إذا ما حاولنا تقييم المجموعات الشهيرة للأزياء الجاهزة، فستحتل إطلالات ربيع 1993 التي صممها مارك جيكوبس لدار بيري إيليس صدارةَ القائمة التي تمكنت من تغيير مشهد عالم الموضة. فبدلاً من التمسك بالتصاميم المصقولة التي كانت تشهد رواجاً آنذاك، استحضر جيكوبس طاقة ساحات الغرنج والبانك، وابتكر عامداً أزياءً بعيدة عن التكلف وتفتقر للصقل والبريق على نحو صادم (كانت أرضاً جديدة نجح في اقتحامها ولكنها أدت في النهاية إلى فصله من الدار).
ولا يمكن لأحد أن ينكر أن العرض كان فتحاً جديداً في عالم الموضة. فقد تهادت على منصته ألمع العارضات مثل ناومي كامبل، وكيت موس، وكارلا بروني، وكريستي تورلينغتون بفساتين خفيفة ناعمة منتعلات أحذية قتالية طويلة الساق، فكان العرض خير مثال على الجرأة والإبداع في الإطلالات التي تستمد إلهامها من الشارع حتى قبل أن ينتشر مفهوم إطلالات الشارع ذاته – والآن تعيد إحدى نجمات هذا العرض جماليات تلك المشاهد.
وعقب آخر الأنباء التي أعلنت أن جيكوبس يعتزم إعادة إطلاق مجموعة بيري إيليس ذاتها هذا الشهر –وتتضمن 26 إطلالة سيعيد صنعها وبيعها– نشرت كامبل على انستقرام صورة لها من الماضي بنفس الإطلالة التي تألقت بها أول مرة خلال هذا العرض الذي أقيم منذ أكثر عشرين عاماً (وللعلم، تبدو الآن أجمل من ذي قبل).
وكانت الإطلالة رقم 62 خلال هذا العرض تتألف من فستان بتصميم يلتف حول القوام ويزدان بطبعة سوداء وصفراء تم تنسيقه مع بلوزة بيضاء وحذاء جلدي طويل الساق من د. مارتن. وقد أضفت عليها الطاقية التي اعتمرتها كامبل والمزينة بتقليمات بألوان قوس المطر حساً فنياً متبايناً. ورغم أن هذه الإطلالة، التي تعرضها كامبل باحترافية بالغة هنا، كانت تبدو جيدة في زمانها – إلا أنها الآن أكثر صلةً واتساقاً مع الحاضر.
والآن اقرئي: ناومي كامبل تدعم مصمم أزياء لبنانياً خلال حوارٍ تناول مسيرتها المهنية
نُشر للمرة الأولى على Vogue.com