عدد يونيو السنوي من ڤوغ العربية المكرّس للسعودية يصدر لأول مرة بعشرة أغلفة تزيّنها عارضات شهيرات احتفاءً باللون الجديد الذي اعتمدته المملكة

Photo: Domen & Van De Velde

غامض، ومذهل، وفخم، وملكي… إنه اللون البنفسجي الذي بات منتشرًا في شتى أنحاء المملكة العربية السعودية. ومن جانبها، تشهد ڤوغ العربية على هذا التحوّل عبر الأزياء الراقية. واحتفاءً بجمال الطبيعة وقيم التجديد والضيافة المرتبطة باستعمال لون الخزامي البنفسجي في المملكة، طلبت ڤوغ العربية من 10 علامات سعودية أن تبدع كلٌ منها فستانًا، على أن ترتدي هذه الفساتين 10 عارضات شهيرات من السعودية وخارجها. وعلى هذا النحو، تظهر العارضات -وهن: أميرة الزهير، وكانديس سوانبويل، وكوكو روشا، وتليدة تمر، وإيزابيلي فونتانا، وسارة سامبايو، وساشا لوس، وتوني غارن، وصوفي الشهري، ودونا بادون- متألقات بتصاميم سعودية من علامات “هنيدة”، و”يوسف أكبر”، و”رغد البليهد”، و”أتيليه حكايات”، و”إبريل باي نورة”، و”آرام” للمصممة أروى العماري، و”مشاعل الفارس”، و”كاف باي كاف”، و”لوديانا”، و”لورلاين”. وعن هذا المشروع المميّز، يقول مانويل أرنو رئيس تحرير ڤوغ العربية: “رغم أنني سافرتُ إلى السعودية كثيرًا، لم أكن أعلم أن زهور الخزامي يمكن أن تنمو في الصحراء، فيما تغمر مخيلتي صورُ الجِمال وهي تشق طريقها وسط بحر زهور الخزامي”، مضيفًا: “جاء قرار ضم عارضات عالميات إلى فريق العمل عن قصد؛ فنحن في ڤوغ العربية نؤمن تمام الإيمان بعولمة الموضة السعودية، وبأهمية الاستفادة من فرصة ارتداء العارضات الأيقونيات لفساتين من إبداع المواهب السعودية المزدهرة”.

HRH Princess Nourah Alfaisal. Photo: Abeer Ahmed

وعلى صفحات العدد، تتحدث صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة الفيصل، الرئيس التنفيذي الجديد لمؤسسة “فنون التراث” الثقافية، إلى ڤوغ العربية عن خططها المفعمة بالنشاط. يُذكَر أن معرض “فن التراث” أقيم في الرياض الشهر الماضي برعاية رئيس تحرير ڤوغ العربية، إلى جانب عرض مجموعة مجوهرات راقية من “ڤان كليف آند أربلز”. تقول الأميرة نورة: “ثمة مجموعة من النساء أمضين أكثر من 30 عامًا في إبداع هذه المجموعة. وقد كرسن وقتهن وجهودهن من أجل إبداع قطع قيّمة كهدايا تنمّ عن الهوية لجيل المستقبل”، وتردف: “يتمثّل الغرض منها في أن تكون أصلاً متاحًا ومتوفرًا لأي شخص، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، ممن يرغبون في فهم الطابع المميز للسعودية”.

Fawzia Alnafea. Photo: Sarah Almoqbil

ويسلط العددُ الضوءَ أيضًا على المصممة السعودية فوزية النافع التي تتميز بأزيائها الرائدة. وقد عمدت فوزية إلى تحويل المرأب الخاص بزوجها إلى ورشة صغيرة لرسم تصاميمها. تقول: “رغم مواجهة عديد من الصعوبات والتحديات، فقد استمددت قوتي من عزمي وإيماني اللذين لا يتزعزعان، علاوة على الدعم الكبير الذي قدمه لي زوجي”، وتردف: “اعترانا الخوف من احتمالات مواجهة ردود فعل غاضبة من جانب العائلة ورفضهم للمسار الذي اخترته. ورغم الضغط عليه وحثّه على أن ينأى بنفسه عن مساعيّ، فقد اختار إبداء التقدير والاحترام لشغفي وحبي لما أقدمه”.

Photo: Chakir Hani

كما تتوهج الأزياء بارعة الصنع بالمملكة في جلسة تصوير نابضة بالحيوية ولقاءات مع المصممة المحلية رنيم شعبان في جدة. والسوق كفيلة بضمان استمرارية العادات والمهارات الحرفية، فهي تمثل سبيلاً مرنًا للحرف اليدوية التي تظل صامدة على مر السنين، والتي تسعى بلا انقطاع نحو تجديد ذاتها وسط السوق المزدحمة. وقد التقط المصور شاكر هاني بعدسته صورًا لأحدث إكسسوارات العلامات العالمية من الموسم، ويعلق: “لاحظت أن الناس هنا ما زالوا متمسكين بأصالتهم وتقاليدهم، ويعتزون بتاريخهم بكل جوانبه فيما عدا الموضة. يبدو أنهم تركوا ماضيهم من أجل مواكبة الصيحات العالمية”. ومن ناحية أخرى، تتبنّى رنيم افتراضًا يقول بأن “أي شيء قديم يمكن إعادة توظيفه وإضفاء هوية جديدة عليه”.

Dina Shihabi. Photo: Olga Nazarova

وهذا الشهر كذلك، يبرهن المبدعون الطموحون في شتى أنحاء المملكة على ازدهار الساحة الفنية عبر الأجيال على صعيد الفن والسينما والموسيقى والموضة والجمال، ويؤكدون في الوقت نفسه أن “السعودية في طريقها لأن تصبح مركز العالم” أكثر من ذي قبل. كما تعيش الممثلة المولودة بالسعودية، دينا شهابي، الحلم الهوليوودي بامتياز – بسيرها على السجّاد الأحمر والبنفسجي بأجوائه المبهرة بعد ترشيحها لجائزة اختيار النقاد وعقدها اتفاقات عديدة للمشاركة في الأفلام والبرامج التلفزيونية، وبذلك فهي تمضي في طريقها قدمًا بخطى ثابتة. ودينا، حديثة العهد بالأمومة، وهي أول مَن يعترف بأن الأمومة “كانت تجربة كاشفة للغاية، وفي النهاية كانت التجربة الأكثر شموليةً، وتعليمًا، والأكثر عاطفية في حياتي حتى الآن”.