كانت علامة قزي وأسطا قد قطعت بالفعل شوطًا كبيرًا في إنجاز مجموعة أزيائها الراقية لموسم خريف 2020 بينما كان العالم كله يخضع للحجر الصحي بسبب تداعيات جائحة كورونا، ما دعا دار الأزياء البيروتية الراقية هذه إلى تغيير موعد إطلاق مجموعتها، والبحث عن “سبل جديدة” للإعلان عنها. وعلق الثنائي قزي وأسطا قائلين: “قلنا لأنفسنا إن الحل الأمثل بالنسبة لنا هو تصوير عرض الأزياء في مقرنا الجديد الذي انتقلنا إليه لتوّنا وانتهينا من تجديده”. بيد أنه يوم 4 أغسطس وقعت انفجارات بيروت، وأسفرت عن تدمير المشغل وإصابة فريق العمل، كما ألقت بمجموعة الأزياء في الخارج بين الأشجار في الفناء بشكل عشوائي.
“اليوم الذي نهضنا فيه بأنفسنا من بين الحطام قررنا أن نقيم مشغلنا بمنزل جورج كوضع مؤقت؛ فقد تحطمت كل ماكيناتنا ومعداتنا”، هكذا علق المصمم أسطا. غير أن الأمل عاد ليدبّ من جديد في قلب كلا المصممين بعد أن أدركا أنهما ليسا المتضررين الوحيدين من تبعات الانفجار الغاشم، وقالا: “إن كم الدعم الذي أسداه لنا موردونا من شتى أنحاء العالم والذين نعتبرهم شركاءً لنا قد ساعدنا أيما مساعدة في إعادة الأمور إلى نصابها، فقد عرض علينا الموردون توفير بضائع بديلة بالمجان أو بسعر مخفض. والقبعة الأرجوانية التي تظهر في الصور صممتها لنا خصيصًا مصممة القبعات النيويوركية جنيڤيڤ فودي. وعندما رأت الانفجار، عرضت أن تمنحنا قطعًا بديلة بكثير من الحب. وكان هذا لسان حال الكثير من موردينا المحليين، حيث أدرك الكثير منهم أننا نكرر طلبيات سُجِّلَت من قبل بالفعل، غير أنهم لم يطالبونا بدفع مقابل إزاء هذه الطلبيات المعادة تسجيلها”.
فيما كان يعمل الكهربائيون والنجارون ليلاً، كان العمل جاريًا على قدم وساق على مدى عشرة أيام في المشغل المؤقت الذي لم يكن يعمل بكامل طاقته. وقد خضعت بعض الإطلالات للتجديد، بينما ألغيت إطلالات أخرى تمامًا، فيما صُوِّر البعض الآخر مع بقايا الانفجار. يقول المصممان: “لا يمكن أن تري الحياة تعود لتنبض من جديد في كل هذا دون أن يصبح لديكِ حافز أو رغبة حقيقية في تقديم كل ما تحبين وبكل هذا الشغف”، وأضافا: “هناك طلب على أزيائنا بالفعل، ونحن نستعيد عافيتنا. ومن هنا، نناشد كل عميلاتنا بألّا يعتريهن القلق على طلبياتهن. فقد قمنا بتعديل جدولنا الزمني، ووسائل النقل والتوصيل لدينا كما هي، كما أننا بصدد وضع مواعيد لإطلاق عروض مؤقتة بالمتاجر”. إن المجموعة التي تفتّق عنها هذا العمل الدؤوب، التي يمكنكِ الاطلاع عليها هنا، تصحبكِ في رحلة ساحرة إلى أمستردام، وما تزخر به من قنوات كثيرة. وتستهلّ الرحلة بزهرة التوليب بألوانها النابضة بالحياة، والكشاكش، لتنطلق بنا إلى لوحة من الحقول الملوّنة كاحتفال هائل بالحياة والمستقبل المشرق الذي ينتظرنا بالتأكيد.
اقرئي أيضًا: ’قزي وأسطا‘ تستعرض التزامها بالاستدامة في مجموعتها لربيع وصيف2020