في مخّيلتي هو لقاء رائع وغير تقليدي حول مائدة طعام خلال أسبوع الموضة. أراني أجلس حول طاولة معدنية طويلة أنتظربصبر أن يقّدم العشاء. لكن بعد يوم طويل من العروض، روائح الأطباق العربية الشهية التي تصلني من المطبخ تقلّص صبري.
فجأة يظهر رجل قصير القامة كبير المقام يرتدي زياً أسود صينياً ويعطي الأوامر بتقديم الطعام الذي طهاه بنفسه EtVoilà! ،أهًلا وسهلاً بكم لدى عز الدين عليّة.
برغم أن بيننا أصدقاء مشتركين، يحزّ في قلبي أّن الحظ لم يسنح لي بأن أكون بين الموجودين في إحدى الجلسات الشهيرة في منزل علية والتي يمكن أن تجمع بين ناعومي كامبل وفريدة خلفة ونساء عائلة كارداشيان لسوء الحظ بسبب تسلّمي مهامي حديثاً في ڤوغ العربية، لم ألتقِ ”المعلّم“.
ألّا أكون قد التقيت المصمّم التونسي العظيم لا يعني أنه لم يكن جزءاً من عالمي، وذلك لأسباب عدة أولها وأشدها وضوحاً تصاميمه الفريدة الغنية بالفساتين المنحوتة البديعة من الداخل والخارج والتي تمنح من يرتدينها إحساساً بالقوة. وليس أقّل أهمية أسلوب حياة علية الذي قّدم لنا جميعاً دروساً وعبراً. رجل عصامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. دفعته جرأته إلى رفض الضغط الذي تفرضه الرزنامة التجارية للموضة. وبدلاً من أن يتبع المواسم والاتجاهات، كان عز الدين علية يقدّم تصاميمه الجديدة عندما يشعر بأنها جاهزة للعرض هذا ما فعله ولم يتراجع أو يتنازل عنه.
برغم غنى هذا العدد بالقصص المذهلة، لكنني أعترف بأنني فخور بالمقابلة التي خّصنا بها المصّمم الراحل وكتبتها المسؤولة عن المقالات الخاصة لقد حالف الحظ كاتيرينا مِنت، في حين أنه لم يحالفني، وحظيت بفرصة أن تمضي أياماً مع المصمم قبل وفاته في نوفمبر، فجمعتهما جلسة حوارية طويلة استمرّت ساعات في مطبخه وهدفت إلى كتابة مقابلة شاملة مع عز الدين علية لم يتسنّ لنا نشرها وهو حيّ بيننا. تلك هي تحيتنا للمصّمم العربي صاحب المخّيلة الأغنى والأشد إبداعاً، والذي سيبقى في ذاكرتنا أيقونة لن تتكّرر وطاهياً عظيماً أيضاً.
عز الدين عليّة: اللقاء الأخير مع مصمم الأزياء الأعظم في العالم