تابعوا ڤوغ العربية

’’أسعى لأن أصبح شانيل السعودية‘‘، هكذا علّقت تيما عابد على أولى مشاركاتها في أسبوع الأزياء الراقية بباريس

أميمة طالب تفتتح عرض مجموعة أزياء تيما عابد الراقية لربيع 2020 في فندق جورج الخامس. بإذن من بصمات عربية

ثمّة نشاط محموم فرض وجوده على الساحة وامتد أثره من مسرح شاتليه، حيث قدم جان بول غوتييه آخر عروض أزيائه بعد مسيرة تاريخية طويلة، وصولاً إلى فندق جورج الخامس حيث أخذت مصممة الأزياء السعودية تيما عابد تتأهب لتقديم أولى مجموعاتها في أسبوع الأزياء الراقية بباريس. وخلال هذه اللحظة الفارقة التي انتظرتْها طويلاً في مسيرتها المهنية وظلّت تعدّ لها على مدار 16 عاماً، وقفت عابد بكل ترحاب تستقبل ضيوفها المرموقين الذين كان من بينهم نجمة الغناء أصالة نصري إلى جانب عدد من الشخصيات من العائلة الملكية السعودية، وأيضاً مانويل أرنو رئيس تحرير ڤوغ العربية. وجدير بالذكر أن هذا العرض الذي أقيم داخل قاعة فاخرة تزينها أضواء الشموع هو من إنتاج “بصمات عربية”، وهي من بنات أفكار رائدة الأناقة في ڤوغ العربية ورائدة الأعمال عائشة المامي. واستضافت طاولات العشاء، التي كان مدوّناً على كلٍ منها أسماء أصدقاء المصممة وأفراد عائلتها المقربين، مأدبةَ عشاء فاخرة شملت أطباق كبد الأوز وسمك القاروص والكاڤيار، كما زُينت بباقة غنيّة من زهور الكوبية الملتفة التي قام بتنسيقها جيف ليثام المدير الفني ونجم تنسيق الزهور بالفندق. 

استهل العرض فعالياته على صوت المطربة التونسية أميمة طالب التي صدحت بغنائها العذب احتفاءً بأولى إطلالات العرض. وتضمن عرض الأزياء الراقية لربيع 2020 خمسين فستاناً مثيراً استغرق العمل عليها حوالي عاماً كاملاً، فيما أوضحت عابد أن إعداد بعض القطع استغرق 400 ساعة من العمل الحِرَفي كان معظمها داخل مشغلها بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية.

إطلالة من عرض مجموعة أزياء تيما عابد الراقية. بإذن من “بصمات عربية”

إطلالة من عرض مجموعة أزياء تيما عابد الراقية. بإذن من “بصمات عربية”

وقدم عرض أزياء تيما عابد تلك النوعية من الفساتين التي ترغب المرأة في ارتدائها عندما توشك على إبداء ما لديها من قوة داخلية أو جسارة مطلقة. وفيما عدا بعض القطع الاستثنائية، مثل فستان السهرة الزاخر بأشكال الفراشات أو فستان الخزامي المنفوش، يمكن القول إن هذه المجموعة ليست لمصممة صغيرة مبتدئة، وإنما هي من إبداع امرأة تثق بنفسها وينبع تقديرها لذاتها من داخلها، امرأة على أتم استعداد لأن تقف وتتباهي بكل فخر بعمل الخيّاطات والخيّاطين الذين أبدوا براعة فائقة في تحويل هذه الثقة إلى ما شاهدناه من المشدّات المجسّمة، والقطع الشفافة المثيرة، فضلاً عن بعضٍ من أبهى سترات البوليرو التي رأيناها على مدار أعوام. 

