ما أن سافر المصمم كريستيان لوبوتان إلى مملكة بوتان لأول مرة، وهي دولة صغيرة وغير ساحلية تقع شرق جبال الهيمالايا، حتى اكتشف أن السعادة فيها تمثّل فلسفةً وطنيةً، كما يقاس تطوّرها بمدى تمتُّع شعبها بالصحة الروحية والعاطفية. إنها “مثل حلم طفل صغير”، هكذا وصف لوبوتان رحلته إلى بوتان. واليوم، أصبح الملك جيغمي خيسار نامغيل وانغتشوك والملكة جيتسون من بين أصدقاء لوبوتان. وخلال زيارته الأولى، جاب المصممُ الجبالَ التي تحتضن الأديرة. أما خلال زيارته الثانية، فاستقر في العاصمة وأخذ يستكشف المدينة. “أردتُ أن ألتقي بالسكان المحليين وأتعرف إلى ثقافتهم ونمط حياتهم وعاداتهم”، هكذا قال لوبوتان عن زيارته الثانية لمملكة بوتان، مضيفاً: “وعندها، اكتشفتُ المدرسة الملكية التي تعلِّم الحِرفَ الملكية الـ13 التي تشتهر بها بوتان. ومن هنا، خطرت لي فكرة قيام طلّاب تلك المدرسة برسم تصاميمهم الخاصة حتى يتسنّى لي معرفة آفاق مهاراتهم فيما يتعلق بتنفيذ فنون النحت والتطريز على الأحذية”. بدأ هذا المشروع عام 2013 واكتمل هذا العام، ويحمل الاسم Loubhoutan [مؤلف من خليط من حروف اسم المصمم لوبوتان Louboutin واسم مملكة بوتان Bhutan] ويضم ثماني قطع منحوتة ومطلية يدوياً بالاستعانة بالحِرَف التقليدية لتلك المملكة.
وقد شدد المصممُ على أن طرفيّ إنجاز هذا التعاون متكافئان (شركة كريستيان لوبوتان والطلّاب). “الهدفُ من هذا العمل كان السماح لهم بإظهار إبداعهم والتعبير عن رغباتهم، وإلا كانت النتيجة ستمثّل مجرد تعبير محض عن ثقافتهم، والتي ليست إلا فكرة قد يعرفها الناس عن بلد ما وثقافته”. واستلهمت هذه الأحذية تصاميمها من الزهور المحلية، مثل الماغنوليا، واللوتس، ونهر باتو، وأفق جبال الهيمالايا. ويزدان أحد الصنادل بسُحُب نحتيّة بارزة الملمس، وتتدرّج ألوانه من الفيروزي إلى الأزرق السماوي. يقول لوبوتان: “يبدو الحذاءُ جميلاً من جميع الزوايا”، تماماً مثل رحلة هذا المصمم.
نشر للمرة الأولى على صفحات عدد أكتوبر 2019 من ڤوغ العربية.
اقرئي أيضاً: عبر متجرها الجديد بدبي أوبرا.. ڤان كليف آند أربلز تحتفي بعلاقتها المميّزة بعالم الرقص