يعتبر الشغفُ بالموضة الراقية من بين التقاليد القديمة في إفريقيا؛ فقد جرت العادة على أن يستعرض الناس ثراءهم من خلال الأقمشة الملونة النابضة بالحيوية والمتعددة الخامات. ولم تكن الأزياء الراقية يوماً حِكراً على المناسبات الخاصة فقط: فقد اعتادت عائلات الطبقة المتوسطة على التواصل الدائم مع خيّاطيهم (مصممي الملابس الراقية)، والذين كانوا دائماً على استعداد للتعاون مع هذه العائلات لابتكار إطلالات احتفالية فريدة.
وينطبق هذا الأمر أيضاً على عائلات الأسر الملكية، فقد كان ولاؤهم للحرفيين المحليين ودعمهم للمهارات الحرفية بالمجتمع سلوكاً ليس له نظير عموماً. ومَيلي الشخصي للأزياء الملكية يتحدث بعمق عن هذا الشغف، والذي رسّخته سنوات عملي في المساعدة على الارتقاء بمشهد الموضة في إفريقيا.
واليوم، تثير النهضةُ التي تشهدها القارة السمراء في مجال الموضة خلال سنوات الألفية الحماسَ الشديد؛ فالتراث يواصل انصهاره مع المستقبل ويتجهان معاً إلى نقاط التقاء لم يرها أحد من قبل. وفجأة، أصبحت أنظار العالم مسلّطة على إفريقيا في توجّه يشهد نمواً سريعاً.
ومؤخراً، استعرضت ناعومي كامبل وإيمان همّام مواهبهما في عروض الأزياء لدعم أسبوع أرايز للموضة في نيجيريا، وهو أحد أحدث أسابيع الموضة التي تقام في إفريقيا. وقد نال حضورهما اهتماماً عالمياً واسعاً (وجديراً بذلك)، مثلما حدث مع أعمال المصمم أوزوالد بواتنغ المستوحاة من إفريقيا أو “@Africanism”، وعلامة ريتش منيسي ذات الخامات المترفة، وموجة تشورلاب العصرية المستوحاة من قبيلة الدوغون، وعلامة وات وي وير التي أسسها مغني الراب تيني تيمباه والتي زينها بلمسات استلهمها من جذوره في نيجيريا.
وعن تجربتها على منصات عروض أسبوع أرايز، تقول إيمان همّام: “حظيت بدعم هائل من المصممين. وكانت المجموعات متجددة للغاية، وأتمنى أن أرى مزيداً منها في أوروبا”. أما كامبل فقد وصفت زيارتها لنيجيريا بـ”المذهلة”، كما أمضت بعض الوقت في زيارة جماعة دريم كاتشرز (أي: صائدي الأحلام) الشعبية، وهي مجموعة من الراقصين الصغار كانوا في السابق من الأطفال المشردين ويقع مقرهم بمدينة لاغوس.
بقلم روزان أحمد