بالتزامن مع قيام ثورات الربيع العربي. وتقول: “كانت لحظات نادرة وفريدة في التاريخ. فبعد سنوات من القمع، أحس الناس بأنه يمكنهم أن يقولوا ما يشاءون عن المرأة دون مجابهة أي تبعات. في نهاية المطاف، أرى اشتراكي في جلسة التصوير هذه حطم الحواجز وساعد في تغيير الأفكار النمطية السائدة في الغرب بينما عزز حق التعبير عن الذات وحرية الرأي في الشرق الأوسط”.

 كنزة الفراتي على صفحات عدد أكتوبر 2017 من ڤوغ العربية

كنزة الفراتي على صفحات عدد أكتوبر 2017 من ڤوغ العربية

في نفس العام، تصدرت إليزا صيدناوي، العارضة والممثلة المصرية والفرنسية والإيطالية، حملات دعائية لشانيل وميسوني، وجلسات تصوير في إصدارات مجلتيّ ڤوغ الأمريكية والإيطالية. والآن، بعدما أسست مراكز ثقافية لمساعدة الأطفال الفقراء في القرى الريفية المصرية، ازداد اهتمام الصحفيين العالميين الكبير بجذورها العربية. وفي هذه الآونة، ازدادت شهرة العارضات البرازيليات، وعلى رأسهن جيزيل بوندشين. كما وجدت العارضات السمراوات (أخيراً) موطأ قدم لهن على صعيد الموضة العالمية مع عدد يوليو 2008 من ڤوغ الإيطالية الذي استحوذن على جميع صفحاته. وفي السنوات الأخيرة، أصبحنا نشاهد كثيراً العارضات الآسيويات، تتصدرهن العارضة ليو ون؛ وهو أمر طبيعي بسبب تزايد عدد المشترين الصينيين الذين يجلسون في الصفوف الأمامية لعروض الأزياء فضلاً عن ملايين النساء اللواتي يمثلونهن. وتجدر الإشارة إلى أن ون هي أول عارضة آسيوية تشارك في عرض أزياء فيكتوريا سيكريت وتعيَّن وجهاً لعلامة إستي لودر. وفي عالم الجمال، تمكنت العارضات العربيات أيضاً من تخطّي الحواجز عندما نجحت التونسية هناء بن عبد السلام في أن تكون أول عارضة عربية يتم اختيارها وجهاً لعلامة لانكوم. وعندما انتشرت صورة هناء بملامحها الرقيقة وشعرها القصير حول العالم، لاحظ الغربيون سريعاً مدى التشابه بينها وبين العارضة الشهيرة إيزابيلا روسيليني. ولمن لديهم القدرة على قراءة ما بين السطور، يمكن تفسير سبب اختيارها على النحو التالي: هذه المرأة العربية لديها ملامح أوروبية؛ وهذا يؤهلها للنجاح. ولكن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وَلّد رغبة حقيقية في رؤية وجوه مختلفة وأعراق متنوعة على منصات العروض. لذا عندما ظهرت حليمة آدن، وهي امرأة محجبة، للمرة الأولى على غلاف أحد إصدارات مجلة ڤوغ –عدد يونيو 2017 من ڤوغ العربية– احتفى بها العالم وتصدرت عناوين المجلات. ومع ذلك، ورغم أنها تمثل النساء المسلمات، تبقى حقيقة أنها امرأة أمريكية من أصل صومالي وليست عارضة أزياء شرق أوسطية.

