منذ أن غادرت وطنها في سن السادسة عشر متجهةً إلى باريس، حيث اكتُشِفت موهبتها، وفريدة خلفة تشقُّ لنفسها درباً جريئاً في عالم الأناقة والموضة. ولدى عارضة الأزياء الفرنسية ذات الأصول الجزائرية هذه تاريخٌ حافلٌ بعروض الأزياء الراقية على مرِّ السنين، حيث لعبت دور ملهمة للمصممين من أمثال تييري موغلر وعز الدين عليّة وغيرهم من المصممين البارزين. وقد التقينا بالنجمة، التي زيَّنت غلاف عدد أكتوبر من مجلة ڤوغ العربية، خلال أسبوع الأزياء الراقية، للتعرُّف أكثر على طرق تنسيق إطلالاتها خلال أسابيع الأزياء الراقية، وكيف تغيَّر هذا القطاع على مرِّ الأعوام، ومن هم أيقونات الأناقة بالنسبة لها.
ما الشيء المميز في أسبوع الأزياء الراقية والذي يجعلك تحبينه؟
أحبه لأنه هادئٌ للغاية، وهو أنيقٌ جداً، ويحضره عددٌ أقل من الأشخاص؛ تشعرين بأنك مميزة حقاً لحضوركِ إياه. الأجواء في باريس بهيجة للغاية، ولكنها أيضاً لطيفة. أحب حيوية أسبوع الأزياء الراقية.
هل لكِ أن تخبرينا المزيد عن إطلالاتكِ الخاصة بأسبوع الأزياء الراقية؛ تصاميم من ترتدين ولماذا؟
دائماً ما يكون الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة لي لأنه ليس لدي منسق أزياء، فأنا منسقة أزيائي الشخصية، لذا يتوجب عليَّ إيجاد ما أرتديه بنفسي. وفي معظم الأوقات يكون من السهل بالنسبة لي ارتداء البذلات—أحب بذلات التوكسيدو، أو القطع المطرزة بإتقان من سكياباريللي. أعشق التصاميم الرسمية لأنها تناسبني كثيراً. لكنني ما أن أجد فستاناً جميلاً، فسأرتديه أيضاً. أعشق فساتين عليّة بالطبع.
ما هي اللحظات المفضلة لديك على مدى تاريخ الأزياء الراقية؟
ربما إعادة إطلاق علامة سكياباريللي، عندما قدمنا أول عرضٍ لنا مع كريستيان لاكروا. لقد كان مذهلاً حقاً، لأنني كنت على معرفة بكريستيان لسنوات عديدة، ولكن لم نكن قد عملنا معاً قبل ذلك مطلقاً، لقد كانت إعادة افتتاحٍ لدار أزياء جديدة، ومن المحزن أنَّ آخر عرضٍ لعز الدين [عليّة] كان أيضاً خلال أسبوع الأزياء الراقية، وقد كانت تلك أيضاً لحظةً هامة جداً، لأنها كانت أشبه بإثباتٍ لموهبته.
ما هي أفضل النصائح الجمالية والصحية التي يمكن أن تقدميها لاجتياز جدول أعمالٍ حافلٍ، كذاك الذي يسود خلال أسبوع الموضة؟
شرب الكثير من الماء، واستعمال كريم سيكريت مويستر فيس كريم، والاعتماد على خبير تجميل. تلك هي الطريقة الوحيدة للنجاة خلال أسبوع الأزياء الراقية. إن لم يكن لديك خبير تجميل، فمن الأفضل لكِ ترك هذا العمل، لأنه بالنسبة لي ذلك يساعد كثيراً.
برأيكِ، كيف تطورت الأزياء الراقية على مرِّ الأعوام، وماذا يخبئ لها المستقبل؟
لقد تغير كل شيء، إنه عالمٌ مختلفٌ كلياً، وهي ليست أسوء حالاً ولكنها في الوقت ذاته ليست أفضل. التركيز منصبٌّ اليوم على الأعمال، مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، وهي أسرع استهلاكاً. لا يتعلق الأمر فقط بقطعة جميلة وحسب. الأمور تتغير بسرعة كبيرة جداً، وهناك الكثير والكثير من المصممين اليوم. هم يفعلون الكثير من الأمور المختلفة، لكنني لا أرى حركةً قوية حقيقية في عالم الموضة الآن. ولكن ربما ستحصل [مستقبلاً].
