تابعوا ڤوغ العربية

عرض ستاين غويا بأسبوع الموضة في كوبنهاغن يشهد تطوّرات مهولة، فهل يمثل ذلك مستقبل الموضة؟

المصممة ستاين غويا قبل عرض مجموعة أزيائها لخريف 2020، والتي سمّتها “على الهواء”. بعدسة دينيس مورتون

انطلق أسبوع الموضة في كوبنهاغن يوم 28 يناير حاملاً معه أخباراً مفاجئة؛ فقد وضع شروطاً أساسية جديدة للعلامات التي تريد المشاركة فيه تتمثّل في استيفاء 17 معياراً على مدار ثلاث سنوات، وإلا لن تتأهل للمشاركة. ومن بين الممارسات التي تمنع العلامات من التأهل إتلافها للأزياء غير المباعة، وإنتاج أكثر من نصف المجموعة من مواد غير مستدامة. وعلى رأس العلامات التي تأهلت للمشاركة العلامةُ الدنماركية ستاين غويا، التي أطلقت منذ عام مجموعة مصغرة استخدمت في صناعتها مواد مستدامة بنسبة 100%، وتعمل الآن على دمج ما تعلّمته في جميع عمليات الإنتاج، وسلسلة التوريدات، وتطوير المواد المستخدمة في تصاميمها الأساسية. وبعد عرض مجموعتها لربيع 2020 الذي أُشيد به وكان أفضل عرض قُدم خلال أسبوع الموضة في كوبنهاغن بحسب ڤوغ الأمريكية، تحدثت المصممة إلى ڤوغ العربية قبل تقديم عرضها يوم 29 يناير، حيث منحتنا نظرة سريعة على مجموعتها كما أعلنت عن خطة جديدة ومفاجئة.

لطالما كانت ستاين غويا من العلامات التقدمية، بل ورائدة في ساحة الاستدامة في الدول الاسكندنافية. فهل لديكِ من جديد تودين الحديث عنه في هذا الإطار؟

في عرض مجموعة خريف 2020، نقدم 12 مجموعة تروي 5 قصص لونية وتأتي مصنوعة من خامات معاد تدويرها ومواد عضوية – هذا إلى جانب مجموعتنا المصغرة المصنوعة بكاملها من مواد مستدامة. كما حققنا، خلال 6 أشهر فقط، أهدافنا الخاصة بالنسبة لمواد التعبئة والتغليف – فتحوّلنا إلى استعمال مواد التغليف القابلة للتحلل، والقابلة لإعادة الاستعمال، والمعاد تدويرها، سواءً في المتجر الإلكتروني أم في متاجر التجزئة.

ونسعى في المرحلة التالية إلى زيادة التركيز على ترسيخ دعائم نموذج “اقتصادي دائري” قوي لعميلاتنا عبر تنظيم “عرض أزياء يمكن استئجارها” قبل الصيف المقبل.

ترتبط قصة عرض ستاين غويا لربيع 2020 يوم 29 يناير ارتباطاً وثيقاً بالفنانيّن كريستو وجان كلود. ألا تخبرينا بالمزيد عنهما؟

غالباً ما أنظر إلى فنان معين (أو فنانين معينين) أو إلى حركة فنية معينة كحافز لمجموعاتي. وأجد أن العمل بهذه الطريقة يصنع إطاراً يمكننا من خلاله تطوير لغة مرئية معينة وسرد تصميمي يتدفق بسلاسة عبر كل قصة خاصة بكل مجموعة. ولا شك أنها ترسخ رؤيتي وتوجّه أفكاري.

وهذا الموسم، سعينا إلى استنباط جوهر القوة الدافعة لكلٍ من كريستو وجان كلود في عمليات الإبداع والبناء وتنفيذ المشروعات التي تركت بصمة عميقة على محيطهما المباشر والناس الذين يترددون على هذه الأماكن العامة. والأزياء تفعل مثل ذلك تماماً – فهي تغيّر طريقة تفاعل الفرد مع بيئته. ورغم أن كل قطعة مصممة بشكل فردي ليست قطعة تذكارية في حد ذاتها، إلا أن المجموعة –من حيث التصنيع، ومراحل الإنتاج، والمهارة الفنية التي تحث على الابتكار في كل موسم- تتقاسم الإحساس بالحجم الذي كان كريستو وجان كلود يتحديانه كثيراً.

وقد أردت ترجمة اعتقادهما بأن الهدف من الفن هو إثارة البهجة واستكشاف الجمال. كيف أُصمم لأترك بصمة وأثير البهجة في نفوس العميلات؟ كيف أصمم من أجل تحقيق هدف بعينة؟ كيف أستكشف فكرة “المظهر الذي ينمّ عن الجوهر” عبر الطبعات، والباقات اللونية، والتركيبات المادية؟

المصممة ستاين غويا قبل عرض مجموعة أزيائها لخريف 2020، والتي سمّتها “على الهواء”. بعدسة دينيس مورتون

كيف تأملين تغيير المفاهيم العامة في أعمالكِ، مثلما فعل كريستو وجان كلود، وخاصة في المجموعة القادمة؟

تشعرين في مجموعة خريف 2020 بطريقة ما بأنها انحراف كبير عن ما جاء قبلها، ولكن في الوقت نفسه، أؤمن بأن عملية توسيع قاعدة جمهورنا وتحدي المفهوم العام لستاين غويا بدأ قبل عدة مواسم.

