يتميز المنهج الإبداعي لعلامة فيتمان بالوضوح والجرأة: حيث يعتمد على إطلاق مجموعات من الأزياء بإصدارات محدودة لضمان التفرّد، والولاء للعلامة، والقدرة على الاستمرار في بيعها بسعرها العادي (دون الاضطرار لتخفيضه بعد فترة). وقد أطلقت العلامة خطاً للأزياء الجاهزة جنباً إلى جنب خط الأزياء الرجالية ليقضي الزبائن وقتاً أطول في متاجرها، كما لن تدشن متجراً إلكترونياً لها على شبكة الإنترنت، لأن مراكز البيع الإلكترونية تنهض بهذه المهمة بشكل أفضل. ولكن، هل معنى ذلك أن هذه العلامة النافذة، التي أسسها الأخوان ديمنا وغورام ڤازاليا سنة 2014، تُعتبر اسماً مزعجاً أو شريكاً مخالفاً في هذه الصناعة؟
عن هذا السؤال أجاب غورام ڤازاليا المدير التنفيذي لعلامة فيتمان في اليوم الأول لمؤتمر كوندي ناست العالمي للفخامة في عُمان، قائلاً: “يعتمد ذلك على نظرتك لهذا الأمر”، ويضيف: “الإزعاج ليست كلمة إيجابية. فقبل ثلاث سنوات، كان ديمنا يعمل لدى شركات كبرى ولكنه لم يشعر أبداً بالرضا. رأيته محبطاً وأردت مساعدته. ولم يكن هدفنا إزعاج أو مخالفة الآخرين؛ كنا نريد أن نقدم مساهمة مميزة في هذا المجال ونعمل ما نحب. والمشكلة لا تكمن في أننا نُزعج الآخرين، ولكن المشكلة أن الصناعة نفسها تتراجع”.
وعن الوضع الحالي لباقي الصناعة، قالها ڤازاليا بوضوح: تحتاج إلى البدء والنهوض من جديد، وخصوصاً: “لأن الأم تريد دائماً أن ترتدي ملابس ابنتها، بينما الابنة لا تريد أن ترتدي ملابس الأم”، وذلك على حد تعبيره، لترد عليه وفود المؤتمر بإيماءة موافقة من جانبهم.
وأضاف: “أؤكد دائماً أننا بحاجة إلى التغيير وتحديث استراتيجيات الصناعة لتواكب القرن الحادي والعشرين، وألا نعمل بنفس الطريقة التي كنا نتبعها سنة 1992. اليوم لا يكفي أن تكون في القرن الحادي والعشرين، بل يجب أن تكون مواكباً تماماً لسنة 2017. نحاول أن نكون مواكبين لكل يوم، ونعمل ما نحب… بينما العلامات تستخدم استراتيجيات قصيرة الأجل، تماماً مثل الدخول في علاقة عاطفية عابرة. إنهم يخشون ما قد يحدث لهم غداً”.
حكى ڤازاليا عن طفولته في جورجيا أثناء الحرب الأهلية في مطلع التسعينيات وكيف أثرت على نظرته للحياة كلها، وكشف عما منحته تلك التجربة من رؤية مختلفة لهذه الصناعة التي قد لا يدركها الآخرون في الغالب”.
ويشرح وجهة نظره المهمة في هذا الصدد قائلاً: “أرى دائماً أننا إن لم نُسلّم ذلك التيشيرت في الوقت المحدد، فهذا ليس معناه نهاية العالم، يمكن أن يحدث ما هو أسوأ من ذلك بكثير. لا تخشَ شيئاً؛ لا تخشَ مما قد يظنه الناس بك، أو من الوقوع في الخطأ. ينبغي أن تستمتع بحياتك فحسب. وكل التجارب السيئة تؤدي حتماً إلى تشكيل شخصيتك”.
وصرح أيضاً بأن تجاربه أرشدته إلى الصناعة التي اختارها، وكذلك إلى طريقة العمل تحت مظلتها.
“بالنسبة لنا، نحن نعمل ما نؤمن بأنه صواب، وليس لهذا أي علاقة بالمال. إذا كنت مهتماً بالمال، فالأزياء ليست الصناعة المناسبة لك. فكل ستة أشهر لا بد أن تبتكر وتثبت شيئاً ما… وهى صناعة لا ترحم، فبإمكانها أن تضعك على القمة ثم تطيح بك وتطرحك أرضاً”.
والحيلة المثلى لتفادي ذلك، وفقاً لڤازاليا هو: “ألا تكون جزءاً من ذلك النظام المؤسسي التقليدي، وأن يكون نظرك دائماً خارجه. ليس معنى ذلك أن تكون كالدخيل، ولكن وجودك داخل نظام مؤسسي يمنحك نظرة مختلفة للأمور فيها”. قال ذلك ثم كشف لنا سراً يمكن أن يكون مفاجأة للكثيرين، قائلاً: إنه خلال نشأته كان حلمه أن يُصبح المدير التنفيذي لدار شانيل، مضيفاً: “وكل ذلك بسبب كارل لاغرفيلد”.
وبما أن دار فيتمان معروف عنها تجارب تعاونها مع الآخرين – فهل يمكن أن يسفر هذا الثناء البالغ على رئيس شانيل إلى تعاون ما؟ تذكروا أنكم قرأتم هذا الخبر لأول مرة هنا.
بقلم: سكارلت كونلون، محرِّرة الأخبار في Vogue.co.uk