المدير الإبداعي لعلامة سيلين يتحدث عن نهجه الجديد للعلامة، ويكشف عن أول صورة لثاني حقيبة يد يصممها لصالح الدار.
أصيبت المغرمات بتصاميم فيبي فيلو بشيء من الصدمة، ممن ينتظرن بزوغ فجر جديد لعلامة سيلين تحت قيادة هادي سليمان يوم 28 سبتمبر خلال أسبوع الموضة في باريس. فقد خصّ سليمان، الذي نادراً ما يجري لقاءات إعلامية، صحيفة لو فيغارو بحوار خاص تطرق فيه إلى موضوع عمله الذي يكثر الجدل حوله في عالم الموضة، وتحدث عن رؤيته للعلامة التي تبدو حالياً فرنسية خالصة.
علق سليمان على توليه منصب المدير الإبداعي خلفاً لفيبي فيلو بقوله: “نحن لا ندخل داراً للأزياء لنقلد سلفنا، ناهيك عن الاستيلاء على جوهر أعماله، وقواعده للغة وعناصرها”، وأضاف: “وليس الهدف أيضاً السير في الاتجاه المعاكس لأعماله، إذ سيكون ذلك من قبيل سوء الفهم. والاحترام يعني الحفاظ على نزاهة كل فرد، والاعتراف بالأشياء التي تخص كل إنسان منا بأمانة ووعي. ويعني أيضاً بدء صفحة جديدة. فنحن نأتي ومعنا قصصنا، وثقافتنا، وتأويلاتنا الشخصية التي تختلف عن دور الأزياء التي نعمل بها. ويجب أن نكون أنفسنا، دون الالتزام بموقف معين، رغم جميع الصعاب والتحديات”.
حين تولى سليمان منصبه، شرع في إعادة تنظيم هيكل الشركة ليصبح “طوع” معاييره. وكشف: “كان ذلك ضرورياً لتعزيز ورش التفصيل وإضافة ورشة عمل للخياطة مخصصة لصنع المجموعات الرجالية والنسائية، بالتبعية”، وأضاف: “ظللتُ دوماً حساساً للغاية تجاه مفهوم الجودة العالية، فهي مهارات تتعلق بالدار. وفي هذا السياق، تعدّ فكرة التلاعب بقواعد الأزياء البرجوازية مثيرة للاهتمام نوعاً ما. وعلاوة على ذلك، لا تنظر سيلين إلى الماضي بنفس قوة ديور أو سان لوران، إذ بوسعها التحرر منه بسهولة. لأن سيلين هي رؤية لباريس، أسلوب في ارتداء الأزياء… ولا أريد أن أحصره في شيء معين”.
وتتمحور قواعده “البعيدة كل البعد عن التحديد والمختلفة تماماً” عن فيبي فيلو حول الشباب واللون الأسود. وعن هذا اللون يقول سليمان: “إنه دائماً في قلب كل شيء قمت به حتى الآن، سواء في التصوير الفوتوغرافي أم الموضة. ويهيمن على عروض أزيائي، من دار إلى دار”. ويكشف أن فريقه التصميمي عمل على مئات من العينات لإتقان إبداعات حصرية لسيلين. ونوّه: “الأسود يتطلب عناية خاصة”.
ويمثّل الانصهارُ الفريد للأسود مع بريق أزياء الروك آند رول عمليةً دقيقة أخذ يصقلها منذ أن تعلم التفصيل في طفولته على يد والدته. يقول: “ابتكرتُ أسلوبي منذ أكثر من 20 عاماً”، مضيفاً: “إن لم يكن العكس صحيحاً. يمر عبر خط ما، وضربة من الألوان، ومظهر ما، وصورة كنت أسعى سعياً حثيثاً لتنفيذها منذ ذلك الحين، وهذا ما يحدد مَن أنا. إنه ينتمي لي، وفي المقابل، أنا مدفوع تجاهه. وينطوي الاتساقُ والدقةُ طويلة الأمد على الكثيرَ بالنسبة لي. وأنا متمسك بنزاهة هذا الطريق. وسيستمر في سيلين. فهو بمثابة قصة تدوم ما دامت الحياة. وليست الفكرة أن أحيد عن أسلوبي أو عن الأشياء التي صنعتني”.
كما تحدث سليمان بحفاوة عن أقطاب الصناعة الذين تأثر بهم وقال: “أدافع أيضاً عن العقلية الفرنسية في الأزياء، التي تكاد تكون رسمية، وترتبط بشبابي، وما تعلمته، والناس الذين التقيت بهم، مثل إيڤ سان لوران وبيير بيرجيه، عندما انطلقت في هذا المجال، خلال سنوات عملي في ديور”. وقد واصل الاعتراف بفضل الشخصيات الشهيرة في عصرنا هذا ممن أصبحوا أساسيين في عمله. وعن ليدي غاغا التي كانت أول مَن حملت حقيبته 16 وأحدثت ضجة على مواقع التواصل، اكتفى بقول: “أهديتها هذه الحقيبة على انفراد لأنها صديقة لي منذ زمن بعيد”. أما حقيبته الثانية، التي تحمل الحرف C، والمستوحاة من حقيبة لسيلين في السبعينيات وكانت ذات قفل وحقيبة أخرى مبطنة في الثمانينيات، فلم تُحدث [أي منهما] نفس الضجة بالمقارنة بالحقيبة الأولى.
ولم يحسم موقفه المحسوب سوى عندما شارف اللقاء على نهايته وأعلن عن شعاره في الحياة: “الصمود. بغض النظر عن الأهداف، والمواقف، والآراء، والضجيج، والأجندات، ومفتاح كل ذلك يكمن في السحر والسعادة”. وهذا الوعد “بالسحر” المنتظر يوم 28 سبتمبر كافٍ للدفع بمعجبات سيلين إلى نوبة جديدة من الهياج والجنون.
والآن اقرئي: علامة الراحل عز الدين عليّة تفتتح متجرها الإلكتروني الأول
نشر للمرة الأولى على Vogue.co.uk