اكتشفت المواطنة السعودية منى الشبل أن علامتها الناشئة بدأت تزدهر بعد الجائحة. ورغم أن تصميم الأزياء لنفسها كان هوايتها منذ ذلك الحين، سرعان ما أصبح ضرورةً بعدما أحسّت بأن خيارات العباءات [المتوافرة] كانت محدودة للغاية. تقول: «حين عدتُ من الولايات المتحدة الأمريكية بعد التخرج، شعرتُ بالإحباط لأن موديلات العباءات كانت محدودة ولا تعبِّر عن شخصيتي. لذلك، شرعتُ في تصميم موديلاتي الخاصة. ولدهشتي، تلقيتُ الإشادة والثناء وطلبات للتصميم للأخريات».
فكرت منى في أن تجعل صناعة الأزياء نشاطًا خاصًا إلى أن اندلعت جائحة كوفيد-19. «مع دخول مزيد من النساء سوق العمل وازدهار قطاع الأزياء الراقية، رأيتُ أن الفرصة كانت مواتية لإطلاق علامتي. وقد أردتُ صنع موديلات بسيطة تتخطى الزمن وتُمكِّن النساء وتجمع بين الحس الاحترافي والتراث السعودي». وفي عام 2020، قامت المصممة الشابة التي يعتريها الفضول بإطلاق علامتها الخاصة، ولكنها أوضحت أن الأمر لم يكن سهلاً. «لم تكن البداية سهلة وشهدت بعض التجارب والأخطاء، ولكني كنتُ دومًا أتسم بالفضول وأحبُ التعلّم، لذلك كنتُ أحاول دائمًا تجربة تصاميم جديدة وأتحدى نفسي، وكنتُ أريد الاستمتاع بالرحلة لذلك سعدتُ بالتعلم من أخطائي».
وكان دعم العائلة والأصدقاء ما ساعد المصممة على الاستمرار. توضح: «عندما أطلقت علامتي في البداية، كنت محظوظة جدًا بالدعم القوي الذي حصلتُ عليه من عائلتي بمن فيهم زوجي وأبنائي. وساعدني تشجيعهم وتحفيزهم لي على تجاوز حدود قدراتي والسعي جاهدةً لتحقيق المزيد». وفي عام 2021، بدأت أمور رائدة الأعمال السعودية تتحسن عندما تأهلت لبرنامج
«100 براند سعودي» الذي أطلقته هيئة الأزياء. وتردف: “تلقيتُ من خلال البرنامج توجيهات قيّمة، علاوة على التدريب والدعم، ما عزز من هوية علامتي وساعدني على اكتساب المزيد من الثقة والخبرة».
وتذكر المصممة الملهمة أن الطابع المميِّز لعلامتها يتمحور حول بلدها. تقول: «تتأثر تصاميمي بتراث السعودية وثقافتها. فعندما أعكفُ على تصميم الأزياء الجاهزة، أستمدُ إلهامي دائمًا من جمال السعودية. كما أفخر بوضع تصوّر جديد للعباءة، وتحويلها من رداء أسود تقليدي إلى قطعة أزياء جريئة ومميّزة». وتستمتع المصممة بإضفاء الطابع العصري على قطع الأزياء. تقول: «أبدعُ تصاميم ليست فقط خالدة ومتعددة الاستعمال، بل وأيضًا عصرية ومواكبة للموضة». وعلاوة على ذلك، فهي تستمد إلهامها من مناطق السعودية ككل، مشيرةً إلى أن كل منطقة لها ثقافاتها وتقاليدها الفريدة. تؤكد: «أحرصُ على دمج مختلف المناطق في تصاميمي. على سبيل المثال، استلهمتُ قطعتي لكأس السعودية 2023 من المنطقة الشرقية، حيث كان الرجال في الماضي يقضون شهورًا في البحر لصيد اللؤلؤ لكسب رزقهم. وتضمنت القطعة لآلئ وأشكالاً ثقافية هندسية، ولكن بلمسة عصرية». وعن ما تحمله لها السنوات المقبلة، تقول منى: «أنا متفائلة حيال مستقبل علامتي، ولدي خطط كبرى لازدهارها على مدى السنوات الخمس المقبلة. وهدفي هو التوسّع على النطاق المحلي في أنحاء الشرق الأوسط، مع الحضور القوي في المدن الكبرى».
الموضوع ظهر للمرة الأولى في عدد يوليو أغسطس من المجلة