إطلالة من عرض مجموعة أزياء تيما عابد الراقية. بإذن من “بصمات عربية”

إطلالة من عرض مجموعة أزياء تيما عابد الراقية. بإذن من “بصمات عربية”

وفي بعض الأحيان، تتطرق عابد في قصتها التي ترويها إلى أرض مجهولة، وهو ما يتجلّى في افتقاد مجموعتها إلى التركيز على نمط بعينه يتيح لنا فهماً أفضل لتوجهها الحقيقي لهذا الموسم. ولذا، من المفيد أن نراها مع الوقت تكرّس فلسفتها الجمالية لرواية قصص أكثر تأثيراً. بمعنى آخر، تبدو تنورة لمّاعة وكأنها تمتد إلى ما فوق الكتف عبر ضفيرة مثل ضفيرة رابونزل أميرة ديزني، فيما جاءت فتحات الرقبة بلمسات راقية وذات طابع ملكي، كما اعتُمِدَ الريش الكبير لتزيين الإطلالات وكان في بعض الأحيان ينتشر بطول الفستان كله وكأنك مخلوق غريب. وجاءت كل الفساتين ضيقةً عند الخصر بكورسيه ضيق مشدود بسلك. 

وإذا كان ثمة شيء نتعلمه من هذا العرض، فهو أن تيما عابد جاءت إلى باريس كي تجعلنا نعيد التفكير في صورة المرأة العربية ككل، وفي الأزياء التي تنبع من قلب منطقة الخليج تحديداً. ويمكن القول إن هذه المجموعة تمكنت ببراعة فائقة من تحطيم الصورة النمطية المتحفظة عن المرأة السعودية وأسلوب ملبسها من خلال ما تضمنته من فساتين ضيقة تبرز ملامح الجسم، وأخرى شفافة ورقيقة وكاشفة. وربما هو تغيير يتماشى مع الوضع الجديد للدولة التي باتت تستضيف الآن المهرجانات الموسيقية وسط حضور لألمع النجوم في العالم، بالإضافة إلى الفعاليات الرياضية الضخمة، ناهيكِ عن مؤتمرات القمم الثقافية الأخرى. 

إطلالة من عرض مجموعة أزياء تيما عابد الراقية. بإذن من “بصمات عربية”

إطلالة من عرض مجموعة أزياء تيما عابد الراقية. بإذن من “بصمات عربية”

“أسعى لأن أصبح شانيل السعودية، وأريد أن أبرهن عملياً على أن المرأة السعودية تستطيع ذلك”، هكذا صرحت عابد بينما كانت تقف إلى جوار ابنتها وزوجة ابنها، مؤكدةً على الازدواجية والتناقض في عرض أزيائها. وبينما أغمضت قليلاً عينيها اللتين تشبهان عيون القطط، أردفت تقول: “أنا امرأة عربية قوية. وأريد لكل امرأة ترتدي من تيما عابد أن تشعر بأنها قوية وأنيقة ورقيقة. أريد للمرأة أن تشعر بالحرية وتتحرر من قيودها لتنطلق كالفراشة”.

إطلالة من عرض مجموعة أزياء تيما عابد الراقية. بإذن من “بصمات عربية”

إطلالة من عرض مجموعة أزياء تيما عابد الراقية. بإذن من “بصمات عربية”

وما أكد على مبادئها بالفعل تلك الإطلالة الأخيرة التي كانت لفستان زفاف بالأبيض العاجي، حيث بدا بعيداً كل البعد عن إطلالات فساتين الزفاف الثقيلة التي غدت من الصيحات المعتاد رؤيتها خلال أسبوع الموضة في باريس. فذلك الفستان الضيق والذي تكسوه التطريزات الرقيقة وتزينه الجوانب الحريرية قد بدا غضّاً ومفاجئاً بأسلوب جميل ليكشف ما وراءه من براعة واحترافية. “الفستان الأخير هو حلمي. فقد أردت أن أقدم شيئاً مختلفاً”، هكذا ألمحت عابد بكل ثقة ولا مبالاة للصيحات الرائجة، ما يذكرنا بكوكو شانيل. وعن رأيها في هذا الفستان، علقت نجمة الغناء السورية أصالة نصري قائلة: “كان فستان الزفاف من أجمل ما رأيت، لقد كان رائعاً حقاً”.

وفيما وقف إلى جوارها اثنان فقط من أبنائها الخمس الرائعين، أضافت عابد: “أردت أن آتي إلى باريس ليحقق اسمي شهرة عالمية”، وأردفت: “ربما أكون قد تأخرت، ولكن لا مشكلة. فلم يفت الأوان بعد. فهذه هي فقط البداية”.

اقرئي أيضاً: شاهدي أجمل الإطلالات المحتشمة لربيع وصيف 2020 من أسبوع الأزياء الراقية في باريس

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع