![](https://ar.vogue.me/wp-content/uploads/2017/12/rihanna-met-gala-rex-1.jpg)
ريهانا في حفل الميت غالا في عام 2017. Getty
يمثل عام 2020 علامة فارقة في تاريخ متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، إذ يحتفل بمرور 150 عاماً على افتتاحه بإطلاق سلسلة من المعارض يسلط العديدُ منها الضوءَ على الأعمال الفريدة التي يقتنيها المتحفُ ضمن مجموعاته، فضلاً عن الأعمال الجديدة التي حصل عليها والتي تشكل جزءاً من “مبادرة مجموعات 2020″ التي أُطلِقَت بهذه المناسبة. وتماشياً مع موضوع هذا العام، أعلن المتحف يوم الخميس 7 نوفمبر أن معرض الربيع لمعهد الأزياء سيستعرض تاريخ الأزياء على مدار قرن ونصف القرن عبر معروضات مأخوذة من أرشيفه وفقاً لتسلسل زمني وصفه المتحف بـ”المضطرب”. يقول أندرو بولتون، الأمين العام لمعهد الأزياء بمتحف متروبوليتان للفنون، إن معرض “عن الزمن: الموضة والديمومة” يتخذ نهجاً “دقيقاً ومطلقاً”، مضيفاً: “إنه يعيد تصوّر تاريخ الأزياء المُجزّأ، والمتقطّع، وغير المتجانس”.
وقد استلهم بولتون فكرةَ هذا المعرض من فيلم “أورلاندو” للمخرجة سالي بوتر الذي عُرِضَ عام 1992، والمقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة ڤرجينيا وولف وتعتمد على التنقّل بين الماضي والمستقبل. وعن ذلك يقول: “إنه يصوِّر تيلدا سوينتون تدخل المتاهة مرتديةً ثوباً على الطراز الفرنسي، وفيما تخترق المتاهة يتغيّر زيّها ونجدها ترتدي فستاناً من منتصف القرن التاسع عشر، وتعاود الظهور في إنجلترا في خمسينيات القرن نفسه. ومن هنا جاءت الفكرة الأساسية”.
وتقوم ڤرجينيا وولف في هذا المعرض بدور “الرَاوية الشبح”، حيث تُعرَض في جميع أنحاء المعرض اقتباساتٌ من رواياتها التي تعتمد على مرور الزمن، منها “أورلاندو”، و”السيدة دالواي”، و”إلى المنارة”، مثلما حدث مع اقتباسات المخرجة والكاتبة الأمريكية سوزان سونتاج التي كانت مرشدة للجمهور في معرض هذا العام الذي حمل شعار “كامب: ملاحظات حول الموضة”. وسيضطلع الفيلسوف هنري برغسون، صاحب مفهوم “الديمومة” –أي الوقت الذي يتدفق، ويتراكم، ولا ينقسم– بجانب من إطار عمل هذا المعرض. كما سيساهم بكتابة قصة قصيرة في كُتيب المعرض الكاتبُ مايكل كننغهام، الذي فازت روايته “الساعات” بجائزة بوليتزر لعام 1999، وتُشكل هذه الرواية قراءة حداثية لرواية “السيدة دالواي”. يقول بولتون: “ما أحبّه في نسخة وولف عن الزمن هي فكرة السرمدية. فليس لها بداية، أو وسط، أو نهاية. بل وسط رحب وممتد. ولطالما شعرتُ بالمثل من ناحية الموضة. فالموضة هي الحاضر”.
![](https://ar.vogue.me/wp-content/uploads/2018/04/GettyImages-955802408-copy-2-1.jpg)
أمل كلوني في حفل الميت غالا في عام 2018. Getty
ويرى بولتون أن الإنسان بطبيعته يمارس التقسيم [صورة من صور الدفاعات النفسية التي تستخدم لتجنب التنافر المعرفي، أو عدم الراحة النفسية والقلق الناجم عن وجود صراع بين القيم والإدراك والعواطف] إذ “يعاود النظر إلى التاريخ بمقياس ثابت”. وهي بالفعل فكرة عبَّر عنها كارل لاغرفيلد في مقطع فيديو عُرِضَ احتفالاً بذكراه في يونيو، قال فيه: “الأزياء أول شيء تفكّرون فيه حين تتخيّلون عصراً ما – تفكّرون في الفساتين المزوّدة بالدعامات عندما تتذكرون القرن الثامن عشر، حتى قبل العمارة أو أي شيء آخر”. وتعتمد مهمة بولتون في معرض “عن الزمن” على تحدي هذا الاتجاه وتعقيده، وحمْلنا على التفكير في تاريخ الأزياء من منظور مختلف. ولتحقيق ذلك، سيقسم بولتون 160 زيّاً نسائياً في هذا المعرض إلى قسمين أو “جدولين زمنيين”. سيشكل القسم الأول تسلسلاً زمنياً للأزياء السوداء، وعنه يوضح بولتون: “إنه تسلسل زمني منطقي وعقلاني للغاية للأزياء يتناول الفترة من 1870 حتى 2020، وهو النطاق الزمني للحداثة”. أما القسم الثاني، الذي يصفه الأمينُ لمعهد الأزياء باسم التسلسلات الزمنية المضادة، فسيكون أغلبه عن الأزياء البيضاء، رغم أنه من المحتمل ظهور تدفقات لونية في بعض الأماكن. يضيف: “يمكنكم مشاهدتها في رحلة عبر الزمن”.
