تعاونت مؤخراً مئة عارضة أزياء في إطلاق برنامج “ريسبكت” (أي: الاحترام)، والذي يهدف إلى عقد اتفاق ملزم قانونياً للشركات والعاملين في صناعة الموضة لحماية العارضات ووقف التحرش الجنسي الذي يتعرضن له.
كما يهدف هذا العقد -الذي دعت إلى توقيعه سارة زيف، مؤسسة منظمة تحالف العارضات موديل ألاينس، وأعلنت عنه يوم الأربعاء الماضي خلال مؤتمر قمة كوبنهاغن للأزياء- إلى تهيئة بيئة يسودها الاحترام المتبادل بين الوكالات، والعلامات، والعارضات، وجماعات المبدعين مثل المصورين المستقلين، ومنسقي الأزياء، وفناني المكياج، ومصففي الشعر، والمساعدين، والذين يشكّلون سلسلة موارد صناعة الأزياء.
وإلى جوار زملائها المتمثلين في العارضة إدي كامبل، وجيمس سكولي مدير قسم اختيار العاملين ومستشار مجلس إدارة منظمة موديل ألاينس، وماري كلير داڤو مسؤولة الاستدامة بمجموعة كيرينغ، وقبل أن تعتلي منصة قمة كوبنهاغن لإلقاء كلمة بعنوان “بوصفي عارضة أزياء في اقتصاد يشهد رواج حركة #MeToo” (وهي حركة مناهضة للتحرش الجنسي)، نشرت زيف رسالة مفتوحة على حسابها على انستقرام قالت فيها إن العارضة كامبل هي التي شجعتها على كتابة هذه الرسالة المفتوحة عندما كتبت رسالة مفتوحة في نوفمبر وجهتها إلى صُناع الموضة أبرزت فيها الإساءات التي تحدث للعارضات ودعت إلى تغيير جذري في هذه الصناعة. وشجعها أيضاً جيمس سكولي الذي استخدم موقع انستقرام لإدانة المسؤولين الذي يسيئون استغلال مناصبهم، وذلك مع انطلاق حركة #MeToo التي أطلقتها العارضات.
وكتبت زيف في هذه الرسالة: “بوصفنا عارضات، فإن صورنا هي التي تخدم الأغراض التجارية، أما أجسادنا فهي ملك لنا وحدنا”، وأضافت: “ولا تمثّل موافقتنا على التقاط صور لنا أو تصويرنا في أفلام كممثلات محترفات لصالح منتج أو علامة ما موافقة منا على أن يلمسنا أحد، أو يتحسسنا، أو ينزع ملابسنا رغماً عنا أو ما هو أسوأ من ذلك”. وقالت زيف في المؤتمر إن العارضات رغم أنهن الأكثر ظهوراً من بين سلسلة موارد صناعة الأزياء، وغالباً ما يبدون الأوفر حظاً، فلا توجد قوانين أساسية تنظم عملهن.
وستتمكن العارضات، عبر برنامج ريسبكت، من تقديم شكاوى سرية تحميهن من الانتقام، وتضمن لهن إجراء تحقيقات مستقلة ليتحمل المسيء دائماً عواقب أفعاله. ويتضمن العقد بنوداً أخرى منها منع الإساءة الاقتصادية من خلال ضمان أن يُسدد للعارضات أجورهن في أوقاتها المحددة، حتى لا يصبحن مستهدفات أو يكن مدينات لوكالاتهن، كما يشجع البرنامج الموقعين على هذا العقد على مواصلة التعاون مع بعضهم بعض.
كما ذكرت زيف في رسالتها: “الاحترام يجب أن يتجاوز مرحلة مشاعر التعاطف والإصلاحات المؤقتة، ويعمل على وقف هذه الممارسات عبر تمكين العارضات من تحديد المسيئين لهن وإبعادهم، بدعم من السلطة النافذة لكبرى شركات صناعة الموضة”. وكانت دراسة استقصائية أجرتها منظمة تحالف العارضات موديل ألاينس عام 2012، قد كشفت أن 85٪ من العارضات طُلب منهن الوقوف عاريات أثناء العمل أو تجارب الأداء دون إخطارهن مسبقاً بذلك، في حين تعرضت واحدة من كل ثلاث عارضات لضغوط لممارسة الجنس أثناء العمل. وقالت زيف إنه إذا لم يتم تثقيف الجميع، فلن نستطيع أن نمضي قدماً في هذه الصناعة.
وحملت الرسالة المفتوحة توقيع العديد من العارضات والعارضين ومنهم كارِن إلسون، ودوتزين كرويس، وتيدي كوينليڤان، وناتاليا نوڤايس، وميلا جوڤوڤيتش، وكايترينا بالف، وبرايس تومسون، وجيسون فيديلي، وجينا روسيرو، وإليترا ويديمان. وقالت زيف إن منظمة موديل ألاينس شعرت بـ”تشجيع بالغ” من الاجتماعات التي عقدتها مع كبرى الوكالات، مثل آي إم جي، وذا سوسايتي، وإليت ورلدوايد، ودي إن إيه موديل مانجمينت، والذين تحمسوا للتوقيع على هذا العقد.
نشر للمرة الأولى على Vogue.co.uk