مع استفحال أزمة اللاجئين حول العالم، يأخذ العديد من الناس على عاتقهم مسؤولية نشر الوعي بهذه القضية وجمع التبرعات لصالحها عبر العديد من المشاريع، ويستند أحد هذه المشاريع إلى عالم الأزياء على وجه التحديد لتنفيذ ذلك. بدأت جمعية إدريس الخيرية كمشروع وُلِدَ من رحم شغف الراحل إدريس ياسين، الذي أسس تلك المبادرة في محاولةٍ منه لتوفير السكن والغذاء والتعليم للأيتام ممن يعيشون في مخيمات اللجوء. وعلى الرغم من أنه قد رحل عن عالمنا، إلا أنَّ عائلته قررت المضي قدماً على دربه في دعم أعمال الخير عبر إطلاق جمعية إدريس التي تحمل اسمه. وهي جمعية غير ربحية يترأسها عماد ياسين، وتتخذ من المملكة المتحدة مقرَّاً لها، وتهدف إلى الارتقاء بمستوى معيشة اللاجئين -وعلى وجه الخصوص أولئك القادمين من مسقط رأسه في إريتريا، وشرق السودان، ولبنان، وجيبوتي، واليمن- بالتعاون مع منظمة إيثار للإغاثة.
ولتأسيس هذه الجمعية، تعاون عماد مع قريبته دينا ياسين، مؤسِسَة علامة الأزياء المستدامة إفرو آند كو التي تتخذ من دبي مقراً لها، لابتكار خطٍّ من التيشيرتات التي تحمل رسومات أبدعتها أنامل أطفال يعيشون في مخيمات اللجوء. ولدت الفكرة قبل ثلاثة أعوام، عندما قرَّرت دينا التي كانت آنذاك عروساً تحضِّر لزفافها -وُلِدَت في السودان لأبوين من إريتريا ونشأت في الإمارات- إهداء الضيوف في حفل زفافها شيئاً يتذكرونها من خلاله ويدعم في الوقت ذاته قضيةً عزيزةً جداً على قلبها. لقد خطرت لها فكرة إرسال لوازم فنية إلى الأطفال اللاجئين ليرسموا بها رؤيتهم للأمل والعائلة والحب، والتي قدمتها كهدية للضيوف في ذاك اليوم.
ويستذكر عماد قائلاً: “كانت النتيجة مجموعة جميلة من اللوحات”. وفي أعقاب النجاح الباهر لتلك اللوحات، فكّر في تحويل الرسومات ذاتها إلى تيشيرتات، وعلى هذا النحو ولد مشروع ’فريق اللاجئين‘. وقد لفتت المجموعة الأولى فوراً اهتمام العالم، وقادت إلى إنتاج مجموعة ثانية، إلا أنَّ عماد ودينا قرَّرا نقل المبادرة إلى المستوى التالي عبر الاستعانة بلاجئين حقيقيين إلى جانب العارضين في سلسلة من الصور للحملة الدعائية.
وقد التقطت الصورَ عدسةُ المصور الفوتوغرافي برونو غابرييل في إسبانيا، الذي فتَّش شوارع برشلونة بحثاً عن عارضين من اللاجئين. يقول عماد مستذكراً: “أحد العارضين وصل قبل 15 يوماً فقط قبل جلسة التصوير”، ويضيف أن آخراً تواصلت معه حتى وكالة عرض أزياء في إسبانيا.
وتصبُّ جميع عائدات بيع تيشيرتات ’فريق اللاجئين‘ في مصلحة تحسين مشاريع الرعاية الصحية والتعليم في مخيمات اللجوء. يقول عماد موضِّحاً: “نريد أن يعرف الناس أنه من الممكن أن نتبع الموضة وفي الوقت ذاته نصنع فرقاً إيجابياً في حياة الناس. لقد غيَّرت الأموال التي أتت من بيع هذه المنتجات حقاً حياة الناس”. وما يعنيه أن: جمعية إدريس تمكنت من بناء مدارس، وتوفير معدات، وتقديم تدريب إلى جانب رفع وعي الأطفال. واليوم تدعم جمعية إدريس تسع مدارس، تستقبل مجتمعةً نحو 300 طفلٍ.
يمكن شراء التيشيرتات عبر حساب انستقرام الرسمي للجمعية.
والآن اقرئي: حليمة آدن تعطينا لمحة سريعة عن أول معرض متخصص في الأزياء الإسلامية