وقد علق مديرُ متحف متروبوليتان للفنون، ماكس هولين، في بيان له عن موضوع هذا المعرض قائلاً: “سيأخذ الطبيعة المؤقتة للأزياء بعين الاعتبار، موظِّفَاً ذكريات الماضي مع التقدّم السريع لاستكشاف كيف يمكن لهذه الأزياء أن تكون خطيّة ودورية”. وسيقدم بولتون مفهوم “السفر عبر الزمن” بأفكار متنوعة قد تتضمن المقارنة بين مصممين من عصرين مختلفين، مثل عليّة وڤيونيه أو بواريه وغاليانو، “أو تتضمن مقاربات بين مصممين من حقبة معيّنة تنافسا فيما بينهما، وتمكّن أحدهما من البقاء بينما اختفى الآخر، مثل شانيل وباتو في العشرينيات، وراي كاواكوبو وجورجينا غودلي في الثمانينيات”.
![](https://ar.vogue.me/wp-content/uploads/2019/05/rexfeatures_10229639g-1.jpg)
ليدي غاغا مع المصمم براندون ماكسويل في حفل الميت غالا في عام 2019. Getty
ومن المفيد التفكير في وجود روابط تجمع بين هذه “التسلسلات الزمنية المضادة” أو “السفر عبر الزمن”. ويعمل بولتون على إبراز ذلك عبر الأحجام، والأشكال، والخامات، والنماذج، والتقنيات، والديكور. أما أكثر فكرة يفضّلها فهي العلاقة بين فستان من قماش فاي الحريري الأسود المصمم على نمط الأميرات الذي شاع في سبعينيات القرن التاسع عشر من ناحية، والتنورة “الكاشفة عن جزء من الأرداف” التي صممها ألكسندر مكوين منذ عام 1995 من ناحية أخرى. وعن ذلك يقول بولتون: “واصل مكوين على مدى أعوام العمل على هذا التصميم الطويل –تصميم الأميرة في الأساس- ولطالما شعرتُ بأن هذه التنورة هي النسخة الأكثر تطرّفاً من الأسلوب الذي نفّذ به ذلك. وما يحاول التسلسلان الزمنيان المزدوجان كشفه هو التوتر القائم في الموضة بين التغيير والقدرة على التحمّل، بين العبور والديمومة. وأخيراً، أفكّر بأنها تدعو إلى إبطاء وتيرة الموضة”.
ومن المقرر أن يقام هذا المعرض، الذي سيشغل صالة “إيريس آند بي جيرالد كانتور” بمتحف متروبوليتان في شارع فيفث أڤينيو، بالتعاون مع علامة لوي ڤويتون. وحالياً يتعاون بولتون مع الفنانة البصرية ومصممة الديكورات المسرحية إس ديڤلين في تصميم المعرض. وعنها يقول: “تعجبني دائماً أعمالها، وقد أردتُ التعاون معها. وتبدو فكرة المعرض مناسبة لها للغاية، فقد صممت العديد من الأشكال التي أطلقت عليها اسم متاهات المرايا، ودائماً ما تشير إلى تعقيدات الوقت في مرحلة التصميم”. ويشارك في رئاسة حفل ميت غالا المصاحب للمعرض، الذي سيقام يوم الاثنين الموافق 4 مايو، كلٌ من نيكولا جيسكيير، ولين مانويل ميراندا، وميريل ستريب، وإيما ستون، وآنا وينتور.
يقام معرض “عن الزمن: الموضة والديمومة” بمعهد الأزياء خلال الفترة من 7 مايو إلى 7 سبتمبر 2020.
في عيد ميلاد الشحرورة صباح… هكذا تحولت الفتاة البسيطة إلى أيقونة للموضة والجمال