يحتفي عدد شهر مايو من ڤوغ العربية بالنجمة المغربية سميرة سعيد، التي تعدّ من أحبّ الأصوات الغنائية وأكثرها تميّزًا، بالتزامن مع إطلاقها أولى أغنياتها باللهجة المغربية بعد توقف دام ثمانية أعوام. وتشتهر المطربة الكبيرة التي تجيد تغيير إطلالاتها بما يناسب الفترة الزمنية التي تعاصرها -إذ دأبت على إشعال حماس الجمهور منذ السبعينيات- بذوقها المميّز الذي يغلب عليه طابع الجرأة وحبّ المغامرة. وفي صورة الغلاف، تضفي الفنانةُ المتألقةُ سحرَ “الديڤا” على إطلالات رائعة أبدعها مصممون من المنطقة، ومنهم نيكولا جبران، وجورج حبيقة، وتوفيق الحسن.
وفي حوارنا معها، تفتح النجمة قلبها وتتحدث عن مشوارها الفني الطويل كإحدى أكثر الفنانات تحقيقًا للمبيعات في الشرق الأوسط. تقول: “من الممكن أن يكون النجاح سهلاً إنّما الاستمرارية وخصوصًا لعدة عقود أمر صعب وينطوي على تحديّات كثيرة، حاولت على مدار تاريخي أن أواكب الأجيال المختلفة، وأن أقدم الجديد الذي يجذب الجمهور، وهذا سر بقائي ليومنا هذا”. وتؤكد الفنانة على أحدث أغنياتها التي تطلقها بعد العيد قائلةً: “لا أحب الندم ولا وجود له في حياتي”. كما تتحدث عن ذوقها المميّز في الأناقة، وعن السبب الذي يجعلها تحبّ تقديم نفسها دائمًا في ثوب جديد ومفاجأة جمهورها، فتقول: “أنا شخصية متغيّرة طوال الوقت وقابلة للتغيير. وأتمتّع بإمكانية التغيّر مع كل مرحلة، وأغيّر في طريقة تفكيري وأحزم اختياراتي حسب المرحلة، وأملك القابلية على المخاطرة وخوض الجديد”.
وإجمالاً، يعدّ عدد مايو بمثابة احتفال بالنساء القويّات والمؤثّرات، سواء أمام الكاميرا أم في المناصب العليا في عالم الموضة، حيث باتت طائفة من المديرات التنفيذيات مؤخرًا يتولّين زمام الأمور. وفي موضوع تنويري عن هذا التغيير، نستعرض التأثير الذي تحدثه النساء القياديّات على عالم الأعمال، ونستكشف كيف زلزلت هؤلاء المديرات التنفيذيات الملهمات أركان صناعة يسيطر عليها الرجال، ومنهن: لينا ناير، المديرة التنفيذية العالمية لـ”شانيل”؛ وهيلين بولي دوكين، المديرة التنفيذية لـ”بوشرون”؛ وأليسون لونيس، رئيسة قسم الفخامة والموضة في مجموعة يوكس نت-إيه-بورتر؛ وباسكال ليبواڤر، المديرة التنفيذية لعلامة “لويڤي”؛ والتونسية نادية ذويب المديرة العامة لـ”باكو رابان”. وفي موضوع حصري آخر، توضح أنيتا بهاتيا، نائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، الأسباب التي تجعل من الضروري الآن وأكثر من أي وقت مضى الاستفادة من القيادات النسائية. وعن ذلك تقول: “إن تمكين المرأة اقتصاديًا يهيئ الظروف للأسرة لتكون بعيدة عن الفقر، وأن تعيش ولديها ما يكفيها، وفي نهاية المطاف يتحقق الرخاء للأمة كلها”.
وقد حققت المرأة العربية إنجازات مدوّية في جميع مناحي الفن والثقافة، وليس أدلّ على ذلك من مطربة الأوبرا المصرية فرح الديباني؛ فبعد أن صدحت مؤخرًا بالغناء بمناسبة إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تتحدث النجمة عن قدرة المرأة على إنتاج أعمال مثيرة للاهتمام ومفعمة بالحيوية – وتتناول كذلك الشجاعة التي تحلّت بها حتى تصل لأعلى المستويات بالأوبرا. تقول: “ما زلت أعتبر نفسي صغيرة في عالم الأوبرا. وما زلت أنمو. ولم يعتد الجمهور على رؤية أناس في عمري يقومون بالفعل بأشياء أخرى عديدة”.
أيضًا، طرنا إلى بيروت حيث التقينا مصمم المجوهرات سليم مزنار، وكذلك التقينا محمد بن شلال، الفائز بجائزة الأزياء من ڤوغ 2020 والذي فتح مشغله الخاص لعرض أحدث تصاميمه. ويتحدث بن شلال عن كيف يعتبر الاستدامة وتراثه المغربي أكثر من مجرد صيحات رائجة، وإنما بمثابة مبادئ أخلاقية. يقول: “عندما تنشأ كطفل مغربي، تتغلغل ثقافتك في هويتك. أشعر الآن وأكثر من ذي قبل أني أجسِّد أفضل ما في هذين العالمين. فهناك دفء تراثي المغربي، والحرية والاكتشاف اللذان اكتسبتهما من نشأتي الأوروبية”. وعلى صفحات العدد أيضًا، نغوص عميقًا لنتعرف على أحدث تطورات عالم الموضة وبالتحديد على صعيد الخامات المستدامة، بدايةً من جلد الفطر وصولاً إلى حقائب اليد الفخمة المصنوعة من النفايات النباتية.
ويحتفل العدد أيضًا بالإثارة والجاذبية في عالم الموضة والجمال بجلسات تصوير تستعرض الإطلالات والإكسسوارات المثيرة في الموسم الجديد. كما يتعمق العدد في آخر الصيحات الجمالية، من المكوّنات والتركيبات الرائدة إلى أحدث الإصدارات في المكياج والعطور.