برغم التنوّع الذي نلحظه على منصّات عروض الأزياء كالاحتفال بالعارضتين آشلي غراهام وويني هارلو، ما زال طرح مسألة السنّ محظوراً في صناعة مهووسة بالدم الجديد. ويبدو في معظم الأحيان اللجوء إلى عارضات ناضجات في صفحات خاصّة بالموضة مقحماً وخارجاً عن الموضوع، كأنه محاولة لاستقطاب اهتمام القرّاء عبر صدمهم. وكما توقعت حين أعلنت أن عارضتين بين نجمات أغلفتنا الأربع ليستا في العشرينات أو حتى الثلاثينات، ارتفعت الحواجب. “نساء ناضجات في السنّ على الغلاف؟ أهذه ڤوغ؟”
نعم. هذه ڤوغ. خصوصاً إذا أخذنا في عين الاعتبار أنّ كنزة الفراتي وهناء بن عبد السلام وفريدة خلفة وعفاف جنيفان لسن نساء عاديات. هن أيقونات غيّرن قواعد اللعبة والأهم أنّهنّ سفيرات العالم العربي في عواصم الموضة. في حين أنه ينظر إلينا، ولنكن صادقين، على أننا نعيش في منطقة مقموعة اجتماعياً، أثبتت نجمات أغلفتنا بمواهبهن وأخلاقيات العمل الجادة أنّ النساء العربيات قويات ومستقلات ومنجزات مثل غيرهن من النساء. مَن ينسى لحظة أصبحت هناء بن عبد السلام أول عارضة مسلمة تظهر في حملة جمالية عالمية ضخمة؟
يجب أيضاً أن يقدّم عالم الموضة الشكر لنجمات أغلفتنا لأنهنّ غيّرن النظرة إلى هذه الصناعة. “حين بدأت عرض الأزياء ربط الناس في تونس بين هذه المهنة والدعارة”، كشفت كنزة الفراتي خلال جلسة التصوير وحيث بنى المصوّر النجم توم مونرو كثباناً رملية في قلب باريس. وليس مفاجئاً أن تكون بطلات أغلفتنا قد سحرن أهمّ مصممي الأزياء فأصبحن ملهمات وصديقات مقرّبات. الروابط التي بُنيت متينة وصادقة حتى أنّ هؤلاء اللاعبين الكبار وخلال العدّ العكسي قبل أسبوع الموضة أوقفوا برامج أعمالهم المزدحمة حين طلبنا منهم أن يشاركونا آراءهم بالعارضات الأربع اللواتي زينّ أغلفتنا. أن يقدّم جان بول غوتييه وجورجيو أرماني وريم عكرا وجيامباتيستا فالي التحية للعارضات الملهمات امتياز حقيقي. كلماتهم قوية ومؤثرة إلى حد بعيد… تشبه ڤوغ.
العارضات: كنزة الفراتي وهناء بن عبد السلام وفريدة خلفة وعفاف جنيفان
تصوير وإخراج: توم مونرو
تنسيق: كاتي تروتو
مكياج: لويد سيموندز
تصفيف الشعر: سيب باسكل
تصميم الخلفية: سميرة سالمي
موقع التصوير: استوديو روشون