 هناء بن عبد السلام بعدسة توم مونرو على صفحات عدد أكتوبر 2017 من ڤوغ العربية

هناء بن عبد السلام بعدسة توم مونرو على صفحات عدد أكتوبر 2017 من ڤوغ العربية

وفيما يزدحم أسبوع كوبنهاغن للموضة بالعارضات الإسكندنافيات، تستعين دورات أسبوع الموضة العربي بعارضات أوروبا الشرقية خلال عروض الأزياء التي تقام تحت مظلتها. وتسافر الطائرات إلى تلك الدول لتعود محملة بالعارضات الشقراوات ذوات الأعين الزرقاء، مرتين كل عام. فحتى الآن، ليس لدينا عارضات سعوديات، أو إماراتيات، أو كويتيات، أو عُمانيات شهيرات للعمل في هذا المجال أو الظهور على هذه الصفحات. وقد ساهم تزايد شهرة النساء النافذات على مواقع التواصل اللواتي يعرضن الأزياء على سد هذه الفجوة العميقة في أسواق المنطقة – على الأقل على مواقع التواصل. ولكن هل تستطيع هؤلاء النساء النافذات الظهور على أغلفة ڤوغ بعيداً عن الحديث عن نشاطهن كنساء مؤثرات؟ هل يمكنهن النجاح كعارضات حقيقيات؟ هل يجب أن تستعين ڤوغ في جلسات التصوير التي تجريها بهؤلاء النافذات اللواتي اشتهرن بسبب أجهزة الآيفون؟ فرغم أن تسع عارضات بملامح عربية زيّنّ أغلفة ڤوغ العربية منذ صدورها حتى الآن – إيمان همّام (مرتين)، وحليمة آدن، جيجي وبيلا حديد، وفريدة خلفة، وعفاف جنيفان، وكنزة الفراتي، وهناء بن عبد السلام، ونورا عتّال – يظل عددهن أقل كثيراً من الأعداد المطلوبة، وهو الأمر الذي لاحظه المتابعون لحساب ڤوغ العربية @voguearabia وغيره من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى غلاف عدد مارس 2018، تتألق العارضة الأيقونية إيمان مع العارضة المصرية المغربية إيمان همّام، التي يتابعها نصف مليون متابع على انستقرام، وتروّج للتنوع العرقي العربي في هذه الصناعة لجمهورها على موقع التواصل. وعن ذلك تقول: “أرغب في أن أكون مثالاُ يُحتذى به للفتيات اليافعات اللواتي يعانين العنصرية بسبب ملامحهن أو لون بشرتهن”، مضيفةً: “عدد العارضات العربيات قليل. وبوصفي عارضة من شمال إفريقيا، أحاول فتح الأبواب لقدوم مزيد من الفتيات العربيات”.

Vogue Arabia Imaan Hammam

إيمان همّام ترتدي معطفاً وفستاناً من هيرميس. بعدسة باتريك ديمارشيلييه وتنسيق أزياء بول كاڤاكو على صفحات عدد أبريل 2017 من ڤوغ العربية

ولكن تظل رغبة الفتيات العربيات حقاً في اقتحام أبواب عالم الأزياء محل شك وقضية أخرى يجدر الحديث عنها. وخلال الأشهر الماضية، وضعت صناعة الموضة المصوّرين الشهيرين ماريو تستينو وبروس ويبر على القائمة السوداء كاستجابة للتقارير العديدة التي تتهمهما بالتحرش الجنسي. وهذه المقاطعة تشي بتحول كبير في ميزان القوى بين المصورين ذائعي الصيت من ناحية والعارضات من ناحية أخرى. إلا أن هذا لن يفيد كثيراً في بث الطمأنينية في نفوس الآباء القلقين على بناتهم (أو أبنائهم) اللواتي يتطلعن لشق طريقهن كعارضات أزياء. وآراء الآباء العرب تظل محل اعتبار – حتى بعد بلوغ أبنائهن سن الرشد بمدة طويلة. ومن ناحيتها، سعت شركة كوندي ناست العالمية إلى وضع معايير للعاملين في مواقع التصوير، وشددت، في آخر مدوّنة أصدرتها لقواعد السلوك ونشرتها يوم 31 يناير الماضي، على ألا يقل عمر العارضات اللواتي يتم الاستعانة بهن في جميع الإصدارات عن 18 عاماً. ومن بين البنود الأخرى التي وردت في هذه المدونة، ضرورة إتاحة مساحة خاصة لتغيير الملابس لكل موضوع في مواقع التصوير. ولكن ما مدى فائدة هذه البنود للعائلات التي تمنع النساء أساساً من كشف وجوههن أمام الكاميرات، هذا ما سنعرفه لاحقاً. فما تزال البلدان العربية، بخلاف دول المغرب العربي، لا تتقبل فكرة عمل النساء كعارضات أزياء. هل يُفيد فتح السعودية لملاعبها الرياضية الآن فقط أمام النساء وسماحها لهن بقيادة السيارات؟ طبعاً. فالمرأة تحب مشاهدة غيرها من النساء. إنها سمة فطرية لديها. فعندما ترى المرأة امرأة أخرى تشبهها في الملامح وتماثلها في الخلفية والنشأة الاجتماعية تتألق على صفحات مجلات للموضة، فإنها لن تتطلع فقط لأن ترتدي أزياءها بل والنجاح أيضاً مثلها. ستقول لنفسها حتماً: سافري لأنحاء العالم، وتابعي دراستكِ، واُحصلي على وظيفة. وكوني عضواً فعالاً وقيّماً في المجتمع. وفي هذا الصدد، تؤكد الشيخة مديّة الشرقي: “ظهور النساء في الصور يؤثر في الخيارات الشخصية للعديد من نساء المنطقة”. وتضيف: “أرى أن تنامي أعداد النساء في المجتمعات الخليجية اللواتي يسعدن بالتقاط الكاميرات لصورهن أمر رائع للغاية. ولكن هنالك نساء أكثر تحفظاً ولا يفضلن التصوير. ومثلما الحال في أي شيء، هو أمر يعود للاختيار الشخصي لكل امرأة”.

Gigi Hadid in custom-created Brandon Maxwell. Photographed by Inez and Vinoodh for the March issue of Vogue Arabia 2017.

جيجي حديد ترتدي إطلالة ابتكرها لها خصيصاً المصمم براندون ماكسويل. بعدسة المصوّرَين إينيس وڤينود على صفحات عدد مارس 2017 من ڤوغ العربية

وحالياً، يستجيب العالم للطلب على العارضات العربيات بالاستعانة بالعارضات المحترفات الموجودات على الساحة الآن. وفي الشهر الماضي، نُشرت صور الحملة الدعائية لمجموعة ليندا فارو لربيع وصيف 2018 والتي تألقت فيها عفاف جنيفان، البالغة من العمر 54 عاماً، بوجه منتعش بينما تقف بجوار أحد المسابح. كما استعان ربيع كيروز بالعارضة التونسية الصاعدة والتي تتمتع بعيون المها، عزة سليمان، في عرض مجموعته للأزياء الجاهزة خلال فاشن فورورد 2018. ويضع سيف مهدي، رئيس وكالة نكست موديلز مانجمينت في أوروبا، آمالاً عريضة على سليمان، ويصفها بـ”النموذج المثالي للمرأة العربية العصرية، بشخصيتها المستقلة، وذكائها، وجمالها”. ومن بين 49 مجلة أزياء عالمية شملها استبيان أجرته مدونة ’ذا فاشن سبوت‘ لتقريرها عن التنوع العرقي في سنة 2017، تصدرت ڤوغ العربية القائمة بسبب ظهور عارضات من مختلف الأعراق على أغلفتها. وفيما يهتم المحررون في المجلة بأخبار العالم الخارجي –يحاولون جاهدين- قبل أي شيء إضافة محتوى ترغب النساء العربيات في أن يكن جزءاً منه، ونشر صور للأزياء يمكن أن ينظر إليها المجتمع على اتساعه كشهادة على عهد زاهر في الدول العربية.

نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2018 من ڤوغ العربية.

10 عارضات أزياء محجّبات يخالفن الصورة النمطيّة في عالم الموضة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع