في تعاون حصري وجريء، تحتفل ڤوغ العربية على صفحات عدد أكتوبر بالإبداع مع المصور الأيقوني جان بول غود وملهمته الخالدة المخرجة السينمائية الفرنسية ذات الأصول الجزائرية فريدة خلفة، واللذين يجتمعان معًا في استوديو التصوير لأول مرة بعد فراق دام 30 عامًا. وقد أسفر هذا اللقاء عن ثمار مثيرة -منها صورة خيالية لمنظر الثلوج في الشرق الأوسط– تضفي أجواءً من المرح والعبث بتنا في أمسّ الحاجة إليها في هذه الأشهر التي يسودها الضيق والاضطراب، لتبرهن هذه الصور على أنه، حتى في خضم الأزمة الحالية، لا يزال بمقدورنا أن نستشعر البهجة والجمال. وعن ذلك يقول رئيس التحرير مانويل أرنو: “الموضة والخيال والهروب من الواقع (وحتى القليل من الهراء) معًا تمثّل الدواء الناجع في الوقت الراهن. لقد بات الإبداع والفن ضروريين أكثر من أي وقت مضى لرفع معنوياتنا ومنحنا الأمل في أننا سنعاود قريبًا احتضان وتقبيل بعضنا بعضًا والعيش على حريتنا مجددًا. وينبغي أن تستمر العروض، والجمال، والإلهام!”.
وفي الماضي، تعاون هذا الثنائي في التقاط صور لا تُنسى برهنت على موهبتهما الإبداعية الفريدة والثقة المتبادلة بينهما. وعن هذا اللقاء يقول غود: “أشعر وكأننا عملنا لأول مرة معًا بالأمس، هذا كل شيء. إنه مجرد استمرار للعمل بيننا. فلا زلت معجبًا بفريدة، وهي صديقتي. ولا زلت أحب أن أصوّرها”. أما فريدة فلا زالت تشعر أيضًا نحو غود، الذي كان يومًا ما شريك حياتها ومتعاونًا معها، بإعجاب شديد. وتقول: “إن الصور التي يبدعها جان بول تبقى إلى الأبد. وليست من الأشياء التي تختفي”.
وكان غود، الرسّام والمصوّر الأيقوني، الذي سيبلغ عامه الثمانين هذا العام، قد التقى فريدة في باريس حين كانت في الـ16 من عمرها وسرعان ما وقع أسيرًا لجمالها الفريد واللامألوف فاختارها ملهمة له، ومعًا شرعا يصنعان حملات دعائية وجلسات تصوير ستبقى محفورة في الأذهان. ومن هنا، أصبحت فريدة أول عارضة من المغرب العربي تحظى بشهرة عالمية في الثمانينيات وتصبح ملهمة للمصممين: عز الدين عليّة، وجون بول غوتييه، وتييري موغلر، وكريستيان لوبوتان. ومضت العارضة والممثلة والمخرجة السينمائية تشق طريقها في ميدان الأفلام الوثائقية، كما عُيِّنَت سفيرةً لدار سكياباريللي للأزياء.
ويزخر عدد أكتوبر فضلاً عن ذلك برائدات الأعمال والمبدعات اللواتي فتنّ العالم بمواهبهن، من نجمات موسيقى الراب المسلمات السمراوات الرائدات اللواتي يروين عبر الميكروفون قصصهن بطريقتهن الخاصة، إلى مصممات المجوهرات المحليات اللواتي يبدعن حليًا تجسّد إرثهن بأشكال جديدة وسبّاقة. وعلى صفحاته، تستعرض مجموعة متعاونة من الفنانات الشابات يحملن اسم “مسلم سيسترهود” أجمل الصيحات الجديدة لهذا الموسم فيما يحتفين بالتنوع وحرية التعبير؛ كما نلتقي المصوّرات العربيات الشابات اللواتي يقدمن نظرة جديدة للمنطقة؛ والمبدعات من بيروت اللواتي يسعين لاستعادة حياتهن بعد الانفجارات المدمرة. أما صفحاتنا الخاصة بالموضة فتقدم الإطلالات والصيحات التي ستصمد أمام اختبار الزمن، فضلاً عن قطع المجوهرات الراقية والساحرة.
وكالعادة، يحفل العدد بحوارات شيّقة وجلسات تصوير مميّزة تشارك بها طائفة من النجمات اللامعات والشخصيات الشهيرة ومن بينهن الفنانة السورية كندة علوش، والوزيرة البحرينية معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والممثلة التونسية درة زروق التي تقدم ثمار تعاونها مع المصمم المصري مهند كوجاك. وفي حوار حصري، تؤكد ليدي غاغا أنها كانت دائمًا مؤمنة بأن موهبتها الفريدة ستعبّد لها الطريق نحو الحرية والنجاح، وعن ذلك تقول: “أجرأ شيء فعلته كان الإيمان بنفسي. أريد أن يعلم الجميع بأن الحياة، حتى لو كانت مؤلمة أحيانًا، لا يزال بإمكانكم الرقص فيها حتى النهاية. يمكنكم الرقص حتى النهاية لأنكم كنتم من الشجاعة بحيث تغلبتم على الألم وعشتم الحياة. وهذا أمر يستحق الاحتفال به. وسبب للرقص”.
وقبل انطلاق حفل توزيع جوائز السجادة الخضراء هذا العام، تعود محررتنا المساهِمة للاستدامة، ليڤيا فيرث، إلى الماضي لإلقاء نظرة على عدد من إطلالاتها المفضلة. كما يقدم عددنا لشهر أكتوبر صيحات الموضة الجديدة التي تتعلق بفكرة: الهروب بعيدًا إلى ما وراء الآفاق المعروفة أو تلك المستلهمة من الفضاء والتي تحلق بنا عاليًا وبعيدًا عن الأرض؛ كما يقارن بين النفحات العطرية لست فنانات من العالم العربي يُعدن تقديم الروائح المنعشة لهذا الموسم؛ ويسلط الضوء أيضًا على عالم عارضات الأزياء في مصر ممن صممن على اقتحام هذا المجال؛، ويتطرق كذلك إلى الجيل الشاب من المسلمات السمراوات اللواتي ينظمن الحفلات ويوضح كيف يستخدمن هوياتهن في الموسيقى؛ كما ينطلق في جولة داخل عالم مصممة الديكور بالاڤي دين. وعلى صفحات هذا العدد أيضًا، نقدم ملفًا عن أعمال المصوّرات المحليات اللواتي يلتقطن صورًا مؤثرة بنظرة فريدة، ونتحاور مع الممثلة السورية اللامعة كندة علوش مع عودة إلى الماضي لتسليط الضوء على الفنانين الخالدين وإبراز المصممين العرب الجدد.
اقرئي أيضًا: جولة داخل منزل فريدة خلفة الباريسي التاريخي الذي يعود للقرن التاسع عشر