قليلة هي الصور الجديرة بأن نصفها فور مشاهدتها بكلمة “أيقونية”. وهي بالتحديد تلك التي لها القدرة على إشعال الخيال، وإثارة سؤال: “ماذا لو..؟”. ويمكن للمصمم الإبداعي لعلامة مونو، اللبناني إيلي مزراحي، أن ينام قرير العين بعد 24 ساعة مليئة بالأحداث قضاها في مدينة العلا السعودية، وتمثلت ثمارها في صور التقطتها عدسةُ المصورين لويجي وإيانغو تألقت فيها كلٌ من كيت موس، وماريا كارلا بوسكونو، وكانديس سوانبويل، وأمبر ڤاليتا، وجوردان دان، وشياو وين، وأليك ويك. وتشهد هذه الصور على قوة الأنوثة، وروح التعاون، والرغبة في التحليق إلى أبعد مدى، وهي العوامل التي بثّت كلها روحاً جديدة في الأراضي القاحلة.
زار مزراحي السعودية للمرة الأولى بناء على دعوة للمشاركة في مهرجان “مدل بيست” في ديسمبر، ويصف اللحظة التي وصل فيها إلى أرض العلا بأنها “خيالية”، وقرر على الفور أن يصور حملته التالية بها. وحين قام مزراحي باصطحاب مرافقه لتناول العشاء تعبيراً عن شكره، قال مزراحي: “لم يسمح لي بالدفع”، واستطرد ضاحكاً: “يجذبني للغاية هذا الجانب من الثقافة”.
ويؤكد المصمم، الذي تعاون مع ثنائي التصوير لويجي وإيانغو في اختيار أشهر العارضات، قائلاً: “لم يكن لدي مليون دولار لهذه الحملة. ولكن لن تعلم أبداً حتى تجرّب. أملكُ جيشاً صغيراً من الداعمين؛ وقد ساندتني كارين رويتفيلد وأقنعت هؤلاء الموهوبات بأن هذه الجلسة -24 ساعة في العلا- ستصبح ذكرى مميزة في أذهانهن. ولم تكتفِ كيت موس بالمشاركة فحسب، بل كانت أول عارضة تتواجد في موقع التصوير الساعة الخامسة فجراً، وكانت آخر مَن تغادره”. أما مزراحي، فيتذكر أنه وصل إلى موقع التصوير في الصحراء مرتدياً معطفاً أزرق من الفرو وحذاءً لامعاً. ويقول ضاحكاً: “فقدتُ كيلوغرامين من وزني، وأنا أجوب الكثبان الرملية جيئةً وذهاباً”.
وتدور فكرة الحملة، التي التقط صورها ثنائي التصوير لويجي وإيانغو، حول امرأة تنطلق في رحلة برّاقة ومترفة، مرتدية أزياء ذات تصاميم غير مبالغ فيها بما يستكمل جمال العمارة السعودية. وقد استوحى مزراحي فكرة هذه المجموعة -التي صُوِّرَت بالقرب من مسرح مرايا، وهو أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم- من الفنان التشكيلي المعاصر لوسيو فونتانا والمهندس المعماري إيرو سارينين، وهي تقدم صورة مستقبلية جديدة تتناقض مع الأشكال الصخرية التي تكونت منذ قرون مضت. “حين نتأمل المناظر الطبيعية، نشعر بأنها انعكاس ذاتي يرمز لما يمكنكم القيام به. كيف تنظرون إلى أنفسكم؟ ماذا يمثل اللون الأبيض؟ وماذا يمثل اللون الأسود؟”، على هذا النحو يرى المصممُ أن السعودية تشهد أيضاً فترة من التأمل الذاتي. ويبتسم قائلاً: “تهدف الرسالة إلى أن نعمل شيئاً… لا أدري، أن نصنع التاريخ”.
وبالحديث عن المستقبل، يكشف مزراحي أن سياسة علامته ستتجه نحو تقديم مجموعات لا موسمية مرتين سنوياً. “أي شخص لديه عين ثاقبة يمكن أن يصنع فستاناً جميلاً. ولكنه لن يصل إلى أبعد من ذلك – فهناك التسويق والتوزيع، اللذين أنوي الحد منهما لأني لا أريد أن تكون مونو في متناول الجميع”. ويعترف المصمم الذي أنعم على نفسه بلقب “متعدد المواهب”، بأنه يشعر بالرضا في عمل ما لا يتوقعه أحد. “أنا كلبناني -نشأ في موناكو، وعاش في نيويورك وإيبيزا- لا أريد أن يتم وضعي في قالب معين”. ونتوقع أن يُحتفَى بهذه الصور في أحد الكتب محدودة الإصدار التي عادةً ما تزيّن طاولة القهوة في غرفة الصالون وتخاطب عشاق جمع المقتنيات القيّمة. وقد ألمح المصممُ إلى أن هناك مشروعاً يعكف على تنفيذه مع كاردي بي، حيث قال: “أنا مصمم أهوى المجازفة، وسعيد للغاية”. تتوافر أزياء مونو لدى هذه المتاجر: براونز، وهارڤي نيكلز، وتسوم، ولويزا ڤيا روما، ومودا أوبراندي.
الحملة
علامة مونو للمصمم إيلي مزراحي
حملة مجموعة خريف وشتاء 2020
تصوير: لويجي وإيانغو
محررة الأزياء: كارين رويتفيلد
تصفيف الشعر: لويجي مورينو
المكياج: جورجي سانديڤ
تم التصوير بمدينة العلا في السعودية
اقرئي أيضاً: ألكسندرا شولمان الرائعة.. ومسيرة في عالم الأناقة