اتخذت علامةُ برادا من مصنع البيانو الذي يقع على الجانب الغربي من مانهاتن، وهو مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية، خلفيةً لعرض مجموعة ريزورت 2020 من إبداعها. وداخل هذه البناية الصناعية التي صممتها شركة هيرتسوغ ودي مورون المعمارية على ضفاف نهر هدسون، أضفت مجموعةٌ من قطع الأثاث المنحوت على شكل أرائك التفّت حول أعمدة باللون الوردي المشعّ شعوراً برحابة المكان والراحة والاسترخاء، ما ساهم في التقليل إلى حد ما من أثر التصميم العملي الذي تتسم به هذه المساحة.
وفي هذا العرض، قدمت المصممة ميوتشا برادا، على حد قولها، جرعة من “البساطة الفاتنة مع إعادة ترجمة للكلاسيكيات. وتقترح المجموعة، التي تشكل نقيضاً للتعقيدات المتزايدة في العالم، أساليب غير متوقعة للتمرد، والأناقة كمرادف للإغراء عبر العودة إلى الصدق والنقاء الأصالة”.
واتسمت مجموعة برادا بأكملها بالذوق الوادع الرصين الذي أبرزه استخدام الأقمشة التقليدية، مثل قطن البوبلين، والدريل، والجبردين، والجلد، والجلد المخملي، بلوحة من الألوان المحافظة شملت الأزرق، والأزرق الفاتح، والأبيض والبيج، وتخللتها لمسات من اللونين الأحمر والوردي الداكن.
وخلال العرض، ظهرت تطريزات من الزهور البسيطة، قد تكون مستوحاة من جماعة الأميش، مقترنة بالأفاعي المصنوعة من الترتر والأقراط المدلاة واللآلئ المستوحاة من فن الباروك على كنزات مصنوعة من الأنسجة السميكة بأسلوب لا يمكن أن تبدعه بهذه اللمسات الفنية سوى ميوتشا برادا.
وكان من الجميل رؤية هذا التغيير الجديد الذي طرأ على قيم صناعة النسيج المحلية بإضافة المزاج الفني البوهيمي الذي تدعمه صديقات للدار، مثل صوفيا كوبولا، وإيلي فانينغ، وديان كروغر، وباز لوهرمان، وأوما ثورمان، وناومي واتس، وغيرهن.
وبلا شك، باتت التوقعات من عروض ريزورت تنافسية إلى حد ما ولكن على مستوى تصميم المشاهد بدلاً من السماح للأزياء بالتعبير عن نفسها، لذا أنعش عرض برادا الحواس بفضل روحه والرسائل التي قدمها.
وبوجه عام، ركز العرض على الإحساس بالصناعة اليدوية والاحتفاء بالتراث، ولعله كان رسالة من ميوتشا لعالم الموضة بالتريث قليلاً وتقدير الجمال في البراعة الحرفية والفن من حولنا في حياتنا اليومية. وهو درس يمكننا جميعاً الاستفادة منه.
الآن اقرئي: غوتشي تطلق مجموعة لمنتجات التجميل وتتحدى معايير الجمال في حملتها الإعلانيّة