إنكِ أيقونة في الأناقة بالنسبة للكثيرات، ولكن ممن تستمدِّين الإلهام حالياً في مجال الأزياء؟ أحبُّ منسقي الأزياء والمصممين والفنانين. كما أن صديقاتي يلهمنني أيضاً، مثل نعومي [كامبل]، التي عرفتها منذ أن كانت في السادسة عشر من عمرها، وفي العام الماضي أصبحنا أقرب إلى بعضنا، حيث كنا نخرج معاً لتناول طعام الغداء والعشاء. وهي مخلصة للغاية، وامرأة قوية جداً، جداً. كما أنها متفانية حقاً مع الناس. تلهمني النساء القويات على وجه العموم، من مثيلات [الفيلسوفة والناشطة السياسية الفرنسية] سيمون ويل، كما أعشق الروائية سيمون دو بوڤوار، والممثلة الفرنسية سيمون سينيوريه، يبدو [أنني أحب] الكثيرات ممن أسمائهن سيمون. كما كانت كاثرين لوبرن بالنسبة لي أنيقةً للغاية أيضاً.
ما هي أفضل نصيحة تقدمينها للنساء الباحثات عن إضافة لمسة من الأزياء الراقية إلى خزانة ملابسهن؟
فليكن لديكِ قطعة واحدة، قطعة واحدة جميلة، قطعة واحدة غالية الثمن، مثل سترة جميلة أو فستان على سبيل المثال، ثمَّ بإمكانكِ أن تنسقيها مع قطع أرخص سعراً، ولكن يجب أن تتضمن إطلالتكِ عنصراً قوياً. يمكنكِ ارتداء تصميم من زارا وإتش آند إم ومثيلاتها، ولكن أضيفي إليها سترة راقية أو بذلة توكسيدو سوداء، كما أن العبايات أيضاً أنيقةٌ جداً، لأنكِ ترتدينها على سبيل المثال فوق بنطلون الجينز، وهي تخلق شكلاً طويلاً في غاية الأناقة. لقد عدتُ منذ برهة وجيزة من السعودية، حيث رأيت الكثير من النساء يسرن في الشارع وعباياتهن تتطاير خلفهن، لقد كانت جميلةً للغاية.
برأيكِ، كيف تغير هذا القطاع منذ أن بدأتِ عرض الأزياء لأول مرة في سنِّ السادسة عشر؟
لقد تغيَّر كثيراً، لأن هناك الكثير جداً من الفتيات من جميع أنحاء العالم يعملن في هذا القطاع الآن، جميلاتٌ للغاية، ومثيراتٌ للإعجاب. لم يكن هناك الكثير من العارضات حينها ولكن لدينا الكثير منهن اليوم. وهذا أمرٌ هامٌ من أجل التنوع. أعتقد أنَّ ڤوغ العربية مهمة للغاية، وأخيراً أصبح للنساء في هذه المنطقة شيءٌ مكرَّسٌ لهن وحدهن.
أنتِ مصدر إلهامٍ للكثيرين. ماذا تودِّين إخبار العارضات والمصممين الصاعدين الذين بدؤوا بشقِّ طريقهم في هذا القطاع اليوم؟
لستُ بارعةً في إسداء النصائح، ولكن هناك ما يُقال بشأن كون المرء هادئاً. بالنسبة لي كنتُ صاخبةً جداً، كنتُ ثرثارة كبيرة، ولكن الأمر يتوقف على طبيعة المصمم. إنه يقوم على الصداقة والنضوج معاً. [إيڤ] سان لوران وبيتي [كاترو]، بإمكان المرء أن يلاحظ أنهما كانا معاً طوال الوقت. الأمر أشبه بعصابةٍ صغيرة، فمن المعروف أنَّ الملهمة يجب أن تكون قريبة جداً من المصممين.
والآن اقرئي: أربع نساء يتألقن بأجسام بمختلف الأحجام والأشكال: كيف نجحن في اختيار الأزياء التي تلائم قوامهن؟
فريق العمل:
تصوير: جاك بورغا
تنسيق: فاي هاس
موقع التصوير: لو كونسولا باريس
تصفيف الشعر: إدواردو براڤو
مكياج: مونيك برينكهورست
إنتاج: جولييت توباليان
حوار: فاروق شقوفي