ولطالما كان أساس هوية العلامة هو التركيز على الطبعات، والألوان الجريئة، والتصاميم البسيطة التي لا تنقصها الأناقة. ولم يتغيّر ذلك بالضرورة – وإنما تطور. وبالاعتماد على ممارسات كريستو وجان كلود، تزايد اهتمامنا هذا الموسم ببنية التصاميم، والتلاعب بالأقمشة، والملمس. وسترين تفاصيل مستلهمة أكثر من التكنولوجيا –منها أحبال تشد على الوسط لإبراز القوام وقطع بملمس لامع– إضافة إلى “تأثيرات الطبعات” حيث تكون عملياتُ التصنيع المتطورة بمثابة انعكاس للتصاميمَ الملتفة الثرية بعروات تثبيت الأربطة، وذلك من خلال طرق الحياكة المتبعة. وقد طورنا الأشكال الكلاسيكية بمظهر أكثر حداثة، ونأمل أن يحث ذلك جمهورنا الحالي من النساء على زيادة ما لديهن من أزياء وجذب عميلات جديدات ربما لم يشعرن في البداية بأن عروضنا تخاطبهن.

اقرئي أيضاً: هكذا تحافظ حِرفيات مركز الحِرَف اليدوية النسائية على الفنون التراثية الإماراتية من الاندثار

تقدمين هذا الموسم عرضاً جديداً لموسيقيين وفنانين. فكيف توصلت إلى هذه الفكرة؟

تستغرق عروض الأزياء عادة 12 دقيقة – وهو حدث يجري سريعاً ورغم ذلك يتطلب بالضرورة، إذا ما فكرت، قدراً كبيراً من العمل في كل جانب من جوانب الإنتاج. وبالتناسق مع أفكاري عن المجموعة واعتماداً على منهج كريستو وجان كلود، رأيت أن زمن العرض مؤقت، وفكرت: كيف تتركين تأثيراً وكيف تقدمين فكرة أو مفهوماً يعلق في ذهن الضيوف لمدة من الزمن بعد مغادرة المكان؟ وبالاعتماد على الطاقة التي عملنا على بثها في الموسمين السابقين –عبر تقديم مزيج من الرقص والموسيقى– شعرنا بقوة بأننا نريد الدفع بناحية الأداء في العرض لأبعد من ذلك.

والموسيقى أمر شخصي للغاية، فهي تؤثر على تجربة كل شخص على وجه خاص. واستكشاف هذا المفهوم إلى هذا الحد وتنظيم عرض يتمحور حول مقطوعة لا أملك في الحقيقة أي سيطرة عليها ينطوي في الواقع على مخاطرة كبيرة.

المصممة ستاين غويا قبل تقديم عرض مجموعة أزيائها لخريف 2020، والتي سمّتها “على الهواء”. بعدسة دينيس مورتون

هذا هو العرض الثالث لكِ الذي يسلط الضوء، ليس فقط على إبداعكِ، وإنما على الشباب الدنماركي أيضاً. في بداية مناقشاتكِ مع الفنانين، ما الأمل الذي عبروا عن رغبتهم في تحقيقه في هذا العرض؟

عندما ناقشنا الشكل الذي ستكون عليه هذه الفكرة، كان من المهم إشراك المبدعين والموسيقيين المحليين الذين كانوا حديثي العهد في مجالاتهم من ناحية، والخبراء من ناحية أخرى. وشعرنا بأن ذلك يعكس تَوَجه ستاين غويا مع انتقالنا إلى مكانة دولية أقوى – شخص ما على أعتاب تحقيق شيء أكبر منه. وقد أردنا تسجيل هذه اللحظة الإبداعية حيث يتجمع أشخاص لم يعزفوا معاً من قبل كوحدة واحدة كي يعزفوا نغمات مرتجلة – ويصقلون طاقتهم الجماعية، وقدراتهم الموسيقية، وترجمتهم لمجموعتنا.

أما عن الفنانين، فقد كان هذا أكبر نقطة جذب لهم؛ إذ يحصلون على فرصة العمل معاً وعزف مقطوعة تدهش الحضور وتأسرهم، ممن لا يعلمون ما ينتظرهم. وقد كان من المثير الحديث معهم ومع مخرجهم الموسيقي، والشعور بالطاقة تتزايد في الغرفة حين ناقشوا الاحتمالات وما الذي يمكن أن يكون عليه شكل العمل. ولأنهم عازفين موهوبين، فقد تمثّل عنصر جذب كلٍ منهم في الحرية التي منحناها لهم لاستكشاف الإحساس المناسب في هذه اللحظة، حتى وإن كان يستلزم التحول من العزف على آلة الباص الموسيقية إلى الأوتار في تتابع سريع. ما علينا سوى أن نتابع ما يحدث!

هل لكِ أن تعطينا لمحات، إن وجدت، عن ما سنشاهده على منصة العرض؟

أجرينا ترتيبات خاصة داخل المكان لأننا أردنا حقاً أن يشعر الجمهور بقربه من الصوت والأزياء. ومع العرض –الذي أطلقنا عليه اسماً ملائماً وهو “على الهواء”– أعددنا مكاناً يشبه الاستوديو، عبر عينيّ ستاين غويا وأذنيها وألوانها، طبعاً. ونسعى لصنع تأثير –سواء بشكل واضح أم غير واضح– وآمل أن يشعر الجمهور بانغماسه التام داخل عالمنا، على الأقل في هذه الآونة.

وتجدر الإشارة إلى أن عرض ستاين غويا لخريف 2020 نُقِلَ على الهواء مباشرةً على موقع Stinegoya.com الساعة 4 عصراً بتوقيت وسط أوروبا. وتتوافر أزياء ستاين غويا على موقع Ounass.ae.

اقرئي أيضاً: ’’أسعى لأن أصبح شانيل السعودية‘‘، هكذا علّقت تيما عابد على أولى مشاركاتها في أسبوع الأزياء الراقية بباريس

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع