انطلق المصمم المغربي أمين بن درويش في مشوار تصميم الأزياء بعد أن تلقى تعليمه في معهد إسمود تونس، برسالة واضحة تتضمّنها جميع تصاميمه، “أريد أن أساهم في تحديد هويتنا وثقافتنا الجديدة من خلال عملي، وأن أقول للشباب أنكم بإمكانكم النجاح إن أتيتم من بلد عربي أو أفريقي وذلك بقوّة أحلامكم”، هذا ما قاله أمين خلال مشاركته في مسابقة جائزة الأزياء لعام 2015 حيث كان أحد المرشّحين النهائيين آنذاك. أما اليوم فيستعد هذا المصمم الشاب لتقديم مجموعته لربيع 2018 خلال مشاركته الأولى في عروض فاشن فورورد بدبي، والتي تنطلق في يوم 26 من شهر أكتوبر الجاري وتستمر حتى 28 منه.
غلب الطابع المبسّط على الأزياء المعروضة ضمن هذه المجموعة، فجاء من ضمنها سترات البامبر الرياضيّة، والمعاطف الطويلة مع القمصان القطنيّة التي تزيّنت بالتطريز الجذاب. ويقول أمين في حواره مع ڤوغ حول هذه المجموعة: “أطلقت على هذه المجموعة اسم “DNA” أي ما يمثّل حمضاً نووياً واحداً من بين الملايين التي تشكّل هذا العالم”. وأضاف: “وضعت فيها خلاصة تجاربي في العشر سنوات الماضية، ومعتقداتي، وأفكاري، وآرائي فيما يخص الأقمشة وطرق الخياطة وما إلى ذلك”.
تظهر اللمسة المغربيّة واضحة في تصاميم بن درويش عموماً، ومع ذلك لا يتعمّد المصمم إظهارها فهي باعتقاده تظهر بشكلٍ عفوي في كل تصميم يقدّمه، “أظهر في تصاميمي كل ما أؤمن به، وكل ما يمثّلني”. أمّا عن المكان الذي يلجأ إليه للإلهام في مراكش أو الدار البيضاء فيقول: “لا يوجد مكان أذهب إليه بحثاً عن الإلهام، يغمرني الفضول بطبيعتي، فأذهب لزيارة المعارض والحفلات الموسيقيّة، أو أقابل الناس والأصدقاء، أقف في الشارع إن رأيت ما يعجبني وأمعن النظر إليه، سواء كان متجراً، أو مجرّد رسمه على الجدار أو بعض التفاصيل على الأرض”.
تمثّل علاقات الصداقة الشيء الكثير بالنسبة إلى أمين بن درويش، فعندما سئل عن أوّل ما سيفعله فور وصوله إلى دبي قال: “سألتقي بأصدقائي”، في حين اختار صديقه الفنّان حسن حجّاج كملهمه الأوّل وقال: “أطلق عليه اسم ‘معلّم الجيداي الخاص بي’ فهو بمثابة أخ وصديق، كما أن أعماله تمثّل الناس والحضارة إلى حدٍ كبير”. بينما أخذه الحنين إلى نجوم العصر الذهبي عندما سألناه عمّن يرغب في أن يرتدي تصاميمه بين مشاهير العرب، فقال: “أتمنّى لو يرتدي تصاميمي عبد الحليم حافظ أو أم كلثوم أو أسمهان، ولكن ذلك لا يمكن أن يحدث” وأضاف مسترجعاً: “فيروز رائعة، أود حقاً لو ترتدي أحد تصاميمي”.
كان إكمال هذه المجموعة على الوجه الذي يرضاه أمين وصولاً لأدق التفاصيل من أكبر التحدّيات التي واجهته خلال التحضير لهذا العرض، إذ تمثّل هذه التجربة الأولى لهذا المصمم الشاب في عروض فاشن فورورد، ولا يستطيع أن يخفي حماسه لاستكشاف ما تخفيه له: “لم أتمكن من الاطّلاع على جدول عروض هذا الموسم بسبب انشغالي في التحضير لعرض مجموعتي، ومع ذلك فأنا متشوّق لحضور العروض المقامة خلال هذه الأيّام”.
المصمم المصري مهند كوجاك يتحدث عن مشاركته في عروض فاشن فورورد