“رغم شغفي بتناول المعكرونة مع اللوبستر التي يقدمها لاڤينو، لن تروني في هذا المطعم قريباً”، بهذه الكلمات عقّب مانويل أرنو، رئيس تحرير ڤوغ العربية، على التقرير الذي نشره موقع بازفيد الإخباري واتهم فيه مطعم لاڤينو الراقي، أحد أكثر المطاعم المفضلة لدى مشاهير الموضة في باريس، والذي يملكه الأخوان كوست، بمنع الزبائن العرب والنساء المحجبات من دخوله منذ سنوات. وكشفت أربعٌ من الموظفات السابقات في المطعم، في التقرير الذي نُشر يوم الجمعة الماضي، أن مدير المطعم، ألكسندر دينيس، هو المسؤول عن هذا السلوك المؤسف.
ويقع المطعم بشارع أڤينو مونتانيي المترف، قبالة شارع الشانزليزيه وتجاوره متاجر فاخرة مثل ديور وڤيرساتشي. ويخضع المطعم لملكية جان لوي كوست الذي نجح، بمشاركة أخيه جيلبير، في جمع ثروة طائلة عبر علامته كوست للمطاعم والفنادق. وجدير بالذكر أن أهل باريس اعتادوا على القيام بممارسات تتسم ببعض التعالي إزاء السماح بدخول الضيوف إلى محالهم، حتى بات إلى حد ما جزءاً متأصلاً فيهم. فهل يمكن أن تتلألأ باريس، المعروفة باسم مدينة النور، بغير روادها الذين يتمتعون بالجمال والثراء؟ إلا أن اتهام منشأة ما بالعنصرية والتعصب الأعمى شيء بعيد تماماً عن هذا المفهوم.
وبحسب ما روته إحدى موظفات الاستقبال بالمطعم، فإن دينيس -الذي سبق اتهامه بالاعتداء جنسياً على نادلة سنة 2010- يفضّل أن “تجلس امرأتان شقراوتان ترتشفان قهوة الإسبرسو في شرفة مطعمه على أن تجلس نساء محجبات في نفس المكان حتى لو كنّ ثريات”. وقالت الموظفة لموقع بازفيد: “كان يتعين علينا أن نرفض دخول هؤلاء النساء”. وكلما سجلت موظفة الاستقبال حجزاً باسم زبونة تحمل اسماً عربياً، كان يسأل عن اسم مَنْ سجلت هذا الحجز ويكرر بأن علينا أن نرفض أكبر عدد منهن بحجة أن المطعم محجوز بالكامل”. واستطردت بأن أي زبونة تصر على حجز مقعد لها كنا نقترح عليها أن تأتي إلى المطعم في آخر ساعات الخدمة مثل الساعة الثالثة عصراً لتناول الغداء، أو العاشرة مساء إذا رغبت في تناول العشاء.
وقالت لانا الساحلي تعليقاً على هذا التقرير: “إنه صحيح تماماً”. وذكرت بأنها لا تتمكن من الحجز في المطعم إذا حجزت باسم زوجها عليّ، وحين تزور المطعم بصبحة صديقة لها محجبة فإنهم يسارعون بإيصالهما إلى الطابق الأول بعيداً عن أعين المارة حتى لو كان المطعم خالياً.
ومن ناحية أخرى، يوفر لاڤينو، المصمم على هيئة حدوة حصان، لزبائنه “المفضلين” خيارات واسعة من المقاعد التي تطل على الواجهة الزجاجية للمطعم، حيث يمكن لرواده الاستمتاع بتأمل الشارع والعديد من رجال وسيدات الأعمال والمتسوقين وهم يتنزهون جيئة وذهاباً على طول الشارع المترف.
وقد ذكر زبون عربي آخر أنه حين يتصل بالمطعم برقم هاتفه العربي فإن المطعم لا يجيب، ولكن عندما يعاود الاتصال برقم هاتف فرنسي فإن موظفة الاستقبال في لاڤينو تجيب على الفور. في الواقع، زود المطعم العاملات لديه بمؤشرات باللون الأحمر للتعريف بأرقام رموز الاتصال بالدول العربية، وخاصة تلك التي تنتمي لدول الخليج مثل الإمارات والسعودية. وهذه الصورة أدناه مأخوذة من دليل أرقام رموز الاتصال بالدول الموجود بسجل الحجز بالمطعم.
وحين تحدث بازفيد معه، ألقى مديرُ المطعم دينيس باللائمة في النهاية على الموظفات الشابات اللواتي يعملن داخل المطعم وقال: “نستقبل زبائن من ثقافات وجنسيات مختلفة. ويزورنا زبائن من الشرق الأوسط، كما يتمنى الجميع. وإذا كنت تريد اتهامنا بالعنصرية، فالأمر ليس كذلك. قد أقول شيئاً ولكن لا أعرف كيف تفسره هؤلاء الفتيات الشابات هنا. ولكن الأمر الوحيد المؤكد، أنني لم آمر أحداً قط برفض استقبال الزبائن.
بيد أن موقع بازفيد نشر صورة لحديث دار على تطبيق واتساب تأمر فيها إدارة المطعم موظفات الاستقبال بعدم قبول أي حجوزات تحت أي ظرف تُجرى عبر فندق ما باسم شخصين يحملان لقب “آل سعود”.
وجاء الرد كالتالي: “لا داعي للقلق، فلن يُسمح لهما أبداً بتخطي عتبة لاڤينو”.
لن تتمكنوا من قول ذلك مجدداً.