بسبب ظهور العارضات بخصلات مبللة، بدت مقولة ’لا شيء يهمني‘ وكأنها رسالة يتردد صداها خلف كواليس عرض مجموعة كريستينا فيديلسكايا، حيث كانت غُرَر العارضات والخصلات المتناثرة على جوانب جباههن تبدو مبتلةً (باستخدام الچل واسبراي الشعر)، كما تُركت ملتصقةً على مقدمات رؤوسهن، كما لو كنّ قد خضن عاصفة جوية ممطرة قبل أن يتهادين على منصة أسبوع الموضة في باريس. وكان مظهرُ العارضات جريئاً دون شك، مثل الأزياء التي ارتدينها. ومع المكياج الخفيف الذي تجلّى في بشراتهن الناصعة وحواجبهن المشذبة، بدت إطلالاتهن قويةً رغم رقتها، وتناغمت تماماً مع الفكرة العامة للمجموعة، وهي: الصفاء والبساطة.
وبدءاً من الرقبة إلى أسفل الجسم، ترجمت المصممة فكرتها عبر مزيج من الفساتين التي تليق بالسيدات الراقيات، والكنزات ذات الرقبة العالية، والسترات بالغة الاتساع، والمعاطف المَطَرية الخفيفة، والتصاميم غير متماثلة الأبعاد، والبلوزات ذات القصات المفرغة. وبوحي من الحركة الواقعية الجديدة، تأملت نظرت المصممة المقيمة في دبي إلى أعمال الفنان الفرنسي ريمون هان، وظهر ذلك عبر لوحة من الألوان شملت الكريمي الفاتح مثل لون البشرة، والأبيض، وتخللتها ضربات من الأصفر والألوان المعدنية.
وقد أشارت فيديلسكايا أيضاً إلى آرت بروڤيرا ( وهي حركة فنية حديثة ظهرت منتصف القرن الماضي) التي استقت منها جزئياً إلهام هذه المجموعة، ولذلك استخدمت “خامات تستحضر عالم الطبيعة والتي، رغم بساطة مظهرها، تحمل في جوهرها كل الفخامة والترف”. وتضمنت تلك الخامات التفتا التقني، والفسكوز، والغازار، والحرير، فيما خلت الأزياء من أي زخارف (عدا الأزرار الذهبية المستديرة التي تناثرت على بعض التصاميم). وبرز من بين المجموعة فستان ناعم خفيف معدني اللون ارتدته العارضة فوق فستان برقبة عالية، وقميص غينغهام بطبعة المربعات استقرت أطرافه داخل تنورة طويلة عالية الخصر تميزت بشق صغير من الخلف، وبلوزة غير متماثلة الأبعاد بتصميم الكم الواحد مع رباط على الخصر يمكن أن تكون إطلالة فريدة للسهرات.
وكانت فيديليسكايا قد أطلقت علامتها التي تحمل اسمها للأزياء النسائية عام 2014، بعد تخرجها في معهد إسمود للأزياء في دبي، بهدف إبداع قطع عصرية لا تتنازل عن الأنوثة. وفي مجموعتها لربيع 2019، نجحت في تحقيق هذا الهدف.
الآن اقرئي: بعد عودتها إلى منصات العروض.. آندي ماكدويل تثبت أن الجمال غير مرتبط بسنّ معينة