علاوة على كل ما يتضمنه من محتوى مميّز في مختلف مجالات الموضة، فإن عدد أكتوبر من ڤوغ العربية يبدأ العدّ التنازلي لبطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر بأناقة منقطعة النظير. ورغم أنه ليس مخصصًا لكرة القدم، إلا أنه يتطرق إلى موضوعات تشمل العناية بالجسم والروح والصحة النفسية، كما نشاهد على صفحاته ملكة الموضة ونجمة بوليوود الفنانة ديبيكا بادوكون في رحاب جبال مدينة حتا بدبي. ولا تزال هذه النجمة الشهيرة في قمة مجدها الفني رغم مرور 15 عامًا على انطلاقها في بوليوود، بل ومن المقرر أن يُعرَض لها فيلم ضخم بعنوان Pathaan في يناير 2023، ويشاركها بطولته شاروخان وجون أبراهام.
وبجانب نجاحاتها الباهرة، أضافت بادوكون اسمها إلى قائمة المشاهير الذين يضعون العناية بالنفس وأوقات الراحة على رأس أولوياتهم تمامًا مثلما يهتمون بمسيرتهم المهنية. وتقول في حوارها مع ڤوغ العربية: “أعتقد أن تجربتي مع المرض النفسي أوصلتني اليوم لهذا المكان، فأنا أضع نفسيتي وجسمي على رأس أولوياتي قبل كل شيء. وهل يستلزم الأمر خوض تجربة المرض حتى أصل إلى هذا المستوى من الوعي؟ نعم. ولكن أعتقد أن الأمور تسير على هذا النحو. وفي بعض الأحيان، تحتاجين إلى اجتياز هذه التجارب لتخرجي منها بنتيجة ما بعد أن تكوني تعلمتِ منها شيئًا”.
ويعدّ تحقيق التوازن بين الالتزامات الشخصية والمهنية من الأمور الأساسية أيضًا في حياة نجمي الغلاف والزوجين المؤثّرين: الفنانة الإسبانية التونسية هبة عبوك ولاعب كرة القدم المغربي أشرف حكيمي. وبالنظر إلى مسيرة هبة الفنية الرائعة التي ستشهد قريبًا عودتها إلى الشاشة الكبيرة من خلال مشروع فيلم في 2023، وخطوة انتقال حكيمي الكبيرة إلى نادي باريس سان جيرمان في 2021، وإنجاب طفلين، واقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، فإن حياة الزوجين تمضي بسرعة البرق. ومع سطوع اسميهما في عالم الشهرة وترقّب الأعين لهما سواء بسواء، يقرّ الزوجان بأن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية ينطوي على بعض التضحيات، مع اعتناء كل منهما بالآخر للصمود في وجه العواصف التي قد تواجههما. يُذكر أن ظهور هبة مؤخرًا على السجادة الحمراء في مهرجان كان، الذي شهد توجيه الانتقادات إليها بسبب أزيائها الجريئة، كشف بدوره عن كراهية المرأة التي في كثير من الأحيان تواجهها النجمات تحت دائرة الضوء. تقول: “إننا لا ننتظر من الرجل نفس ما ننتظره من المرأة… والأمر كذلك في العالم كله، وفي عالمنا العربي أيضًا”. أما حكيمي فسيواجه نوعًا مختلفًا من الضغوط على أرض الملعب خلال كأس العالم ضمن مشاركته في الفريق الوطني لبلاده. يقول: “هنا في باريس، ألعب مع فريق المدينة، وهو ليس كاللعب مع فريق بلدك”، ويضيف: “فسوف يدعمك الملايين والملايين من الناس لأنك تلعب لصالحهم. إنه أمر أشبه بما لو كنت تلعب لصالح جدك وأجدادهم. فأنت تلعب لصالح كثير من الناس، الكثير من المغاربة”.
ويسلّط هذا العدد أيضًا الضوء على مقال نُشِر مؤخرًا وأثار ردود أفعال عنيفة في العالم بسبب انتقاده العنصري لأجسام النساء العربيات، بل وأشعل الغضبَ في أنحاء الشرق الأوسط، وقد نشرته مجلة “ذي إيكونوميست” في يوليو من هذا العام تحت عنوان “لماذا النساء أكثر بدانةً من الرجال في العالم العربي”، مستخدمةً صورة للممثلة العراقية الشهيرة إيناس طالب، دون علمها أو إذنها لتوضيح المثل الأعلى للجمال العربي. وفي حوارها الحصري مع ڤوغ العربية، تقول إيناس إنها تشعر أن حقوقها قد “انتهكت في هذا المقال الذي أهان النساء العربيات واستهدف النساء العراقيات على وجه الخصوص”. وأكدت الفنانة أن هذا المقال “يستند إلى تحيّزات خاطئة تمامًا تصوّر المرأة العربية إنسانة نهمة وتستخف بوعيها وثقافتها وإسهاماتها. والمرأة العربية تعدّ من بين أكثر النساء ثقافةً، وتتمتع بأعلى معايير الجمال، وتعكس إحدى أكثر الثقافات تأثيرًا وعمقًا في العالم”.
وعلى صفحات هذا العدد، تلتقي ڤوغ العربية أيضًا ست رياضيات أولمبيات رائدات من المنطقة شققن طريقهن نحو النجاح بأدائهن الرياضي الاستثنائي. وفي حين أن النساء في العالم العربي لا يتيسّر لهن دائمًا فرصة ممارسة الألعاب الرياضية، فقد واجهت هؤلاء النساء عديدًا من الحواجز التي كان عليهن تحطيمها في إطار سعيهن لتحقيق النجاح. ولكن في نهاية المطاف وقفت كل منهن على منصة التتويج في الأولمبياد وزيّنت رقبتها بميدالية ثمينة – وبالنسبة لهؤلاء، تلك هي المكافأة النهائية على التزامهن مدى الحياة.
وعلى صفحات الموضة في هذا العدد، يتحدث جيامباتيستا ڤالي عن عِقده الأول في تصميم الأزياء الراقية. ومن خلال عرض تاريخي أقامه في يوليو بمناسبة مرور عشر سنوات على اقتحامه هذا المجال، حيث انطوى على أمتار لا تنتهي من التول والفاي الحريري والكشكشة الدوقية، فقد تجلّت جذور ڤالي الرومانية والاحتفاء بالمبالغة على منصة العرض اليوم ممزوجةً بطابع عصري. أما على صفحات الجمال، فنستعرض كيف امتدت الشمولية في الجمال إلى العناية بالبشرة، حيث تم إطلاق علامات إقليمية جديدة تستهدف مجموعة متنوعة من ألوان البشرة. ويلتقي هذا العدد أيضًا الممثلة إيزابيل أدجاني الحائزة على الجوائز، والتي لا تزال تبهرنا على المسرح والشاشة على حد سواء بعد تقديمها أكثر من 50 دورًا خلال مشوارها الفني الممتد لخمسة عقود. وتقدم الممثلة الفرنسية من أصل جزائري وألماني لمحةً عن عالمها الداخلي، كما تكشف عن إحساسها بالنزوح الثقافي موضحةً: “لقد اضطررت شخصيًا للتعامل مع متطلبات ثلاث ثقافات مختلفة وتقاليدها كذلك”.
إقرأي أيضًا: النجم رامي مالك يتصدر غلاف عدد خريف وشتاء 2022 من ڤوغ العربية للرجل